هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    تعادل باهت بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا    ((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤتمر الوطني انفق ما يربو على الستين مليار جنيه في حملاته الاعلامية
كتاب يكشف ما وراء كواليس الانتخابات الأخيرة
نشر في الصحافة يوم 02 - 12 - 2010

هذا كتاب مصادم، كاتبه لم يكن مراقباً للأحداث يستمد معلوماته من الأخبار المتنوعة، بل كان مشاركاً مشاركة فاعلة فيها، فهو احد من المتنافسين على سباق الفوز بمنصب والي ولاية الخرطوم، انه الدكتور عبد الرحيم عمر محيي الدين، والكتاب الصادر حديثا من دار كاهل للدراسات والطباعة والنشر المحدودة، السودان الخرطوم سوق الكلاكلة اللفة، في 288 صفحة من القطع المتوسط بعنوان (مَشَاهِد وشَوَاهِد على الإنتخابات الأخيرة في السودان(يناير- أبريل/ 2010م وأضواء على الفخ الأمريكي في نيفاشا وميشاكوس) يحمل في طياته رصدا لمجريات الانتخابات الأخيرة ويقدم قراءة لما ستؤول عليه حال البلاد والعباد جراء نتائجها، ويطلق الكاتب منذ البداية تنبيها مهما للقارئ ويقول له انه (حاول أن يقوم بدور الشاهد الموضوعي المحايد وان يؤرخ للتجربة كما رآها وشارك فيها لكن ذلك قد يبدو عسيراً لما في طبيعة البشر الممزوجة بشيء من الذاتية والموضوعية)، الكتاب مقسم الى ثماني مشاهد وست شواهد، تبدأ المشاهد من الفخ الامريكي في مشاكوس ونيفاشا وتمر بالمستقلون هم البديل للطائفية والحزبية وحوار مع الشيخ الترابي والديمقراطية المزعومة وانتهاك حقوق الانسان وتنتهي بالتصوف الجديد في عهد الانقاذ، اما الشواهد فتبدأ من المحكمة القومية العليا مرورا ب حسين والبيع البخس وانتهاء بالاخطاء الفادحة التي شوهت الانتخابات، ونعرض هنا لبعض من المشاهد والشواهد.
نهاية الطغاة
يستهل المؤلف كتابه بشاهد من التاريخ يعنونه ب (نهاية الطغاة) ويقول: أورد المسعودي حول قصة استدعاء الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور لأسيره وسجينه، عبد الله بن مروان، آخر ملوك بني أمية، ليسمع منه قصته مع ملك النوبة. فحين فقد عبد الله بن مروان ملكه وأصبح مطاردا من جانب العباسيين، ذهب إلى ملك النوبة، وطلب منه حق اللجوء، قال عبد الله بن مروان، هو يلبي طلب المنصور منه بأن يسمعه القصة: يا أمير المؤمنين، قدمتُ إلى النوبة فأقمتُ بها ثلاثاً، فأتاني ملكها، فقعدَ على الأرض، وقد أعدتُ له فراشاً له قيمة. فقلت له: ما منعك من القعود على فراشنا؟ فقال ملك النوبة: لأنني ملك، وحقٌ على كلِّ ملكٍ أن يتواضع لعظمة الله عز وجل، إذ رفعه.
قال عبد الله بن مروان، فسألني ملك النوبة: لم تشربون الخمر وهي محرمة عليكم في كتابكم؟ قال عبد الله بن مروان، فرددت عليه بقولي: اجترأ على ذلك عبيدنا وأتباعنا. قال عبد الله بن مروان، ثم سألني: فلم تطئون الزرع بدوابكم والفساد محرم عليكم في كتابكم؟ فقال عبد الله بن مروان، فرددت عليه بقولي: فعل ذلك عبيدنا وأتباعنا لجهلهم. فقال ملك النوبة: فلم تلبسون الديباج والحرير والذهب، وهو محرم عليكم في كتابكم ودينكم. فقال عبد الله بن مروان، فقلت له: ذهب منا الملك فانتصرنا بقومٍ من العجم دخلوا في ديننا فلبسوا ذلك على الكره منا.
