وطن... وطن كان شيئاً رائع القسمات تشرق شمسه المعطاة في شوق وتزف في فرح نهايات السحر وتطل تزهو تضيء دنيا الله تهش في وجه البشر بِشر على وجه البشر والنيل يوهب عشقه اليومي في وله ويخضر الشجر نأت السهوب اليانعات عن النهر فأناخ في عرصاتها سحب المطر كان يجزل في العطاء وهو يوهبنا المطر مطر على الشرفات في بلد الحضر مطر على أهل الوبر مطر على أرض الحريق مطر على درب السفر مطر على حلم الوصول مطر على حل الغجر وطن.... وطن يا ليله الوضاء إذ يأتي القمر كأن الشمس تشرق في بلادي مرتين في اليوم تشرق مرتين يا روعة الوطن القمر والليل يصغى في سكون لمجالس الانس الشفيف وحلو احجية السمر يا هداءة الليل الفخيم والكرى يأتي حثيثا ويوغل في سويعات السحر هذا أوان الصحو في بلدي.. وضيئاً ناعماً.. وضوء الشمس في جنبيه أسفر كل شيء كان يبدو رائعاً مثلما الافراح والأعياد مثلما السحر وانضر كنا ابناء التراب أحفاداً حقيقيين وكان الحلم اخضر ماذا دهى الدنيا فأشرعت القنا وايقظت من لظى التاريخ شبحاً كالشرر شيئا هلامي الملامح ملء عينيه الخطر جاء في الغفلة من خلف الزمن معطونة بالدم يسراه ويمناه مسعور ومخفي الاثر وطن على شفة الخطر محسوبة أيامه مسكونة بالخوف ساعات الترقب والحذر وطن حفي لا يضام اذا ما سامه الليل الهوان حتماً سيحرق عاشقيه وينتحر وطن سيهرب سارقيه الى المنافي النائية مطيتهم صكوك الذل والدولار في درب السفر هويتهم اينما حلت مطيتهم لن ينتمي للارض يوماً من تلازمه الخيانة ويندحر ملامحهم خواء لا سمات لهم لا لون للزيف المخادع والمغامر فالكل كذاب أشر وطن تحمل وزرهم وطن يكابد نارهم وطن يحن الى الغيوم وينتظر مطر على أهل الحضر مطر على أهل الوبر مطر على الأرض القمر بشارة الزمن السعيد وموعد الآتي الاغر هو الآتي على الاكتاف محمولا من صميم الحزن افراحاً وقد طال السفر يحمل الاحلام في حنو ويخطو في زحام الناس مغبر الشعر مطعمه وملبسه حلال وغذى من خشاش الارض صبرا فانتصر سوف يأتي بعضه دمع ودم بعضه حلم مدجج بالنذر يحمل حصنه فرح الحزانى وطيبه الفواح من عرق السمر خلفه أمم تقوم وهدير أبواق تضج وحفيف رايات حمر الصادق عيسى عبد الهادي