تصنيف (الصقور والحمائم) هو تصنيف يمايز ما بين التشدد والإعتدال في السياسة، وهما مصطلحان يمكن إسقاطهما على أي كيان أو إدارة سياسية عدا إسرائيل في تقديري. السياسيون الإسرائيليون كلهم صقور جوارح وذئاب ضارية إستطابت إراقة وشرب الدم الفلسطيني. سُئل مرة الشاعر الكبير نزار قباني في حوار إحتماعي عبر إحدى المجلات عن وجبته المفضلة أو طبقه المفضل، فأجاب والمرارة كلها على لسانه قائلاً: (لحم من قتلوا كمال ناصر). كمال ناصر قيادي فلسطيني بارز وشاعر وأديب إغتالته فرقة كوماندوس إسرائيلية تم إنزالها في شوارع بيروت ويقودها الضابط (ايهود باراك) الذي أصبح فيما بعد رئيساً للوزراء. تخفى باراك وهو يقود هذه الفرقة في هيئة إمرأة وقصدوا شقق ثلاثة من كبار القادة الفلسطينيين، كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار حيث إغتالوهم في أسّرة نومهم بين زوجاتهم وأطفالهم. الصقر الجديد في منظومة الجوارح الإسرائيلية هو أفيغدور ليبرمان المستوطن القادم من روسيا والذي أحرز حزبه (إسرائيل بيتنا) المركز الثالث في الإنتخابات الأخيرة متقدماً على حزب العمل القائد التاريخي للحركة الصهيونية، وبالتالي بات يملك مفاتيح تركيب الحكومة الإسرائيلية مما جعل نتنياهو وليفني يخطبان وده وود كتلته الحزبية ليصبح وزير الخارجية الإسرائيلي في حكومة نتنياهو. ليبرمان لا يخفي كرهه العنصري المريض لكل ما هو فلسطيني ولكل ما هو عربي وقد صرح بأنه لا يثق بالمصريين رغم إتفاقية السلام في كامب ديڤيد، وأنه يحلم باليوم الذي يدمر فيه الطيران الإسرائيلي السد العالي فتفيض بحيرة السد (بحيرة ناصر) لتغرق كل قرى الصعيد المصري. كذلك صرح بأنه يرى في الأقلية العربية من عرب فلسطين داخل إسرائيل أكبر خطر على إسرائيل، خطر يأتي ترتيبه في المرحلة الثانية بعد الخطر الإيراني وقبل حركة حماس وحزب الله لذلك يطالب بتهجيرهم إلى خارج إسرائيل. وقد تحدث عن ليبرمان هذا أحد معلقي القناة الثانية في التلفزيون التجاري الإسرائيلي قائلاً: (إن إسرائيل ستطأطئ رأسها خجلاً في القريب العاجل عندما تعرف أسرار شخصية هذا الرجل المسمى ليبرمان). ليبرمان من مواليد 1958م وهاجر إلى إسرائيل من روسيا عام 1978م حيث عمل حمالاً في مطار تل أبيب ثم انتقل إلى الجامعة ليدرس علم الاجتماع. إنضم أولاً إلى حركة كاخ وهي حركة عنصرية يقودها الحاخام مائير كاهانا ومنها إلى حزب الليكود ايام مناحيم بيجن وهو يطمع في أن يصبح رئيساً للوزراء ولكن يعترض طموحه هذا ملف فساد سميك وشبهات بإختلاس ملايين الدولارات. ذاك هو حال الصقور الإسرائيلية، أما العرب فحكامهم صقور جوارح على شعوبهم فقط، لكنهم في حضرة السيدة كلينتون ومن قبلها الآنسة كوندي يطأطئون رؤوسهم في خفر العذارى!