فأطرق ملك النوبة إلى الأرض يقلب يده مرة، وينكت في الأرض أخرى، وهو يردد: «عبيدنا، وأتباعنا، وأعاجم دخلوا في ديننا»!! ثم رفع رأسه وقال لي: ليس كما ذكرت، بل أنتم قوم استحللتم ما حرم الله، وركبتم ما نُهيتم، وظلمتم في ما ملكتم، فسلبكم الله العز، وألبسكم الذل بذنوبكم، ولله فيكم نقمةٌ لم تبلغ غايتَها فيكم. وأنا خائفٌ أن يحل بكم العذاب، وأنتم ببلدي، فينالني معكم. وإنما حق الضيافة ثلاث، فتزود ما احتجت إليه، وارحل عن أرضي. قال عبد الله بن مروان: ففعلت.
ويتخذ المؤلف من القصة دلالة على الفرق الكبير في المعيشة الصادقة الموافقة لقيم الدين، و بين حياة الترف والفسوق وتبديد المال العام من غير حسيب ولا رقيب لأن الجميع فوق المحاسبة والمراجعة وإقرارات الذمة(!!) ويمضي بعدها الى تعريف القارئ بقناعته بانه ما يزال يعتقد اعتقاداً راسخاً أن المستقبل للدين الاسلامي بكل منهجه في العدالة الإجتماعية والقدوة وتقديم القيادة الرشيدة الزاهدة المتعففة عن المال العام وأكل الحرام المقنن بتأييد الخنوع والجبن والسكوت الجماعي، مشيرا الى انه من مؤسسي المؤتمر الوطني، ليقول بعدها ان كتابه يعكس نوعاً من الجرأة الممزوجة بالألم والحسرة على تلك المبادئ التي (رويناها بدمائنا) فإذا هي تتبخر جراء تطلعات بعض عاطلي المواهب وفاقدي الضمير الإسلامي الحر الذين تحولوا من قيادات طليعية إسلامية إلي زعماء قبائل وقادة إثنيين.
تيار المستقلين
ويتحدث المؤلف عن بروز تيار المستقلين في الانتخابات الأخيرة ويعدد اسبابا لذلك منها مواقف الاحزاب الكبيرة في انتخابات يناير- ابريل 2010م، ويقول ان الحزب الحاكم ليس وحده هو الشيطان الأكبر الذي يوسوس في صدور الناس ويسعى بينهم بالكذب والتزوير والغش ورفع الشعارات الهِباب والتبشير بمشاريع الوهم الحضارية التي تشبه المسجد الضرار، تلك الشعارات والمشاريع التي لم تُفلح في تربية مريديها وأنصارها حتى يترفعوا عن المال العام أو تعلمهم السعي بالعدل بين الناس في توزيع الثروة والسلطة، فصارت الأموال تُحمل على خلفيات السيارات وتوزع بغير حساب، بل إن الأحزاب الطائفية التي شبَّب ونشأت على الإرث الإستعماري هي أيضاً أُسَّ البلاء وحجر الزواية في مصائب السودان فهذه الأحزاب التي لم تكن هي أيضاً تتورع عن المال العام ولم تفلح في تقديم نموذج صالح زاهد يقتدي به الشعب السوداني في السياسة والمعاش الحلال.. القيادة الحزبية الحالية قد ورثت القصور والأراضي والجنابين على شارع النيل وبحري والملازمين وشارع البرلمان قد ورثتها من الإستعمار الذي قام بتسجيل أراضي المواطنين لأنصاره ومؤيديه.
