عادت أزمة الوقود لمدينة نيالا وكافة انحاء ولاية جنوب دارفور للمرة الثانية وبات مشهد اصطفاف العشرات من المركبات العامة في صفوف ثعبانية امام طلمبات الوقود ابرز ملامح المدينة وذلك بغية الحصول على حصة الوقود كما وضحت ملامح الأزمة في انخفاض حركة السيارات بالمدينة وخلو شوارعها وغابت زحمة الركشات فى الطرقات الرئيسية ، وقد احدثت الأزمة حالة من التكدس امام طلمبات الوقود التي اصبحت غير قادرة على تغطية حاجة المواطنين الشئ الذى ادى الى تكدس السيارات والمركبات العامة بالطلمبات طوال ساعات اليوم للحصول على جالون او جالونين من البنزين، وفى ذات الاتجاه قال الهادى على ادم رئيس اتحاد اصحاب العمل منذ يومين وهى عادية متوقعا تلافيها لكنه عاد وقال انهم مشفقون علي اصحاب الركشات والتيكو والاتوز لان الأزمة أزمة بنزين، واعتبر الهادي أزمة الوقود بانها مفتعلة من التجار لاستغلال تأخر الطوف والذي قد يحدث اشكالا حال عدم وصوله خلال هذه الايام ، داعيا الحكومة التحوط لمقابلة مثل هذه الاختناقات من خلال توفير مستودعات ضخمة لتخزين الوقود الى جانب وضع خطة لتأمين المواد البترولية بالولاية عبر دراسة ممنهجة تفاديا لمثل هذه الاشكالات ، وفى ذات السياق عزا عدد من اصحاب الطلمبات الامر الى انقطاع الطوف التجارى القادم من ام درمان الى ولايات دارفور بسبب الاحداث الاخيرة التى وقعت قبل عيد الاضحى والمتمثلة في الاعتداء على الطوف التجارى من قبل متمردى العدل والمساواة ، وفى ذات الاتجاه اشار عدد من اصحاب الطلمبات الى تكدس الطوف التجارى بمنطقة الضعين لاكثر من اسبوعين ما سبب حالة الشح في المواد البترولية وخاصة البنزين الذي وصل سعره بالطلمبات الي «12» جنيها فيما وصل السعر في السوق الاسود الي«20» جنيها للجالون وبرغم ذلك فالبنزين منعدم تماما بالسوق الاسود، وفى المقابل اشار عدد من اصحاب المركبات العامة الى ان هذه الأزمة بدأت منذ ثلاثة ايام وهى دائما فى حالة استفحال مبدين تخوفهم من انعدام الوقود نهائيا اذ لم تحل الأزمة خلال هذا الاسبوع. عدد من التجار اعلنوا توقف العمل بسبب الانتظار فى صفوف طويلة للحصول على حصتهم من الوقود ، وعبر عدد منهم عن اسفهم لممارسات تجار البنزين الذين دائما ما يتحينون الفرص لتكديس المواد البترولية ليحصدو ارباحا كبيرة فى فترة وجيزة دون النظر الى ظروف الاخرين واسرهم ، مناشدين التجار بالكف عن هذا التوجه وعلى الدولة التدخل العاجل لوضع خطة استراتيجية قومية شاملة لتوفير مخزون استراتيجى من البترول بالولاية ، وفى ذات السياق اشار عضو المجلس التشريعى عبد الرحمن الدومة الى ان هذه الأزمة مرتبطة بالظروف الامنية بالولاية وخاصة ما جرى من اعتداءات على الطوف قبل العيد من قبل الحركات، مشيرا الي ان هنالك من التجار من يقومون بمضاربة هذه السلعة من وقت لاخر بهدف الربح. والي جنوب دارفور الدكتور عبد الحميد موسى كاشا اكد ان سبب الأزمة هو الاستهداف الواضح من قبل الحركات المسلحة لقطع الطرق والاعتداء على القوافل التجارية ونهب المواد الغذائية والدوائية والبترولية فضلا عن سعي البعض لاحداث حالة من الندرة المفتعلة لتحقيق مكاسب مادية ، مؤكدا قدرة الحكومة للقضاء على فلول الحركات المسلحة التى تعترض سير القوافل التجارية وتنظيف المنطقة تماما، مشيرا الى حرص الحكومة على وصول الطوف التجارى من منطقة الضعين الى نيالا مهما كلفهم ذلك، وفى ذات الاتجاه تخوف مواطنو مدينة نيالا من ان يؤدي استمرار الأزمة الى انقطاع التيار الكهربائي الذى ظل فى استقرار دائم لا مثيل له منذ سنوات مشيدين بدور حكومة الولاية وجهودها فى حل أزمة الكهرباء بالمدينة داعين الحركات المسلحة بعدم الوقوف كعقبة امام ضروريات حياة المواطن.