طهتستضيف صالة الإتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين هذه الايام معرض بورتريه للفنان التشكيلي عادل مصطفى، شرف الافتتاح السيد وزير الدولة بوزارة الثقافة علي مجوك وقد وعد الاتحاد بالوقوف معه حتى يجد مقراً دائماً للتشكيليين مضيفاً أن الوزارة أبوابها مفتوحة للتشكيليين وقبيلة المبدعين باعتبار أن الثقافة لابد أن تقود المجتمع بعد أن ثبت فشل القيادة السياسية التشكيلي عادل مصطفى من مواليد مدينة ود مدني ، درس الفنون بكلية الفنون الجميلة ببغداد، أقام أكثر من عشرين معرضاً داخل السودان وخارجه ، له إهتمامات خاصة في مجال تصميم المجسمات وتصميم الشعارات والملصقات ، عضو رابطة الجزيرة للآداب والفنون قام بتنفيذ 40 بورتريه لشخصيات وطنية وفنية خاصة بمتحف الثقافة والتراث لوزارة الثقافة والاعلام 2000 كما عمل مجسمات مطار الجنينة واستاد الفاشر والمسرح المفتوح بالفاشر وكبري مدخلها وغيرها كثير من الاعمال الفنية يرى عادل مصطفى أن جيل الرواد : الصلحي ، شبرين ، بسطاوي ، وعربي ، ورباح قدموا للتشكيل السوداني اعمالاً لا يستهان بها وقد كانت عظيمة بقدر ما اطلعنا عليه من انتاجهم سواءاً في جانب تجاربهم التشكيلية أو الاجتهادات التنظيرية التي صاحبت تلك الأعمال ، وهي مرحلة تأسيس تشكيلي مقبولة ( الغابة والصحراء) وان تأثروا بالفن الغربي بحكم الدراسة بانجلترا ، علاوة على تأثر ضئيل بتجارب نفر من رصفائهم العرب في جانب استخدام الحرف العربي واستلهامه في أعمال ( الحروف العربية) ويضيف أن أي عمل تشكيلي لا يعتمد على جمهور المتلقين مادة أساسية في استلهامه يعتبر عمل زخرفي مهما كانت المدرسة التشكيلية التي ينتمي اليها، فالجيل السابق قدم عطاءاً يتوازىوالإمكانات المتاحة في ذلك الوقتمع أني أرى أن بعض الأعمال لم يتجاوزها الجيل الحاضر حتى الآن... ويضيف أن حركة التشكيل الآن تأتي معزولة عن حركة نقدية موازية فأغلب الإهتمام يكون دوماً حرفي تقني ، يطغي على المطروح ومن هنا كان لزاماً على التشكيليين أن تتوجه أعمالهم من ينابيع وطنية أصيلة خالصةمتجسدة بوضوح في أعمالهم وعدم التعامل مع التراث بشكله المتحفي وانما بمحتواه والاستفادة من الجوانب النيرة المعاصرة فيه لايامنا هذه والقادمة منها ، ودراسة انتاج التشكيليين العالميين دون الاستنساخ منهم وهذا ما يسهم في بناء حركة نقدية معافاة فنياً من أجل دعم التشكيل وتقريب المسافة بين المتلقين والفنان يجئ الاهتمام برسم الصور الشخصية ودراسة أبعادها نفسياً وفنياً واجتماعياً ضمن تقليد من تقاليد الرسم الواقعي المعاصر في السودان ودراسة لتفاصيل الوجه ( البورتريت) بدقة تفصيلية والغوص داخل أعماق الشخصية والكشف عن حالاته التعبيرية ... باختصار هي محاولة لاعادة الحيوية لهذا التقليد بعد أن كان يغيب في معارضنا الجمالية او الشخصية انه تطلع نحو الجديد الذي يوثق أبرز سمات حياتنا وبفن ينتمي الى القواعد الواقعية على صعيد واحد ، الرؤية الحديثة لم تعد هي مجرد الابصار بل الاستبصار وهو شحذ لملكات الرأي الذاكرة الحلم والرغبة والقدرة على التخيل. وعن أسباب هذا النوع من الاعمال المعروضة قال : حتى لا يندثر هذا النوع من الفن ، وحتى لا تستحوذ الكاميرا بتقنياتها المتنوعة والتكنولوجيا بأساطيلها الباطشة على اصطياد ونقل اللحظات الحلوة والجميلة من حياتنا وتشوهها ولا تسجل بالطريقة الصحيحة ، إنه إهتمام وتوثيق لمناسباتنا الملونة والتاريخية وأخيراً يطلب التشكيلي عادل مصطفى من التشكيليين الإنتباه والاهتمام بالانسان الضحية الرمز الفرد المحاصر المنتهك الضائع المهمش فنياً ، تملأ نفسه المكبوتات ويضج بالحاجات الأساسية وان يكون موضوعانا الأساسي في كل خط نرسمه أو ضربة لون نضعها على اللوحة ومحنتنا في استحالة العثور على تفسير لآلامه في مسيرته عبر التاريخ وصراعه المرير في سبيل الإنتصار.