ويقول محيي الدين ان الاحزاب استمرت في مسيرتها الفاسدة، ففي الانتخابات الأخيرة أدرك السيد الإمام الصادق المهدي ما ظل يدفعه القوم لغريمه السيد الآخر القادم من أرض الكنانة.. قرر أن لا يخرج من موسم الإنتخابات بخسارة النتيجة ثم خسارة مالية فادحة بعد أن يفوز القوم بالنتائج المحسومة سلفاً.. وهو يعلم سلفاً أن القوم سيحسمون النتيجة لصالحهم.. لذلك قرر أن يوقع القوم في نفس الفخ الذي أوقعهم فيه (سر) القوم.. فأعلن الإنسحاب عن السباق الرئاسي ليضحى الرئيس وحيداً ينافس نفسه في انتخابات صرف الحزب الحاكم فيها عشرات المليارات تقريباً.. خاصة أن عرمان قد انسحب والكل قد انسحبوا.. هنا هُرع القوم للسيد الإمام لدفعه لخوض الإنتخابات فتحجج بأنه لا يستطيع الصرف على حملته الانتخابية.. قالوا له: الأمر هين.. جاءت المليارات نقداً للسيد الإمام بشكل تناولته الصحافة والرأي العام ولم ينفه السيد الإمام الذي ذكر أن ما دُفع هو جزء من التعويضات التي يطالبون بها منذ عام 1989م إبان الإنقلاب العسكري يومئذ.. لم ينف الحزب الحاكم هذه الأموال التي دُفعت بل أكد أنه دفعها وحاول غازي أن يبرر دفعها(!!).. استلم الإمام أموال الشعب من الحزب الحاكم وهو عطاء مَنْ لا يملك لمَنْ لا يستحق.. استلم الأموال ورغم ذلك قرر الإنسحاب من سباق الرئاسة ليخوص رئيس الحزب الحاكم سباق الرئاسة منافساً نفسه ليفوز عليها(!!).
ويقول ان هذا هو الواقع اللا أخلاقي الذي تعيشه معظم الأحزاب السودانية.. أما الجانب الآخر هو أن هذه الأحزاب بممارساتها الساذجة حيث ظل لعابها دائماً يسيل على موائد الإنقاذ هي التي قادت لهذا الفساد المستشري.. حيث بدأت تستعصي وترفض المشاركة في أيام الإنقاذ الأولى إرضاء لبعض دول الجوار وبعض الدول الكبرى.. وعندما تمكنت الإنقاذ وفشلوا في هزيمتها عبر الحروب الخارجية جاؤوا للداخل وبدأوا أيضاً يتعززون على المشاركة ويشترطون الشروط التعجيزية وفي نفس الأثناء ما كانوا يتعففون عن قبض أموال الإنقاذ، ثم قاطعوا الإنتخابات بعد أن هربوا بالمليارات التي دُفعت من عرق الجماهير التي أفقرتها الجبايات والضرائب والرسوم وأرهقها غلاء المعيشة ومصروفات الدراسة وعسير العلاج وفاتورة الدواء.. استلم السيدان وبعض توابعهما المليارات لينعموا بها هم وأسرهم في دول الضباب حتى مجيء الإنتخابات القادمة.
ليخلص الى ان هذه المواقف كانت احدي اسباب ظهور تيار المستقلين كظاهرة قد كفرت بالحزبية الضيقة التي تسترق الجماهير وتعيس الفساد في أموالهم ومكتسباتهم (لذلك جاء تيار المستقلين بصورة عفوية يمثل رِدة على الحزبية وتفلتاً من عقالها الذي يقيد الفكر والعقل والضمير).
غياب منظومة القِيم عن المشروع السياسي
وبحسرة يتحدث عن غياب منظومة القيم التي آمنوا بها في الحركة الاسلامية السودانية ويقول (كنا نأمل أن نشيد صرح الدولة الإسلامية على هدى الدين الحنيف الذي يرفض الذل والطغيان والتزوير والزيف والتلاعب بإرادة الجماهير.. كنا نأمل أن نقيم دولة شعارها ( الحرية لنا ولسوانا) ( لا إكراه في الدين) دولة أممية تترفع عن طموحات السيطرة القبلية كما تترفع عن تقدم الأجندة الشخصية والقبلية على حساب المُثل والقيم الإسلامية التي تعتمد في نهجها العدالة والمساواة والشفافية والصدق في القول والإخلاص في العمل، مشيرا الى انهم ما كانوا يظنون انه وبعد عشرين عاماً من الحكم المنفرد والمداخيل المالية العالية من البترول والذهب وغيرها من خيرات السودان التي لم تسهم في رفع الفقر من كاهل الجماهير أن دولة المشروع الحضاري الإسلامي تحتل موقعاً متقدماً بين دول العالم في الفقر والفساد فهي ثالث ثلاث في العالم من حيث الفقر مع الصومال واليمن وخامس خمس في الفساد المالي والسياسي.
