«سوق كرور» على الرغم من عتاقة مكانه في منطقة أمبدة جنوب وهو قبلة لسكان منطقة السبيل ومدينة النخيل والمنصورة وأمبدة جنوب، ويوفر السوق كل السلع الحياتية للمواطنين وباسعار يمكن أن تكون في متناول اليد، ويستقبل يوميا ما يقارب «1.500» مواطن، الا انه يعاني ضيق المكان برغم انه بدأ قبل قرابة الثلاثين عاما، في وقت لم تكن فيه المنطقة قد طالها التخطيط. وبرغم مناشدة المتعاملين مع السوق للسلطات باعادة تنظيمه والعمل على الحاقه باسباب التحديث وتوسعته، الا انه لا حياة لمن تنادي، مما جعله عرضة للحرائق جراء التماسات كهربائية وحوادث سطو، الى جانب ان وجوده في منتصف الاحياء السكنية عرض المنازل للسرقات النهارية. وفي فصل الخريف تتدهور الأوضاع البيئية بالسوق، ويغدو مكاناً لتوالد الذباب والباعوض نتيجة تكدس الاوساخ، الى جانب كثرة البرك الناجمة عن غياب التصريف، فتراكمت المياه الآسنة التي يتعرض عبرها المارة للروائح الكريهة ولسعات الذباب والباعوض. «عوافي» تلقت العديد من الشكاوى من تجار السوق والمواطنين من سوء الوضع الصحي الذي تفاقم ويزداد رداءة يوماً بعد يوم، دون التفات من سلطات المحلية التي تقع على مرمى حجر من السوق. وتحدث ل «الصحافة» العاقب خميس «تاجر»، مشيرا الى انه يعمل بالسوق منذ ما يقارب سبعة اعوام، مبينا انهم يعانون من سوء الخدمات، خاصة غياب عمال البلدية مما ادى لتكدس الاوساخ وخلق البيئة المواتية للملوثات من ذباب وغيره. واشار خميس الى انهم قد طالبوا المحلية في عدد من المرات باصلاح حال السوق الذي بات منفرا للزبائن، وشكا من تزايد الجبايات المفروضة بواسطة المحلية، رغم انهم لم يروا حتى الآن جديداً من الخدمات، كما لا يدرون فيم يتم صرف كل تلك الاموال. وطالب المحلية بالاسراع في تنظيم السوق والعمل على تحسين بيئته لأن حالته غدت ميؤوساً منها، اضافة الى تخفيض الرسوم التي تفرض عليهم ولا يستطيعون دفعها نسبة لارتفاع قيمتها، اضافة الى متطلبات مصروفات أسرهم. «وليم» صاحب محل للخضر والفاكهة اشتكي من ضعف الخدمات الصحية بالسوق، مما جعله بمثابة مكب للنفايات، في وقت تقل فيه حملات عمال البلدية الذين يأتون مرة واحدة في اليوم صباحا او مساء دون اكتراث لحالة نمو السوق وكثافة المتعاملين فيه من المواطنين، مما يجعله قابلا للاتساخ في اي وقت. وقال وليم إن المحلية رغم حرصها على تحصيل رسوم الجبايات، الا أنهم لا يرون منها شيئا من أعمال النظافة. واشار وليم الى معاناتهم في الخريف في الوصول الى اماكنهم لعرض بضائعهم. وقال «ولا ندري إن كانت محلية امبدة التي تقع بالقرب منا تعلم بما يدور في سوق كرور ام لا». وطالب وليم معتمد امبدة باستصحاب قضايا السوق والعمل على توستعه. المحال الواقعة جنوب السوق وجدنا فيها العاملين في حالة يرثى لها. ويقول الطيب محمد الشيخ الذي وجدناه يفترش الاواني المنزلية، ان الكساد الذي يمر به السوق مصنوع وبفعل فاعل. وعندما سألناه عن الجاني أشار الى اكوام النفايات، وقال انهم اطلعوا المحلية على ما يدور من تكدس النفايات أمام محالهم التجارية، وكيف أن اكياس البلاستيك وغيرها تتطاير الى داخل المحال. واشار الشيخ الى ان السوق كله به برميلان للنفايات، ويأتي عمال النفايات ويأخذونهما بعد فترات متباعدة من الزمن، مما يساعد في توالد الذباب والباعوض، مطالبا معتمد امبدة بزيارة السوق للوقوف على اوضاعه المتردية، حتى يلتفت لترقية أوضاع السوق. وطالب أيضا بتوسعة السوق لأنهم يعانون من ضيقه الشديد. وأشار الشيخ الى انهم طالبوا في العديد من المرات المحلية بالالتفات لحال السوق، الا انها لم تعرهم أدنى اهتمام ولا تستمع الى ما يقولون. وذلك رغم اسراع المحلية في كل شهر لتحصيل رسومها، ومن لا يدفع يعرض نفسه للمساءلة القانونية والمحاكم، الى جانب منعه من مزاولة عمله حتى ولو كان يعول أسرة. واختتم محمد بأن السوق يمكن أن يحدث كارثة بيئية اذا لم تتم نظافته بصورة متواصلة، مع رفع مكبات الأوساخ في الوقت المحدد، مع الزام التجار باتباع سبل النظافة.