عطلة طويلة .... ربما كان هذا الطول هو حديث الناس وهم يترقبون قدوم عيد الاضحى ...البعض فرحون وآخرون يبدون الاستياء، ولم ينشغل من فرح ومن استاء بتقديم حيثيات تبرر هذا الشعور ... كان هم الخروف هو الهم الأكبر لدى معظم الاسر، فأسعار الخراف زادت بنسبة تتجاوز ال 40% عن العام الماضى، ومتوسط أسعارها كان بين ال 400 و 500 جنيه، مما حرم كثيرا من هذه الأسر وحرم الأطفال من الزهو والفرح، ومن الملاحظ أن بعض الجزارات فتحت أبوابها صباح أول أيام العيد، فمن تعسر عليهم الخروف لم يجدوا حرجاً فى شراء «بعض شواء» من السوق ولا يكلف الله نفساً الا وسعها. المصلون فى صلاة العيد كانوا يترقبون انتهاء الخطبة ...فالتقاط «ضباح» من الطرقات كان يؤرق صلاتهم وإنصاتهم خصوصاً مع تكاثر المنتحلين لتلك المهنة فى مثل هذا اليوم... انتحال لا يتطلب سوى «مخلاية» يطل منها سكين وفرار، ومغالاة فى الأجر تبدأ بخمسين جنيها لا تلبث أن تتناقص مع علو الشمس.. والبعض دفع الخمسين صاغراً ليتفاجأ آخر الأمر بأن الضباح المزعوم ما هو إلا «خفير» يقلب أرزاقه فى صباح ذاك اليوم المبارك. الهلال.. ثبت شرعاً أنه قادر على نثر الفرح وإنتاج الحزن فى كافة ربوع الوطن وربما خارج الوطن ... يفلق ويداوى.. فالخروج من الكأس الأفريقى قتل فرحة العيد فى كثير من الأنفس، وما كان للحزن العارم أن يتسع لولا شعور معظم الناس أن تلك الكأس كانت فى أيديهم أفاقوا فى ثوان على ضياعها، وكان واضحاً أن الفريق التونسى عقد العزم على جرِّ الهلال لركلات الترجيح التى أعد لها العدة اللازمة على عكس الهلال.. قلت مواسياً أحد الأهلة المخضرمين بأن هذا هو حال الكرة وأن «بلاتينى» و «روبرتو باجيو» أضاعا مثل تلك الركلات مما أخرج فرنسا وايطاليا من نهائى كأس العالم، ولكن الرجل ردّ علىّ بحسرة وكأنه يخاطب نفسه وهو يقول: «لا اعتقد أن العمر سيمتد بى لأرى الكأس الافريقى فى يد الهلال مثلما كنت أراها قبل هذا العيد !» ... صحيح الهلال عاد وانتزع بطولة الدورى من غريمه المريخ خلال أيام العيد، إلا أنّ الحسرة على الخسارة الإفريقية كانت ثقيلة على النفوس. لا نملك إلا أن نشكر شرطة المرور.. أولاً على وجودها المكثف خلال زحام ما قبل العيد، ونشكرهم كذلك على «تعليق» الكمائن والجبايات طوال أيام العطلة ، ف «الغرامة» و«الإيصال» كانت ستكون انتقاصاً من رصيد الفرح المتواضع لدى الناس، ونأمل أن تستمر الهدنة و «وقف إطلاق النار» الى نهاية العام الحالى.. خلونا نشوف نتيجة الاستفتاء وبعدين نتحاسب. السياسة كانت الغائب الأكبر على موائد العيد، وما عاد الناس ينشغلون بهمومها... فالكل متوجس ومهموم بوطن لم يألفه فى العيد القادم..!!