ويشير الى أن الحزب الحاكم ملأ طرق العاصمة على امتداها باللوحات المضيئة وسيارات السينما المتجولة بتكلفة قدرها بعض الإقتصاديين بما يزيد عن الستين مليار(!!) وتكلفة الثياب النسائية التوتل والفنائل والطواقي التي رُسِمت عليها الشجرة تصل إلي العديد من المليارات، ويكتب المؤلف عن بعض أعضاء الحزب الكبير جداً الذين يرددون الحديث الذي ذكره السكرتير(أسامة) عن أمين الإعلام القادم من الحزب التاريخي حيث طلب أمين الإعلام من ( أسامة) أن يجمع الكومشن COMMISSION من شركات الإعلام فأصيب الفتي أسامة بالإحباط لأن الحزب استجار من الرمضاء بالنار، ويقول ان قيادات الحزب فازوا بالطريقة إياها وأصبحوا أعضاء في البرلمان وليتهم اكتفوا بذلك لكنهم قرروا أن يجمعوا بين عضوية البرلمان والوزارة أو منصب المستشار أو الموقع القيادي في الحزب وبذلك ضعفت الوزارة وضعف البرلمان لأن البدع التي أحدثها أهل الإنقاذ هي أن يجمع الفرد الواحد بين أكثر من منصب ووظيفة فهو وزير ثم عضو برلمان ثم رئيس مجلس إدارة لعدة شركات وعضو مجلس إدارة لعدد آخر وهو قيادي بالحركة الإسلامية ورديفها الحزب الحاكم!! إذن هو عضو وصاحب مسئولية رئيسة في أكثر من خمس مناصب ومواقع قيادية مما يجعل عطاءه وأداءه في كل موقع لا يتجاوز ال 20% أي أنه قد فشل في كل المواقع التي تبوأها وبذلك خسر السودان عطاء تلك المواقع ولازم الفشل تنميتنا وتقدمنا لكن الشيء الوحيد الذي نجح فيه هذا العضو المتعدد هو جمع مخصصات ونثريات كل تلك المواقع الوزارية والبرلمانية والحزبية والاستثمارية وغيرها وهذا هو المهم
الترشح لمنصب والي الخرطوم:
ويحكي المؤلف عن تجربته في الترشح لمنصب والي الخرطوم ويذكر الاسباب التي دفعت به لهذا الترشح وهي:
أولاً: كسر حاجز الخوف والرهبة والاستسلام الذي أحال الكثيرين من أبناء الشعب إلي مستسلمين ويائسين من الإصلاح بل لقد أيقن الكثيرون منهم أن المؤتمر الوطني بآليته الأمنية الرهيبة قد أضحى يحصي على الناس أنفاسهم ويهدد معاشهم فهو (النافع) والضار، أي أن المؤتمر الوطني قد أضحى عند الكثيرين هو النافع والضار وهو المُقدم الذي يقدم البعض في الوظائف والأرزاق والترقي، وهو المؤخر الذي يؤخر الناس عن مستحقاتهم في الترقي ونيل العطاءات والحقوق وربما يقوم بإرسالهم للصالح العام، ثانياً: أردنا أن نشيع ثقافة التضحية من أجل المبادئ والقيم وأن نرسي قيمة أن الإصلاح له ثمن غال ونفيس تهون في سبيله الأرواح والمهج.. وأن الإصلاح هو طريق النجاة لشعبنا في الدنيا والآخرة، ويقول المؤلف ان أحد أصحاب المكتبات قال له: يبدو أن قروشك ( مُحَرِّقة روحك) وتريد أن تضيع عائدات مؤلفاتك في منافسة هؤلاء القوم المزوراتية!!، مستدلا بذلك على ان الكل يجمع على أنهم مزوراتية بارعين في التزوير، متسائلا (لا أدري من أين جاؤوا بنتيجة الإنتخابات التي فاقت بالنسبة للولاة التسعين بالمائة في معظم ولايات السودان؟)!!!..
