قبل ان نتحدث عن وجود مراكز الدراسات الامريكية في جامعاتنا بالرغم من اهمية وجود مثل هذه الدراسات لفهم السياسة الخارجية الامريكية واطماعها في الدول النامية وعلى رأسها السودان، سنتحدث عن اولئك الذين يتزايدون على الوحدويين الذين يؤمنون بضرورة وحدة السودان لان انفصاله بكل اسف وحزن ستترتب عليه كارثة لا يمكن التكهن بابعادها، منذ سنوات ألفت كتاباً بعنوان الاعلام الاسرائيلي وكيفية مواجهته واهديت نسخة منها للمقيم الراحل الدكتور سيد حمد الذي كان يعمل امينا مساعدا للشئون القانونية للجامعة العربية واهديت نسخة اخرى للدكتور / حسن الترابي ابان شغله منصب النائب العام في مقر وزارة العدل بشارع النيل وقد صدر هذا الكتاب في 51 مايو 9691م من القرن الماضي واهديت نسخة اخرى للاستاذ الدكتور الوهيبي امين عام منظمة الشباب الاسلامي في المملكة العربية السعودية وارفقت مع هذا الكتاب اقتراحات عديدة لتوطيد العلائق بين الدول الاسلامية والعربية وقد تفضل سيادته اطال الله في عمره برسالة رقيقة مرفقا بها مبلغ من المال!!!!! ووعدني بأنه سيعمل لتنفيذ المقترحات التي ذكرتها آنفا وبالاضافة الى ما سبق وكما ذكرت في مرات عديدة على صفحات جريدة الصحافة الغراء، ان الدفاع عن المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين فرض عين وليس فرض كفاية وقدمت بحثاً بعنوان ضرورة حماية المسجد الاقصى للاخ الاستاذ/ فتحي خليل نقيب المحامين السابق ووالي الشمالية الحالي، وهذا بالاضافة لمقالات عديدة عن ضرورة السعي لتحقيق الوحدة بين الدول العربية والاسلامية. ولكن بعض الاخوة من ذوي النيات الحسنة يطالبون بأن يذهب ثلث السودان بغير رجعة مقابل حماية المسجد الاقصى!!!! الرسول صلى الله عليه وسلم نبي الهدى قبل ان يهاجر الى المدينةالمنورة ذكر ما معناه انه لم يحب ان يغادر مكةالمكرمة ونقول للشخص الذي ذكر انه يحبذ ان يذهب ثلث السودان للجحيم!! وذكر هذا الشخص وانا لا احبذ ذكر الاسماء واترك هذا لذكاء القراء، على الشماليين الذين هم حاليا في جنوب البلاد ان يغادروا الجنوب لشمال السودان. واقول لهذا الشخص هل ستوفر للاخوة الشماليين الذين يعملون في جنوب البلاد منذ سنوات طويلة وصاهروا الجنوبيات ولهم مصالح في جنوب البلاد حين عودتهم مساكن ووظائف لا سيما وانه ليست هناك خطة اسكانية جديدة.؟ والبعض يركزون هجومهم على باقان أموم الذي كان يسكن بجانبي بالمعمورة وقد ذكر لي انه يؤمن ايمانا قاطعا بانفصال الجنوب وقد ذكرت له اني اؤمن ايمانا قاطعا بوحدة السودان وارسلت رسائل عديدة للراحل المقيم جون قرنق والنائب الاول سلفاكير ميارديت وقد تضمنت هذه الرسائل ضرورة المحافظة على وحدة السودان وقد حضرت هذا اللقاء زوجته الفاضلة وهي امرأة مثقفة!! والذي اريد ان اقوله علينا كوحدويين ان لا نضيع وقتنا في ترديد اسم باقان لان رأيه واضح وهو انفصالي بل نركز جهودنا في سبيل اقناع اخوتنا في جنوب البلاد ان الوحدة في صالح الجميع وعلينا ان نصر قبل اجراء الاستفتاء انه يجب ترسيم الحدود وحل كافة القضايا. ويجب علينا ان نلوم انفسنا حكاماً ومحكومين واحزاباً سياسية ان التاريخ سوف لا يرحمنا لاننا نعمل على تمزيق وحدة السودان ولم يكن منطقيا بأية حال من الاحوال