٭ طالبت جماعة يهودية مؤخراً بحظر رفع الآذان بمساجد يافا في خطوة وصفها المتابعون للاوضاع بانها مجرد البداية على طريق تغيير الهوية التاريخية للمدينة اذ قامت الشرطة باستدعاء العديد من أئمة المساجد واخضعتهم للتحقيق ووجهت لهم تهم ازعاج السكان على خلفية رفع الآذان بالمساجد عبر مكبرات الصوت وتحديداً بمسجدي الجبلية والسكسك، وادعى المحققون ان صوت الآذان غير قانوني وانه يزعج الجيران اليهود، ولمحوا بتقديم لوائح الاتهام بحق أئمة المساجد اذا ما واصلوا رفع الاذان، واتضح ان الشكوى قدمت من قبل المستوطنين واليهود والمستثمرين الذين باشروا بالاستيلاء على عقارات اللاجئين الفلسطينيين بموجب صفقات ابرمت مع المؤسسة الاسرائيلية. ٭ والمدينة التي تضاحك المتوسط يومياً وتبعث تحياتها المسائية الى القدس التي تبعد «06كلم» الى الشمال الغربي منها هي مدينة جميلة تشكل تاريخاً ينضح حيوية لفلسطين عبر كل الأزمنة والعصور بل هي مملكة بذاتها تعرضت لغزو الاشوريين والفراعنة والبابليين والفرس والرومان ثم فتحها القائد الاسلامي الفذ عمرو بن العاص. ٭ اسم يافا يعني في التاريخ «الجميل» او المنظر الجميل يدعم ذلك ورود تسميات المدينة في المصادر القديمة التي كانت تحمل وتعبر عن معنى الجمال ويطلق اهلها عليها اسم البلدة القديمة او القلعة تمييزاً للمدينة القديمة وقد حافظت على الاسم عروس فلسطين الجميلة التي تحيط بها الحدائق واشجار البرتقال، التي قررت الحكومة الاسرائيلية في عام 9491م توحيدها مع تل ابيب من ناحية ادارية تحت اسم بلدية «تل ابيب-يافا». ٭ مساجد مدينة يافا عديدة وكثيرة كما بها عشر كنائس تمارس فيها الطوائف المسيحية طقوسها الدينية بكل «اريحية» ولكل طائفة كنيستها الخاصة كما بها ثلاثة اديرة ملحقة بكنائس القديس انطوني والقديس بطرس والقديس جورج. ٭ يفوح من رائحة المدينة طقسا اسلامياً رائعاً بوجود المساجد كما تنبعث من كنائسها اجراس تعلن لكل «طقسه» الخاص يحكي تاريخ المدينة القديم التي تشتهر بها كنيسة المسكوبية «طامينا» في حي ابو كبير بجانب المزارات المعروفة شيخ ابراهيم العجمي والشيخ مراد ولقد ظلت المدينة يعلوها صوت المؤذن فجراً يبعث روحاً جديدة تتوجها صلاة الفجر في مسجدي الجبلية والسكسك يتنادى لها اناس من مختلف ارجاء الحي لتبقى نافذة العبادة والدعاء من داخل المسجدين اللذين منع اليهود رفع الآذان فيهما بدعوى «الازعاج العام». ٭ تدفق اليهود المهاجرين «غيّر» من تركيبة المدينة السكانية «ونكهتها» القديمة و«لونها» التاريخي وملامحها الاصيلة وتبدلت العمارة فيها مما ادى لتمرد يهودي واضح داخل المدينة ، الامر الذي «صوّر» لهم امتطاء خيل الحق «المزيف» لالغاء الصوت الوحيد الذي تتثبت به عروس المدن الفلسطينية والذي يبعث الروح من جديد ويهدي الطمأنينة والسكينة والصبر وللفصل والمنع مدلول يحكي «النية المبيتة» من قبل اليهود للتمتع بمدينة البرتقال والجمال والاستيلاء عليها تدريجياً ب «التحكم» في اداء الشعائر الدينية اولاً ومحاولة «خفت» الاصوات التي من المستحيل ان تخفت او تسكت فصوت الآذان يعلو ولا يعلى عليه بمحاولات صوغ مبررات واهية لا تعني غير الهجوم على المدينة تماماً لتغيير طابعها القديم لتصبح «كاملة اليهودية».. طابعاً ومسلكاً وصيغة دينية ليرى من خلالها اليهود مدينة اخرى بلون ديني يحاكي التدفق والوجود الجديد. ٭ يجب ان يقف العالم الاسلامي يداً واحدة خلف مؤذني السكسك والجبلية فكتم صوت الآذان زحف غير مسبوق نحو قتل الشعائر الدينية جميعها في مدينة لعبت دوراً ريادياً في مقاومة المحتل البريطاني والصهيوني فمنها انطلقت ثورة 0291 ومنها بدأ الاضراب التاريخي 6391م. ٭ تجاوز اليهود «الخطوط الحمراء» بمحاولات ايقاف الآذان عبر القانون الذي يتم توظيفه يومياً ليخدم مصالحهم واهوائهم ويبرر تعديهم على المدينة ومساجدها العتيقة واهلها الذين رفعوا راية العصيان على اليهود مع استمرارية صوت الاذان عبر مكبرات الصوت بشجاعة نادرة مرددين من لم يعجبه «فليرحل الآن». ٭ همسة: مدينتي يا رائعة الجمال والسكون... يا عطر البرتقال... يا صباح الندى.. وصوت الآذان... وفجر الانعتاق من براثن اليهود... غداً باذنه الكريم نعيدها سيرة الوفاء... ٭ ديباجة: كل الشكر والتقدير واسمى التهاني والتبريكات لكل من مد جسور التواصل عبر الموبايل والبريد الالكتروني وسأل عن غياب «نمريات» في فترة وجود الكاتبة بالقاهرة، لكم قرائي واحبابي كل المودة وكل عام وانتم بخير.