ويتوقف محيي الدين عند المصاعب التي واجهها ويرصد دور المؤتمر الوطني في تعويق مسيرته ويقول ان المؤتمر الوطني كان يرقب مسيرته وحركته ويسعى لشل هذه الحركة وإضعافها بخطوات استباقية (إذ سرعان ما تم ? نتيجة لإعلاننا الترشح في ولاية الخرطوم وانتشار ملصقاتنا في طرقات وأحياء العاصمة قبل فتح الترشح رسمياً- سرعان تم اختراقنا بأن تتم تعيين الأخ/ أحمد البشير الداعم الأول لحملته عضواً بالمكتب السياسي للمؤتمر الوطني .. فقد قام بتعيينه إبراهيم غندور الأمين السياسي للمؤتمر الوطني.. وكنتُ أتوقع أن يتم تعيينه عضواً بالمكتب القيادي وبواسطة رئيس الجمهورية وليس بواسطة غندور أو مندور فهؤلاء لا يقدمون شيئاً ولا يؤخرون)، ومن المضايقات ايضا دس الجواسيس وشراء اصحاب النفوس الضعيفة من الملتزمين معه وظلت الحكومة تلعب مع البعض لعبة العصا والجزرة الى أن انتهت الانتخابات.
ويمضي محيي الدين الى كشف تفاصيل المفاوضات التي جرت بينه وبين المؤتمر الوطني ويقول انه قدم ورقة للتفاوض حوت عشر نقاط، اولها، اعتماد برنامجه الانتخابي، خاصة البند الأول المتعلق بالقيادة الرشيدة، وإعادة النظر في وضعية المحليات، وشمولية التأمين الصحي لكافة مواطني الولاية، وثانيها ان يتولى منصب نائب الوالي ووزير الشئون الهندسية، أو نائباً للوالي ووزيراً للمالية، وثالثها أن يتولى أمر تعيين وإعفاء وزير الرعاية الاجتماعية ورابعها أن يتولى تعيين وإعفاء ثلاثة معتمدين بمحليات ولاية الخرطوم، وخامسها أن يتولى تعيين وإعفاء مدير مشروع سندس الزراعي، وسادسها أن يكون مشاركاً في كافة التعيينات القيادية بمرافق الولاية المختلفة، وسابعها أن يتولى تعيين عشرة بالمواقع القيادية بالمؤتمر الوطني، وثامنها انه لا يحق لأي جهة تعديل هذا الاتفاق، أو إلغاء بند من بنوده أو تجاوزه بما في ذلك والي الخرطوم، وتاسعها ان يتم توثيق هذا الاتفاق بواسطة الجهات القانونية ويشهد عليه قياديون من الطرفين، وعاشرها ان يتم الإعلان عن هذا الاتفاق عبر مؤتمر صحفي، ويذكر ان المفاجأة جاءتهم اثناء التفاوض مع وفد المؤتمر الوطني حين قال لهم مندور المهدي حول الفقرة الأولى من البرنامج (هذا البرنامج جيد لكنه برنامج داعية وليس برنامج رجل سياسي)...
