الرسم علي الزجاج فن يحتاج درجة عالية من الصبر والاحترافية، وكذلك التصوير الفوتوغرافي بمعرض (التباين) الذي اقامه الفنانان «لينا بن ادريس ومحمد البدوي» باتحاد الفنانين التشكيليين جمع بين الاثنين فى صالة واحدة . تقول الفنانة لينا أحمد بن ادريس المهندسة المعمارية، ان التباين كلمة تعني التضاد - طريقة ادراك العقل البشري- العقل يعمل بنظرية التباين أو الاختلاف بين الاشياء، فاذا لم يكن هنالك صغير لن تدرك بأن هناك كبيرا، وينطبق الامر علي اللون، فالابيض مثلاً لن تدركه ما لم يكن هناك لون اسود، وكل انسان حتي وان كان يعيش في مكانة عالية من التوائم مع نفسه فنجده ان لديه نسبه من التباين داخل نفسه، حتي في اختلاف ارائه كالفرق بين الخير والشر، كل التناقضات والتباينات موجودة داخل الانسان وهذه هي الفكرة الاساسية التي أردنا ابرازها عبر هذا المعرض وهي طريقة تفكير العقل البشري فكل لوحة تعكس هذه النظرية. وعن فن الرسم علي الزجاج تضيف لينا ، ان اختيار الزجاج في حد ذاته «كخامة» مستخدمة بها نسبة عالية من الشفافية تسمح لك بأن تضع عليه اي سطح خشبي عكس الاسطح الاخري..وكذلك لأنها تريد ان تصل الي اعلي درجة من التباين وهذه الخاصية متوفرة في الزجاج، وقد يكون المعرض القادم علي الضوء او الماء. فالفكرة بالنسبة الي لينا ليست لوحة فنية فقط بل هي نوع من التشكيل ثلاثي الابعاد كما ان الزجاج خام شفاف يتيح لك الحرية. و الرسم علي الزجاج في الكنائس ويوجد بصورة تقليدية في المغرب ويستخدمون مادة «الزليج» في الرسم علي الزجاج، وهو غير منتشر لحساسية الزجاج نفسه بالتالي يخشي الفنانون استخدامها وايضاً لانه يظهر عيوب التفاصيل في الرسم.. وفي السودان محصور في اطار تقليدي، وخارجياً يستخدم الرسم علي الزجاج في اطار عقائدي كما في الكنائس. فى الجانب الاخر يقول الفنان محمد البدوى عن ثنائية الرسم على الزجاج والتصوير الفوتوغرافى ورغم اختلاف المدارس الا ان هناك خطا فنيا عريضا يجمعه بزميلته لينا من خلال ترجمة فكرة التباين عبر الرسم علي الزجاج وترجمه هو عبر التصوير والفن الرقمي وكلها تصب في الاطارالفني العام ويشير محمد الى ان مضمون لوحاته يعكس فكرة التباين داخل الانسان واشكاله في المجتمع والحياة اليومية يشمل ذلك حتي لوحات «البورتريه» وعلي مستوي الالوان والملبس والمضمون والتعابير التي ينقلها الانسان والرسائل الايحائية. وعن اعماله المعروضة يقول الصور المستخدمة في المعرض التقط معظمها في 2011 «من يناير وحتي الان» في الحدود الجغرافية للسودان الجديد «السودان الشمالي» بمكوناته الحالية ، ويعتقد بان التباين هو عامل رئيس للسودان الجديد وقد حاول طرح تلك القضية عبر المعرض، ويختزل محمد المعوقات التى تواجه هذا الفن فى اضمحلال ثقافة التصوير والصورة و عدم وجود كيان جامع يجمع المصورين و حرية الحركة للمصور لالتقاط الصور. و ترى لينا بان الهدف الاساسي من اقامة معرضها الاول هو عكس التجربة كفكرة جديدة والاستماع الي النقد، وتضيف بان الترتيب للمعرض كان من أكبر المشاكل خاصة وان عملية نقل المعرض كانت مشكلة بالنسبة لها لان الزجاج يحتاج الي نقل بطريقة معينة ويحتاج الي رعاية ونظافة مثل الطفل الصغير، وتؤكد لينا بانها لن تمنح لوحاتها الا لمن يحبها حتي تضمن بانه سيعتني بها. خطة لينا ومحمد تقوم على اقامة معارض متعددة والخروج من اطار المركزية في الخرطوم والذهاب الي الولايات وخارج السودان.