٭ أكاد أجزم أن ال(94%) من أبناء الشعب السوداني الواقعين تحت خط الفقر لم يسمعوا بمؤتمر تستضيفه عاصمتهم هذه الأيام رغم أن الحكومة تصرف عليه من (دم قلوبهم).. ٭ فالمؤتمر هذا لم يستحق أكثر من مساحة إعلامية صغيرة لأنه هو نفسه (صغير) في معناه وجدواه وأهميته.. ٭ ولكن المصيبة أن ما يُصرف عليه (كبير) نظراً ل(كبر) عددية المشاركين فيه.. ٭ فما لا يقل عن (150) مثقفاً ومفكراً - أو كما يُقال - دخلوا المدينة (الخرطوم) على حين غفلة من أهلها للمشاركة في مؤتمر سُمِّي (تضامن الشعوب العربية والإفريقية).. ٭ والمضحك في الأمر - أو المبكي - (لسه ليي قدام).. ٭ فرئيس اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر هو الدكتور قطبي المهدي.. ٭ نعم، قطبي المهدي الذي رأينا جانباً من حرصه على (تضامن الشعوب العربية والإفريقية!!!) من خلال (الإنتباهة!!) و(منبر السلام العادل!!).. ٭ ثم إن من أهم القضايا التي سيناقشها المؤتمر - ولسه راجيكم ضحك كتير، أو بكاء - قضية (تحرير الإرادة السياسية لشعوب المنطقة!!).. ٭ وأيضاً (في الحتة دي) رأينا حرص المهدي على مثل هذا (التحرير!!) من خلال (حاجات حامياني!!).. ٭ وعلى فكرة؛ المشاركون العرب والأفارقة هؤلاء يمثلون دولاً تبلغ نسبة إنعدام (تحرر) الإرادة السياسية لشعوبها ما يعادل نسبة الواقعين تحت خط الفقر من السودانيين.. ٭ فأكثر من (90%) من شعوب هذه الدول هم (مكبلون!!) سياسياً بأمر حكوماتهم.. ٭ و(المثقفون!!) هؤلاء - أو كما يُقال - إنما يمثلون الحكومات هذه اتساقاً مع جدل العلاقة بين السلطة والمثقف.. ٭ أي أن هذه الحكومات هي التي تشارك - في الواقع - من وراء واجهات (المثقفاتية) هؤلاء.. ٭ طيِّب - ولسه هناك ضحك، أو بكاء، كثير - ما معنى أن تجلس حكومات شمولية (إلى بعضها) من أجل العمل على تحرير الإرادة السياسية لشعوبها.. ٭ من حق هذه الشعوب (المكبلة) أن تتساءل: (هيّا إيه العبارة بالضبط؟!!).. ٭ فإذا كانت كل حكومة - من هذه الحكومات - مقتنعة بضرورة (تحرّر) شعبها فلماذا لا تُصدر قراراً فورياً بفك القيود عن الأفواه والأقلام و(الأقدام) دون تكبد مشاق الحضور إلى الخرطوم؟!.. ٭ أما إذا كانت قد جاءت إلى السودان لأخذ دروس من حكومته - وقطبي المهدي - في كيفية (تحرير الإرادة السياسية لشعوب المنطقة) فعزاؤهم في ما (حرّرته) لهم حكومتنا من شيكات ضيافة على حساب شعبها (المُكبَّل).. ٭ فمن أبجديات (دروس) الحياة أن فاقد الشئ لا يُعطيه.. ٭ ومازال هنالك ضحك كثير في انتظاركم - كما قلنا - أو بكاء.. ٭ فشرُّ البليِّة ما يُضحك.. ٭ وربما تحمد الحكومة ربها أن الناس مشغولون هذه الأيام بقضايا الاستفتاء وتداعيات مباراة هلال-مريخ فلم ينتبهوا - من ثم - لمولد نكتة سياسية جديدة على (حسابهم!!) بطلها رمز من رموزها اسمه قطبي المهدي.. ٭ فرئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر هذا - قطبي المهدي - أبى إلّا أن يستصحب أدبيات الإنقاذ الشمولية حتى في تجمّع عنوانه (تحرير إرادة الشعوب!!!).. ٭ أبى إلّا أن يمارس فقه الطبخات السياسية الجاهزة التي (تتنزَّل!!) على مؤتمرات ذات طابع شوري (كاذب) لتكون هي مسك الختام.. ٭ لتكون هي التوصيات.. ٭ ولا عزاء للذين (قاموا وقعدوا) خلال المؤتمرات تلك وهم يظنون أن إسهاماتهم تستحق الذي صُرِف عليهم من مال الشعب.. ٭ ومال الشعب هذا تصرف منه الإنقاذ - هذه الأيام على (150) مثقفاً عربياً وإفريقياً بغرض خروج مؤتمرهم بتوصيات ختامية تهدف إلى (تحرير!!) إرادة شعوب المنطقة.. ٭ وخلال نقاش المثقفين هؤلاء كان قطبي المهدي منهمكاً في (تحرير!!) البيان الختامي غير عابئ بما يجري حوله من (قومة وقعدة).. ٭ وحتى لا يظننّ أحد أننا نتجنَّى على قطبي نشير إلى أنه قد قالها ب(عظمة لسانه).. ٭ قال إن (البيان الختامي للمؤتمر يتطرق لآليات العمل المستقبلي لشعوب العالم العربي والقارة الإفريقية!!!).. ٭ ولكنه حتماً - أي البيان - لن يتطرق ل(آليات التحرير!!!).. ٭ وسيرضى ب(عدم التطرق هذا) ممثلو الدول (الشمولية) من (المثقفين).. ٭ ولن يدهشوا ل(تحريرٍ) الشيكات عوضاً عن (تحريرٍ) للإرادة أو (الفشقات!!).. ٭ طيٍّب؛ ما الداعي لهذا المؤتمر أصلاً؟!.. ٭ وما الذي (جبرهم) عليه؟!.. ٭ وما الذي جناه (الصارفون عليه) من الواقعين تحت خط الفقر؟!!.. ٭ والآن اضحكوا أو ابكوا ما شئتم فأنتم (أحرار!!).. ٭ ثم احمدوا الله على هذا التحرير(!!!!).