ظل كبرى الدويم يمثل حلماً كبيراًلمواطنى هذه المدينة ومنذعشرات السنين ،حيث نادت به أجيال تلو أجيال ، بإعتبارأنه مطلب شرعى لهذه المدينة التى قدمت الكثيرللسودان ويكفيها فخرا نشرها للعلم والتعليم فى شتى ربوع سوداننا الحبيب ،عبرذلكم الصرح العلمى والتعليمى الشامخ والراسخ فى أذهان كل السودانيين ،ألاوهو معهدالتربية بخت الرضا،÷ إضافة للحركة الإقتصادية النشطة والتى كانت تنعم بها المدينة فى عقدى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، فقد كانت الدويم تتميز بحراك إقتصادى واضح بفضل الله ثم بفضل المشاريع الزراعية التى كانت تنتج الكثيرمن المحاصيل النقدية والحبوب والخضروات . وفى العام 1985م عندما كانت الدويم ومعهدبخت الرضا يحتفلان باليوبيل الذهبى للمعهد،والذى شرفه الرئيس الراحل جعفرنميرى ،فقدوعدفى خطابه الشهيربإستادالدويم عندماأهدت إليه لجنة الإحتفال مجسماً للكبرى من الذهب الخالص ، بتشييدكبرى الدويم وأنه سيزورالمدينة فى المرة القادمة فى إفتتاحه ،ولكن قدرالله أن يودع نميرى السلطة ويصاب مواطنو المدينة بالإحباط واليأس من أن هذا الحلم لن يتحقق. ومنذمجىءالإنقاذقبل عشرين عاما بدأهذا الحلم ينتعش حيث سعى بعض أبناءالمدينة داخل الحكومة فى المطالبة بتشييد كبرى للدويم ،وإستمرت المحاولات لسنوات حتى كللت بموافقة رئيس الجمهورية ونائبه على عثمان طه على قيام هذا الصرح الهام ،وهذا مما أدخل السرورفى نفوس سكان الدويم وماجاورها،حيث إقتنعت الحكومة الإتحادية بأهمية هذا الكبرى ليس للمنطقة فقط وإنما للسودان عامة ، بإعتبارأنه سيمثل حلقة وصل مابين شمال وشرق القطربغربه . ورغم أن العمل فى الكبرى الآن قدقطع شوطا بعيدابل شارف على الإنتهاء، حسب تصريحات المهندس المستشار بالمشروع محمدخال الأمين لشبكة الشروق ،بأن ماتبقى من أعمال لايتجاوز(20%) ويمثل أعمال ردميات وسفلتة، حيث تبذل الشركة الصينية جهوداً وعملاً متواصلاً ليل نهارلإكمال العمل فى موعده، رغم كل ذلك فمازال الكثيرمن المواطنين غيرمصدقين أن هذا الحلم أصبح واقعا، ولاحظت (الصحافة) ومن خلال تنقلها عبرالمعدية أن الناس ينظرون إلى جسم الكبرى بذهول وفرح غامر. وزيرالطرق والجسورالمهندس عبدالوهاب عثمان إطمأن خلال زيارته الأخيرة للكبرى على سيرالعمل فى المشروع وأكدأن العمل ساروفق الخطة الموضوعة ،مشيدا بشركة السكة حديد الصينية المنفذة للمشروع . معتمدالدويم دكتورصلاح فراج أكدفى آخرلقاءله بمواطنى المدينة قبل حوالى الأسبوع، أن العمل بالكبرى شارف على الإنتهاء،وأن رئيس الجمهورية سيفتتحه وبمشيئة الله فى منتصف فبرايرالمقبل. ولكن هناك العديدمن الأسئلة المهمة والتى تحتاج إلى إجابة ،وفى مقدمتها هل سيساهم هذا الكبرى فى إحداث نهضة إقتصادية بالمحلية؟ وهل يمكن أن يرتقى بالمجتمع المحلى؟ وماهى سلبيات هذا المشروع؟ حسب رؤية العديدمن المواطنين فإن هذا الكبرى سيحدث طفرة إقتصادية حقيقية ، حيث تسودحالة من التفاؤل بأن تتغيرأوضاعهم إلى الأفضل ،بزيادة الحركة العابرة من الشرق إلى الغرب والعكس،وأن المدينة ستصبح ملتقى طرق ،إلاأن بعض المواطنين عبروا عن خوفهم من الآثارالسالبة للكبرى خاصة من الناحية الأمنية . ولكن ماهورأى الإقتصاديين ؟وكيف ينظرون للأبعاد الإقتصادية والإجتماعية لهذا المشروع ؟ بعض الخبراء الإقتصاديين من أبناءالمدينة أعدوا دراسة حول آثارالمشروع وإنعكاساته على محلية الدويم من الناحيتين الإقتصادية والإجتماعية،حيث خلصت الدراسة إلى أن إيجابيات المشروع الإقتصادية لاتحصى ولاتعد،وفى مقدمتها حدوث طفرة فى القوة الشرائية بدخول أعدادكبيرة من المستهلكين الجددوهذاسيؤدى إلى تغييرإجتماعى نحو الأفضل وذلك بزيادة نسبة الدخل للكثيرمن فئات المجتمع ، وأشارت الدراسة إلى ظهوربعض الإستثمارات التى لم تكن موجودة ،مثل الإستثمارفى العقارات والفنادق، وبددت الدراسة مخاوف المواطنين من الآثارالسالبة للمشروع وأنهالاتعتبرمحل قلق نظراللإيجابيات الكثيرة له. وهناك من المحللين أكدوا أن مدينة الدويم ينتظرها مستقبل إقتصادى باهر،ويأتى فى مقدمتهم وزيرالمالية الإتحادى الأسبق الزبيرمحمدالحسن والذى يرى أن وجودالكبرى سيجعل منها مدينة صناعية كبرى وذلك بعدإكتمال العمل فى مصنع سكرالنيل الأبيض والذى يقع على بعد عشرين كيلو من المدينة،حيث ستكون الدويم هى سوق لكل العاملين بالمصنع . إذن فإن كبرى الدويم يتوقع له أن يحدث تغييرا فى الخارطة الإقتصادية والإجتماعية وكذلك الثقافية لمحلية الدويم ،لماسيجلبه من حركة،وماسيتبعه من قيام الكثيرمن المشاريع الإقتصادية الأخرى، إضافة لماينتج عنه من تواصل بين قبائل شرق النيل الأبيض وغربه بل بين شرق السودان وغربه حيث سيصبح الإنتقال ميسراوسلسا ،فهنيئا لأهل الدويم وماحولها بهذا المشروع الحيوى