جمعت القاهرة الأسبوع الماضي بين الدكتور نافع علي نافع والاستاذ باقان اموم، في مباحثات تتناول (قضية تحقيق وحدة البلاد عبر الاستفتاء والعمل المشترك لتعزيزها)، ولا أدري هل نظرت القاهرة الى موقعيهما (نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية ? الأمين العام للحركة الشعبية) ام نظرت الى تصنيفهما من ضمن الصقور لا الحمائم في فريق اللاعبين الأساسيين بالميدان السوداني، المهم أن الرجلين التقيا بالقاهرة وعادا بحديث غير الحديث الذي درجا عليه، إذ عبرا عن روح وفاقية سادت الاجتماعات وتفاهمات جرت واستعداد لإنعقاد الاجتماع القادم في ابريل، وطبعا يحمل كل واحد في حقيبته ما دار معهم من كلام السر في مقر المخابرات المصرية ومع عمر سليمان. الدكتورنافع علي نافع، بدا راضيا ومتفائلا وقال بنفس بارد ان القاهرة اتاحت الفرصة لحوار صريح ومعمق لأول مرة ووصف الحوار الذي احتضنته القاهرة بالناجح وقال ان شريكي الحكم توصلا الى اتفاق حول عدد من القضايا والعمل المشترك لتعزيز الوحدة، مؤكدا أنه (تم الاتفاق فيه عن قناعة الطرفين بالوحدة والحاجة للعمل المشترك) معلنا عن جولة قادمة بين الطرفين نهاية ابريل القادم، قال انها ستكون حاسمة لانفاذ اتفاق كامل للعمل المشترك لوحدة السودان. من جهته قال باقان أموم - بنفس درجة الرضا بل زيادة -، إن مصر تدعم وحدة السودان، وإذا اختار شعبنا الوحدة فسنبحث مشروع وحدة وادى النيل ونوسع فهمنا لوادى النيل وأكد أنه لا يوجد تخوف من الاستفتاء لأنه حق للمواطنين لتقديم الأفكار وحق تقرير المصير آلية لتحديد رغبة الجماهير، مرجحا الأمل على اليأس، داعيا الجنوبيين الى التفكير في أيهما افيد لهم العيش في دولة صغيرة ام في ظل دولة كبيرة. اذن مصر تتقدم نحو اختراق في جبهة متقدمة بعد أن فشلت (كثيرا) في عدة جبهات في القضية السودانية، فمصر هذه المرة تجعل بشرياتها على لسان اثنين لا يشق لهما غبار في (المساخة) وتكريس المخاشنات، خصوصا وان مصر وضعت على طاولة الحوار كل ما لا يجوز الحديث عنه بغير ما خرجت به المداولات، برعاية مباشرة من الرجل القوي في النظام المصري راعي المباحثات الفلسطينية الاسرائيلية اللواء عمر سليمان .