أوضح خبراء في علاج قدم السكري أن الوعي الجيد لدى المرضى والأطباء إلى جانب توفير التقنيات العلاجية الحديثة، هى من العوامل التي تسهم في خفض حالات بتر قدم مريض السكري في العالم، كما أنها ممكن أن تلغي الحاجة إليها تماماً، ببذل المزيد من الجهد في هذا الاطار. يُصاب 15 و20 في المئة من مرضى السكري بتقرح في أقدامهم خلال فترة حياتهم، وذلك نتيجة التهاب وضمور الاعصاب التي تنقل الاحساس والشعور بالألم إلى الدماغ، تُرغم نسبة كبيرة من اولئك المرضى على الخضوع لعملية بتر أقدامهم بسبب الإصابة بالتقرحات التي في حال التهابها قد تؤدي إلى (الغرغرينا) إذ تشير الإحصاءات العالمية إلى أن نسبة 20% من مرضى السكري الذين يتلقون علاجاً في المستشفيات يكون علاجهم هذا، مرتبطاً بإصابتهم بتقرحات في أقدامهم، كذلك تفيد بعض الدراسات العالمية أن بين 5و 25 شخصاً من مجموع مئة ألف يخضعون لعملية بتر قدم، ويرتفع الرقم بين مرضى السكري ليصل إلى 6و8 أشخاص من أصل ألف مريض يمكن القول أيضاً إن كل ثلاثين ثانية يخسر أحدهم قدمه بسبب مضاعفات السكري وعدم العناية الكافية بالقدمين. إن إلغاء بتر قدم السكري مهمة يتوقف إنجازها على جوانب متعددة لعل أهمها نشر الوعي والمعرفة حول مدى خطورة قدم السكري، ومدى سهولة العلاج في المقابل، وهناك أفكار مغلوطة لدى المرضى والأطباء والممرضين حول هذا الامر، فضلاً عن أن العديد منهم غير مطلع على أحدث التقنيات والعلاجات المتوافزة التي يمكن أن تمنع الإصابة بقدم السكري أو علاجها في وقت مبكر وبشكل فاعل منعاً للبتر. ü ولأن علاج السكري لا يكتمل ولا يكون ناجحاً إلا من خلال المشاركة الفاعلة والتوعية من قبل المريض ذاته، فإن عليه أن ينتبه جيداً إلى قدميه لأن إهماله العناية بهما لن يؤدي إلى تحسن حالته حتى لو اعطى العلاج الصحيح. ويؤكد الدكتور قيس طه اختصاصي أمراض باطنية والسكري ومؤلف كتاب ( أنت والسكري) ان أهم أسباب قروح القدمين هى فقدان الاحساس وفقدان الشعور بالألم في القدمين بعد مدة من الإصابة بالسكري، فالشعور بالألم هو أحد أهم خطوط الدفاع عن الجسم في الحالات الطبيعية فإن أي إنسان عندما يتعرض لضغط عشرة غرامات على أي نقطة من الجلد فإنه يشعر بهذا الضغط ولكن اذا كان الاحساس بهذا ضعيفاً فإنه لا يشعر بوخزة السلك الذي يضغط على الجلد، أما المريض الذي ضعف عنده الإحساس فإنه لن يشعر بوخزة هذا السلك الخفيف على القدم. من هنا يرى الدكتور أبو طه أن المطلوب هو التوعية بإجراء الفحوص الخاصة باكتشاف ضعف الاحساس في القدمين، اضافة إلى التوعية بالاهتمام بهما. ü أن الوقاية من مضاعفات مرض السكري هى أكثر العلاجت فاعلية وأكثر وسيلة ضامنة لمنع حصول بتر القدم عند مريض السكري وهى أن يتوخى المريض الحذر ويراقب أي تغيرات تطرأ على قدميه من خلال تفحصهما يومياً وإبلاغ الطبيب بأي تغيير فيهما، والحرص على عدم السير حافياً كي لا يدوس على جسم حاد فيجرح قدمه، ثمة سلسلة من التوصيات التي وضعتها مجموعة من خبراء العناية بقدم مريض السكري من شأنها أن تساعد في تحسين نمط الحياة من دون أي مضاعفات.. والأهم من ذلك أنها تساعد المريض على تفادي دخول المستشفى لعلاج قدمه من التقرحات، وحتى تفادي بتر القدم، اذا أصيب بقروح. ü في إطار العناية بنظافة القدمين يجب غسلهما يومياً بمياه فاترة وصابون خاص وتجفيفهما بعناية فائقة، لا سيما بين الأصابع مع الحرص على عدم حفهما بقوة خوفاً من جرح البشرة الحساسة في حال كانت الاظفار جافة وهشة أو سريعة العطب. يكون من الضروري نقعهما في الماء الممزوج بملعقة من بورات الصوديوم (ملعقة لكل لتر ماء) وذلك مدة نصف ساعة مساء كل يوم من المهم جداً تقليم الأظفار والحرص على عدم تقصيرها كثيراً. وعلى مريض السكري أن يرتدي أحذية تتميز بكعبها المنخفض وبجلدها الناعم القادر على التكيف مع شكل القدم بصورة صحيحة، من المهم عند شراء حذاء جديد عدم انتعاله مدة أكثر من نصف ساعة في المرة الأولى، على أن تزيد ساعات انتعاله في الايام التالية ومن المهم جداً ان يرتدي مريض السكري جرابات غير ضيقة وتغييرها يومياً. ü يتصل جلد القدم أو تتشكل طبقة من الجلد الميت في القدم نتيجة الاحتكاك والضغط وارتداء الأحذية غير المناسبة لهذا السبب يشدد الأطباء على ضرورة إنتعال مريض السكري أحذية مريحة ومناسبة لا تضغط على القدم من أجل إزالة طبقات الجلد المتصلبة يفضل نقع القدم في الصابون و الماء الفاتر مدة عشر دقائق على ان تتم إزالة الطبقات الجلدية المتصلبة بواسطة منشفة أو مبرد خاص بالبشرة، حيث يجب عدم سلخ الجلد أو تقشيره تحت أي ظرف كان. من المهم جداً عدم قص أو قطع هذا الجلد، ويفضل دوماً استشارة اختصاصي في العناية بالقدمين. ü على المريض أن يمتنع عن التدخين نهائياً لأن التدخين يسهم في تقلص شرايين الدم بالتالي يؤدي إلى تباطؤ الدورة الدموية، كذلك يجب الحفاظ على دفء القدمين من خلال ارتداء جرابات مناسبة لأن البرد يقلص الشرايين الدموية أيضاً، من المهم أيضاً تفادي الجلوس والساق على الساق حيث ممكن أن يؤدى هذا الامر إلى الضغط على القدم والحد من عملية الحركة الدموية فيها. من المهم جداً عدم وضع أي دواء على القدمين من دون استشارة الطبيب اضافة إلى عدم استخدام المياه الحارة أو الوسائد الحرارية من دون موافقة الطبيب لأن الحرارة حتى لو كانت معتدلة يمكن أن تؤذي البشرة، اذا كانت القدم تعاني مشكلة في دورتها الدموية. واذا كانت القدم تميل إلى الاصابة بالفطريات لكونها تتعرق كثيراً يستحسن استخدام بودرة (التلك) في الحذاء والجرابات وتغييرها أكثر من مرة في اليوم. في حال ظهور تقرحات في القدم يجب استشارة الطبيب فوراً، كما يجب عدم وضع أي أدوية لا سيما المطهرات القوية مثل صبغ الايودين، ويجب فوراً تغطية الجرح بشاش مطهر.