دول الجوار المكسب والخسارة إن الورطة التي وضع الشريكان انفسهما فيهما هي التي قادت «الى ذرف الدموع» «وقوع الانفصال.. وقوع الانفصال»!! ولسان الحال هو «لا بريدك ولا بحمل بلاك»، والخوف من ارهاصات التبعات التي بانت نواجذها، وهي ليست كما يظن اصحاب الشأن والمآرب الشخصية من تقسيم للسودان!! من اهل الكرة ودعاة الانفصال عند الطرفين، ولكن هناك ارهاصات لتبعات دولية من المستحيل تجاوزها او معالجتها، كنموذج لذلك فلنأخذ ما يحدث في عالم اليوم من دعاوى لترسيم الحدود بين بعض الدول. بهدف احتكار موارد الشعوب المادية والبشرية بحق الوصايا الدولية. «6» لماذا التقسيم للسودان؟! الاجابة لأن السودان ما هو بالدولة الصغيرة معروفة الحدود بالتاريخ والجغرافية من حيث الارض ولا من حيث السكان، فحدوده ممتدة بحجم القارة الاوربية ودولها المتعددة، وحتى مسمى السودان المعروف هذا، وإلى وقت قريب كان هناك شركاء فيه، الى ما قبل الحدود الاستعمارية «ابان عهد السلطنات» والممالك. وحتى الجذور للقبائل المشتركة والممتدة من جبال الاماتونج وإلى شمال المغرب العربي وشواطئ البحر الابيض والمتوسط وحدود القارة الافريقية غربا وشمالا، فتلك هى اكبر المعضلات والاشكاليات اذا ما تم تقسيم السودان جهويا الى شمال وجنوب. فهل الجهوية هي المعيار لحق المواطنة في الاقامة والتنقل والسكن؟! علما بأن حق الاقامة قد امتد عند بعض القبائل ان لم يكن غالبها الى اكثر من اربعمائة عام بالتمام والكمال، هذا اذا لم يزد عن ذلك!! فاذا اخذنا «حق اليد» في التملك والحيازة في عمار الارض واصلاحها، الا يكن ذلك مدعاة الى اعادة النظر في امر استفتاء 9 يناير 1102م. ولماذا الاستفتاء حصريا على الجنوب وشعبه طالما ان حق المواطنة والتملك لكل ابناء السودان؟! واذا كان الامر كذلك ما هو مصير «السودانيين الاجانب» من حملة الجنسية بالميلاد والتجنس بعد مشروع الاستيطان في دول الغرب «امريكا استراليا هولنداكندا.. الخ»؟! فهل من العدل منح الاجانب حق الاستفتاء في تحديد المصير وحرمان بعض السودانيين من هذا الحق في منطقة أبيي؟ واذا كان الامر كذلك فهؤلاء الأجانب في حاجة الى جنسية ثالثة تمنحهم حق التنقل والاقامة في دول «السودان الجديد» اذا ما وقع الانفصال لا قدر الله. ودون ذلك فان «الهوية الامريكية» سوف يكون لها نصيب الاخذ والعطاء في حق اثبات الهوية السودانية. وهذا الحق الاستعماري لا ينطبق على «السودانيين الامريكان» فقط بل يطول ويمنح كل حامل جنسية أجنبية الا سكان أبيي من المسيرية!! «7» هل الانفصال هو محصلة نيفاشا النهائية؟! لماذا كل هذا التعب، اما كان من الافضل التمسك بمشروع نيفاشا للسلام والذي اوقف اطول الحروب في افريقيا في عالم اليوم؟! فقط اذا تم السعي الى التوزيع العادل للسلطة والثروة بين ولايات السودان؟ دون الالتفات للقنابل الموقوتة، والاملاءات الغربية التي وضعت للاطاحة بالسلام بالسودان وبمشروع الحركة في سودانها الجديد؟! وما يؤكد هذا الزعم علو صوت دعاة الانفصال وسط قادة الحركة الشعبية والذي اختفى منذ ما سمى «باتفاقية الخرطوم للسلام وفشودة للسلام» اضافة الى الحيرة التي تلبست الدكتور محمد يوسف أحمد المصطفى «الوزير السابق» وأبرز قادة قطاع الشمال «من خلال حديثه لبرنامج لتلفزيون السودان» وعليه يكون الضحايا لمشروع الانفصال القادم هم: 1 قطاع الشمال في الحركة «المسحة القومية لمشروع الراحل الدكتور جون قرنق». 2 ضم أبيي الى دولة الجنوب المزعومة «قسرا» وضياع حق شعب المسيرية ودينكا نقوك فيها. 3 الاستعداد للابادة الجماعية نتيجة لنشوب الحرب بين القبائل المتساكنة والمتعايشة في مناطق التماس في كل من دارفور وجنوب النيل الازرق والنيل الابيض اضافة الى أبيي بالضرورة. 4 تجاهل القضايا في جبال النوبة، وجنوب النيل الازرق، بعد فشل ما سمى بمشروع المشورة الشعبية والتي ذكرتنا بما سمى بالتوالي والتنظيم السياسي «من حيث غرابة المصطلح وعدم الاستيعاب للمضمون». «8» ما هو مستقبل القبائل غير النيلية بعد الانفصال؟! من اكبر اساليب التهميش التجاهل وعدم الحديث عن مستقبل القبائل الاخرى في الجنوب دون القبائل النيلية الثلاث «جلابة الجنوب» دينكا نوير شلك، اذا ما اصبح الجنوب دولة، علما بأن هذه القبائل عميقة الجذور بالتوطين وبالتاريخ وتمتد الى العديد من تخوم الحدود اليوغندية والكينية والاثيوبية، وقد شاهدنا في البث التجريبي للقناة الجنوبية، تقريرا مطولا عن مشكلة العمالة الاجنبية في الجنوب اليوم عاكسا لارهصات المعاناة المستقبلية لشعب الجنوب، وضيق المعيشة في عدم توفير سبل الكسب في غياب البنيات التحتية ومقومات التنمية بهدف قيام مؤسسات دولة تستصحب خدمة عامة دون توفير للموارد. هذه هي جزء من جملة التحفظات التي ادت الى ذرف الدموع وسط صقور الشريكين في السلطة الحاكمة لسودان اليوم. هامش: ٭ ما هو مصير «عصا» الكجور في العرف الاهلي، وما هو حدسها في مستقبل «بنج» السودان الجنوبي اذا ما تم الاستفتاء وتولدت دولة جديدة. هذا من طرف مشروع الحركة الانفصالي وخطابها الروحي. ٭ ثم ما هو العائد من سلاح «الدعاء» للاطفال المرفوع عنهم «القلم» والذين تم استنفارهم في صلاة جماعية بمسجد الخليفة بام درمان؟! بأسامة شيخ مشروع سندس «والذي لم يحضر الى اليوم»؟! ٭ نتمنى الاستجابة والعشم في ان يلطف الله بشعب السودان الصابر على البلوة. الا هل بلغت.. اللهم فاشهد.