ضمن النشاط المصاحب لمعرض بورتريه الذي أقامه الفنان التشكيلي عادل مصطفى بدار اتحاد الفنانين التشكيليين بالخرطوم نظم الاتحاد ندوة عن فن البورتريه أدارها الأستاذ صلاح حسن عبد الله ... وبدأ بالحديث عن البورتريه الاستاذ ابراهيم جبريل معرفاً لهذا الفن وقدم الأستاذ الأمين محمد عثمان إضاءة عن البورتريه وشبهه بالملحمة التي كانت أولاً بالنسبة للآ داب ثم أتى الشعر بعد ذلك ، والبورتريه في المرحلة الكلاسيكية اهتم بالرسومات التاريخية التي لها علاقة بالتاريخ كمعركة واترو ... ولكن بعد ظهور الكاميرا في 1841 تراجع فن البورتريه وأصبح لا يجد اقبالاً ، ولكن هذا لا يمنع اهتمام بعض الفنانين به هناك قول شائع عن صعوبة السفر في اوربا ، لكن الثابت أن الفنانينكانوا ينتقلون من مكان إلى آخر خاصة إلى ايطاليا و أسبانيا . الفنان رمبرانت عاش في أمستردام و هو أقرب إلى شكسبير في الأدب ، و قد وحد بين روح الشخص و الحركة و توزيع الضوء و هو مثل شكسبير خارج الزمن و له علاقته بالإنسان . رسم رمبرانت 37 لوحة زيتية لشخصه، وهو في عمله ينطلق من الظلام الى الضوء كما في لوحات درس التشريح وحراس الليل والباشا للتركي وأعماله بها جرأة وتفاصيل وهي أكثر شاعرية . وتحدث ابراهيم جبريل قائلا أن الخلفية التي لا تظهر البورتريه ضعيفة أنظر الى لوحة خادمة اللبن وميرمير يعبر عن الطبقة الوسطى ، واللوحة فيها نمطية ، نافذة يدل منها الضوء وقد تعلق رميير بعدد من الفتيات ، وهناك فيلم مستوحي من هذا العمل ( الفتاة ذات القرص اللؤلؤى ، وعمل رمبرانت يعتمد على الضوء في الخلفية ، وهناك كتاب نساء بيرمير ، بيرمير في لوحة ( الجغرافي ) يرسم من ذات الزاوية الاسطرلاب والخرط...الخ وتناول الأستاذ الأمين تجربة الفنان هانز هولدين الذي عاش بين سويسرا والمانيا وله حرفية عالية اكتسبها من الزخارف ، الحلي والقلائد ، وقد رسم أحد المصلحين الدينيين وقد توسط له الاصلاحي توماس مور ( رئيس مجل اللوردات ) الذي قدمه لملك بريطانيا وقد رسم الملك هنري الثامن. وأشار الاستاذ الأمين الى الفنان المصري محمود سعيد الذي قام برسم الشخصيات المصرية ، وفي عمله ملمح فرعوني ، وهو بطبيعة الحال قد رسم بعد الكاميرا وهو صهر الملك فاروق الفنان علي الأمين في فن البورتريه في السودان يتعامل الفنان مع محيطه ألأسرة ، الأصدقاء ، ويهتم بدلالة الشخصية كما في التمثال الذي صنع لمحمد وردي ، وهناك مسألة البعد الاجتماعي للشخصية ، وعلاقة الفنان بموضوعه ، كما تطرق الى تجارب النحاتيين السودانيين الآخرين في أعمالهم ومنهم : د. عبده عثمان وصالح الزاكي كما تناول بالنقد تمثال عثمان دقنة في بورتسودان للفنان أبو الحسن مدني ، كما تطرق الى تماثيل الشيخ بابكر بدري وغاندي ومحمود محمد طه ، وأشار الى أن فنانا فرنسياً صنع تمثالا لبابكر بدري وآخر لكونتوميخالوس وفي تحت الشخصيات التاريخية أشار الى تجربة عبده عثمان ، وأشار الى غياب التفاصيل حول كيف كان شكل المهدي وتناول الاستاذ علي الأمين تجاربه في تماثيل على عبد اللطيف ، عبيد الحاج الأمين ، الشيخ عمر دفع الله قائد المسيرة التي نظمتها جمعية اللواء الأبيض عام 1924 وهو عمل فني يكاد يقترب من الحجم الطبيعي وعن تمثال معاوية محمد نور ومحمد عبد الحي ، وتحدث عن أعمال اخرى مثل تمثال محمد المهدي المجذوب ، اسماعيل الأزهري (صالح زاكي) وتناول حركة التمثال والوقفة والمتعلقة الخاصة الدالة على الشخصية كالقلم في تماثيل الكتاب والمفكرين علاء الدين الجزولي اشارد بطريقة التحليل والحديث عن البورترية في السياق العام ، وفي تاريخ الفن الأوربي البورتريه مسؤلية فنية توثيقية وتاريخية وقد ذكرني عرض الاستاذ الأمين بايام الدراسة في روسيا وكيفية بناء الصورة وتحليلها في أعمال هانز التي شاهدناها هناك مفارقات من ناحية تشريحية ونسب الايادي البورترية فن عظيم وراقي ن وتخصص عدد من الفنانين فيه لا يعني ضعف قدراتهم وامكاناتهم ... ويختلف الاسلوب اذا كانت المعالجة الأكاديمية كلاسيكية ، وهي قيم ثابتة وتحتاج الى معرفة جذورها الثقافية ن كمثال ىثار العوينات التي تم اكتشافها عام 1930 وهي صور لكائنات بشرية ن والرسومات الموجودة في المتاحف ( المصري والسوداني ) غير موجودة في كتب تاريخ الفن عادل مصطفى عبر عن سعادته بفتح باب النقاش حول البورترية، وتحدث عن بداياته في اعمال الطين والرسم ، ومشاهداته لاعمال الرائد أحمد سالم في ود مدني ثم الدراسة بأكاديمية الفنون الجميلة في بغداد ودعا في ختام مداخلته الى مناقشة جادة وجماعية لتجربته ثم جرت مناقشات حول التشكيل وضرورة قيام مرسم في دار الغتحاد ، وأن تصبح هناك ندوة اسبوعية خاصة بهموم التشكيل وقضاياه.