سحب الجيش المركزي من جنوب السودان بل كان يجب ابقاءه لحين اجراء الاستفتاء ومعرفة نتائجه وما نراه في هذه الايام من هجوم جيش الحركة على سنار مدعوما بمرتزقة من الاوغنديين دليل على صدق ما ذهبنا اليه. ذكرت في مرات عديدة وعلى صفحات جريدة الصحافة الغراء انه يجب علينا في السودان «المسؤولين في وزارة الخارجية وفي المؤتمر الوطني» ان لا يستقبلوا المبعوثين الامريكان الذين يزورون السودان في جولاتهم المكوكية اذا لم يقابلوا زعيم البلاد ورئيس الجمهورية المشير عمر احمد البشير الذي انتخبه شعب بلاده في انتخابات حرة ونزيهة والتي حضرها مركز كارتر والاتحاد الاوربي والجامعة العربية وكافة وسائط الاتصال العالمية ووكالاتها وعدم مقابلته اهانة بالغة لنا كسودانيين يحبون السودان لا من اجل تولي وظائف والحصول على امتيازات واقول أليس من العيب والفضيحة لنا في السودان ان نبيع السودان بالجزرة الامريكية مسحوبة العصا؟ امريكا ايها السادة لم تأتِ لحماية الجنوبيين وتذرف دموع التماسيح وتتحدث عن الابادة الجماعية بل جاءت لتحقيق مصالحها والمتمثلة في البترول وغيره، وكما يعلم الكل وحتى الاطفال في بطون أمهاتهم اكتشفت امريكا البترول «شركتها شيفرون» في السودان وكان مقرها في الخرطوم 2 وبعد ان تحققت من وجود البترول في السودان بكميات تجارية سحبت آلياتها من مناطق انتاج البترول عن طريق ميناء كوستي الى الكمرون ولو كانت تحب الجنوبيين ومصلحتهم لابقت آليتها في الجنوب. واقول للاخوة الانفصاليين في الجنوب وهم قلة وعلى رأسهم الاخ باقان نحن في شمال البلاد وبعون من الله تعالى كنا نعتمد على القطن طويل التيلة وقصير التيلة وكنا نصدرهما لمصانع لانكيشير وبوركيشير بالمملكة المتحدة بالاضافة لغيرها من الصادرات الاخرى. والولاياتالمتحدةالامريكية التي تحجون اليها بعد ان سحبت شركة شيفرون عملت كل ما في وسعها في منع الشركات الصينية والماليزية والهندية والكندية وغيرها من الشركات للعمل في مجال البترول في السودان. واخوتكم في شمال البلاد هم الذين عملوا كل ما في طاقتهم في سبيل انتاج البترول ومد انابيب البترول من غرب البلاد الى ميناء بورتسودان، وبفضل من الله سبحانه وتعالى ورغبة اخوانكم في شمال البلاد انكم تتمتعون الآن بريع البترول!!! وبعد ذلك سنتحدث في ايجاز عن هل هناك مراكز للدراسات الامريكية في جامعاتنا! إن إنشاء مثل هذه المراكز في جامعاتنا من الضروريات الاستراتيجية لفهم السياسة الخارجية الامريكية، وهناك دوائر عديدة لا يمكن حصرها تشارك في التأثير على البيت الابيض الامريكي وسنذكر بعض هذه الدوائر في ايجاز: 1 اللوبيات الصهيونية «ايباك» وايباك هذا يلعب دورا لا يمكن تصوره في التأثير على السياسة الامريكية وهي تقوم بجمع التبرعات من دافع ضرائب الامريكيين لصالح اسرائيل. 2 شركات البترول الامريكية هي الاخرى لها تأثير بالغ في السياسة الخارجية الامريكية ونحن في السودان كان يجب علينا ان نوطد علاقاتنا بهذه الشركات وان ابواب السودان مفتوح لها بالاضافة للبترول هناك معادن عديدة في السودان مثل الذهب والمنجنيز وحتى اليورانيوم والصمغ العربي، وهذا الاخير مطلوب في الولاياتالمتحدةالامريكية لانه يدخل في صناعات عديدة بالاضافة للحلويات!! 