شارع الحرية الذي يربط جنوبالخرطوم بوسطها ويمتد الى ان ينتهي مع شارع النيل ، والذي من المفترض ان يكون افضل الشوارع على نطاق العاصمة الا ان الواقع يقول غير ذلك ،اذ تغمر المياه اجزاء متفرقة منه ابتداءً من المنطقة الصناعية ، وبحسب اصحاب المحلات التي تفتح على الشارع فإن المشكلة قديمة تعود لكسر في خط المياه ولكن لماذا لم يتم اصلاح هذا الخلل ؟ يبدو ان هيئة مياه الخرطوم لا تجيد سوى التبرير كما ان وزارة التخطيط العمراني غدت في حالة سبات عميق لاتكترس كثيرا لما يحدث في شوارع الخرطوم التي لا تكاد شوارعها تخلو من كسر هنا او حفرة هناك تعيق حركة المواطنين الذين بات المشهد مكرراً بالنسبة لهم واصبحت شكواهم لا تجد من يقف عندها ، كما شكا اصحاب الحافلات العاملة في خطوط جبرة والكلاكلات والشجرة واللاماب والعشرة والعزوزاب من المضايقات التي يسببها الوضع الراهن من خلال الاحتكاك مع الركاب الذين يحتجون عند انزالهم في اماكن مغمورة بالمياه على طول شار الحرية . الصحافة انتقلت الى شارع الحرية والتقت اصحاب المحلات وسألناهم عن اصل المشكلة فقال فضل عبد الرحيم الذي وجدناه جالسا امام محله ان هناك كسراً في (ماسورة ) منذ فترة ليست بالقليلة وتم التبليغ عنها لكن لم يأتِ احد لإصلاحها وظلت المشكلة قائمة وناشد عبدالرحيم الجهات المختصة بمعالجة الخلل في اقرب وقت لأنه يعيق حركة الزبائن ، فيما قال جعفر الذي يبعد محله قليلا ان المياه لم تكن تصل الى مكانه قبل العيد ولكن بعد انتهاء عطلة العيد وجدها قد غطت المساحة امام المحل بالكامل، الشئ الذي ادى الى كسل الزبائن الذين اصبحوا يقصدون محلات اخرى واتهم جعفر المحلية بالتقصير والحاق اضرار بليغة بالتجار ، مشيرا الى ان المياه كانت قد غطت حتى المصارف التي صممت لتصريف المياه في فصل الخريف وباتت تفوح منها روائح كريهة وتغير لونها وبداخلها مجموعة من الحشرات الغريبة والبعوض مما ينذر بأن الاشخاص القريبين من المكان معرضون لمجموعة من الامراض والاوبئة التي قد تسببها لهم بركة المياه التي تحيط بهم ، بينما شن محمد عبد الحليم هجوما عنيفا على محلية الخرطوم وعلى هيئة مياه الخرطوم قائلا بانهما غير مهتمين بما يحدث في شارع الحرية بإعتبار انه شارع رئيسي وممتد وبه اكبر المحلات ،وقال عبدالحليم ان المحلية وهيئة مياه الخرطوم حضور عند الجبايات فقط دون تهاون او مراعاة الى اوضاع الناس المالية وتساءل محمد عن عدم انعكاس هذه المبالغ الطائلة التي تجمعها المحلية على الخدمات وانهم اعتادوا على ان يمل المواطن من الشكوى وفي الآخر يحل المشكلة على حسابه الخاص لأنه مضطر. في احد الشوارع المتفرعة من شارع الحرية وجدنا ذات المشكل اذ يوجد كسر اغرق المنطقة بالمياه ولاحظنا اثناء مرورنا بشارع ثالث وجود مجموعة من العمال يقومون بعملية صيانة ولكن سريعا ما اكتشفنا انها صيانه جزئية لا تشمل بقية الكسور الموجودة في المنطقة . امام احد المحلات في الشارع لفت انتباهنا صوت مشاجرة نشبت بين احد الركاب والكمساري بحجة ان الكمساري قد اوقف الحافلة في مكان يصعب المشي فيه بسبب الوحل ، سألنا احد اصحاب المركبات الذي كان يقف لإصلاح عربته وقال هذا الحال منذ شهر تقريبا وذهبنا الى العيد ووجدنا الوضع كما تركناه مما يضعنا في مشاكل دائمة مع الركاب الذين يضعون اللوم علينا ويعتبرون اننا ننزلهم في المكان السئ ونحن معهم في نفس المركب بالاضافة الى ان الشارع يحتاج الى صيانه جراء منخفضاته الكثيرة ،خالصا الى ان الكسر في الخط المار بشارع الحرية غير ثابت ففي كل فترة يتغير مكانه ويسبب نفس الاضرار لسائقي العربات ولاصحاب المحلات .