3 شركات الأسلحة وهي تلعب دورا قياديا في جلب الاموال للولايات المتحدةالامريكية لبيع اسلحتها للدول النامية وتوفر وظائف عديدة للمواطنين الامريكيين. 4 جمعيات المستهلكين وهي الاخرى لها دور قيادي في التأثير على صانعي القرارات في البيت الابيض، ورئيس هذه المنظمة واسمه نادر لبناني الاصل حاول ترشيح نفسه لرئاسة الولاياتالمتحدةالامريكية!!!!! 5 C.I.A وكالة المخابرات الامريكية، ودور هذا الجهاز لا يمكن تصوره فهي عن طريق عملائها المنتشرين في كافة دول العالم بما فيها السودان يعرف ما يجري في غرف النوم. وتدفع الملايين كرشوة للعاملين في وسائط الاتصال في مختلف دول العالم وتجند النساء والرجال للحصول على معلومات من كافة دول العالم. 6 الكونغرس، بمجلسيه الشيوخ والنواب وهذا المجلس له تأثير بالغ في السياسة الخارجية الامريكية فالرئيس الامريكي لا يستطيع ان يعين موظفاً الا بعد موافقة هذين المجلسين بالرغم من ان الرئيس الامريكي يملك صلاحيات وسلطات لا يمكن تصورها! 7 جماعات الشواذ هؤلاء لهم دور في رسم السياسة الامريكية وذلك عن طريق التأثير على نواب المجلسين، وقد لا يصدق هذا بعض الذين لم يدرسوا تاريخ الولاياتالمتحدةالامريكية، فزواج المثليين في اوربا وفي امريكا مسموح به ومنذ ايام قرأنا وسمعنا ان وزير خارجية ألمانيا قد تزوج بأحد المثليين!!!!! 8 المنظمات الطوعية والدفاع عن حقوق الانسان، هذه المنظمات تلعب دورا في التأثير على السياسة الخارجية الامريكية. 9 وسائط الاتصال هي الاخرى لها تأثير في السياسة الخارجية وأحد العاملين في صحيفة الواشنطن بوسطن «وهي صحيفة صهيونية» هو الذي كشف أذرع اجهزة التجسس في مبنى وترقيت وقد تسبب كشف هذه الفضيحة ان خرج الرئيس الامريكي نيكسون وهو من ابرز المثقفين الذين عملوا كرئيس لامريكا. بالاضافة ان هناك دوائر كثيرة ولكن تأثيرها ضعيف. والله من وراء القصد خارج النص: نحن في السودان نقدر ونحترم اطباءنا وقد اثبتوا جدارة وكفاءة في داخل وخارج السودان ويبذلون كلما في طاقتهم في سبيل علاج المرضى في بلادنا بالرغم من انهم يعملون في ظل ظروف صعبة ويتقاضون مرتبات ضئيلة جدا وبيئة العمل غير مريحة وليس هناك في مستشفياتنا اجهزة متطورة لعلاج المرضى. منذ ايام انتقل الى رحمة مولاه/ محمد طه عثمان طيب الله ثراه وكان رحمه الله من المثقفين النادرين ومن رجال الادارة المؤهلين وقد جاب مختلف مدن السودان ولكنه تعرض لضيق في النفس وقد حاول انجاله وذهبوا به لمستشفيات عديدة ولكن لم يجدوا بها جهاز التنفس وهذا عيب وفضيحة. والمرحوم بالاضافة لثقافته وتواضعه كان من الذين يؤمنون بوحدة السودان، والعيب ليس في اطبائنا بل في وزارة الصحة الاتحادية ومختلف المؤسسات مثل البنوك والاثرياء كان يجب عليهم توفير مثل هذه الاجهزة. ايها السادة ان الاطباء في بلادنا وانا اعرف العديد منهم يؤدون عملهم بكفاءة ولكني من منطلق تقديري لهم يجب عليهم ان يبتعدوا عن السياسة وانا اعني الاضرابات التي نظمت في الشهور الاخيرة لتحسين اوضاعهم. نحن في السودان اذا وفرنا لمستشفياتنا العامة والخاصة الاجهزة الحديثة سيزوره المرضى من كافة الدول «السياحة الطبية»!!! * دكتوراة في فلسفة التربية من جامعة كيندي ويسترن الأمريكية