نتيجة الانتخابات
ويتناول المؤلف نتيجة الانتخابات ويقول: تابع السودانيون والعالم أجمع مسرحية نتائج الانتخابات السودانية التي انتهى إعلان نتائجها بتاريخ 11/مايو/2010م تلك النتائج التي حيرت المؤتمر الوطني نفسه.. الرئيس يفوز بنسبة تقل عن السبعين في المائة 70% لكن نواب حزب الرئيس يفوزون بنسبة تزيد عن ال90% من مقاعد المجلس القومي والمجالس التشريعية في كل ولايات السودان عدا الولايات الجنوبية التي فاز فيها بذات النسبة رئيس حكومة الجنوب ونواب الحركة الشعبية. لقد فاز المؤتمر الوطني بكل مقاعد الولاة في كل ولايات شمال السودان بما في ذلك النيل الأزرق الذي تم تعديل نتيجته وفق عملية ثار حولها جدل كثيف ليتم إعلان فوز مرشح الحركة الشعبية السيد/ مالك عقار
ويقول محيي الدين ان تلك النتيجة كشفت نوعاً شاذاً من عدم الذكاء السياسي لدى الحاكمين في السودان، إذ كان يكفي الملأ من قيادات الحزب الحاكم أن ينالوا 51% من مقاعد البرلمان لكي تؤمن لهم تمرير قراراتهم الاقتصادية والسياسية وأن تؤمن لهم وضعاً مريحاً لا يسبب لهم أي إزعاج ثم يتركوا بقية المقاعد للأحزاب الأخرى حتى يثروا العملية الديمقراطية ويساعدوا في بناء الدولة الحديثة لكن هيهات.. القوم لا يهمهم غير أنفسهم ومصالحهم ولو كان على جماجم الشعب فهذا لا يهم فهم قدر الله المقدور على الشعب السوداني الذي يجب أن يحترم أقدار الله وإلا أصبح مشركاً بالله، ويقول: كشفت نتيجة الانتخابات نوعاً غريباً من الشره السياسي اختص به الحزب الحاكم دون غيره عبر تاريخ السودان..
ويتناول المؤلف بالحديث بعض الاسباب التي قادت المؤتمر الوطني لهذا الاكتساح مقدما قراءة قريبة من قراءة الصحفي ابوذر علي الامين ويقول: البعض يرى أن الرئيس قد أطلق بعض التصريحات بأنه سيشكل حكومة قومية من كافة ألوان الطيف السياسي ولا شك أن ذلك سيكون فيه خير للسودان كما شاع أن الرئيس سيكون سعيداً جداً إذا حققت القوى المختلفة فوزاً مقدراً داخل البرلمان.. كما شاع أيضاً أن المؤسسة العسكرية كانت لها ملاحظاتها على التردي السياسي فلذلك كانت تتوقع أن تحسم الفوضى السياسية بعد الانتخابات بصورة يتم فيها الحد من التمدد غير القانوني في مراكز المال والقرار أو مواقع السلطة والثروة لبعض الأشخاص الذين جيروا وسخروا تلك المواقع لمصالحهم ومصالح ذويهم وأسرهم وقبائلهم وصداقاتهم ولوبياتهم.. و تقول الرواية أن القوم قد شعروا بنزعة تحررية واستقلالية قد بدت تظهر بجلاء على أحاديث الرئيس الداخلية سيما أن صراعاً معلوماً للعامة والخاصة يدور بين النائب والمساعد تتمحور حوله قيادات وفعاليات من كلا الطرفين.. لذلك يرى البعض أن الملأ قد خطط للسيطرة الكاملة على البرلمان بكافة الطرق (!!) حتى يحاصروا تطلعات الرئيس التحررية والاستقلالية يحاصروها بقوة المجلس التشريعي الذي يستطيع أن يسقط أو يلغي أي قرار لا يرضى عنه.. لذلك كما تشير الرواية أن القوم قرروا الفوز في كل السودان الشمالي وحدهم لا شريك لهم وقد كان.
ويمضي الى القول ان نتائج الانتخابات حيرت القاصي والداني وتحير في أمرها حتى المتعصبين للمؤتمر الوطني بل البعض كان يقول: (والله ما كنا دايرنها كده !!..) كل السودان قد اضحى مؤيداً ومناصراً للمؤتمر الوطني وقيادته الفذة.. إجماعاً لم يجده الرسول محمد (ص) في المدينة المنورة التي شهدت أرتالاً من اليهود والنصارى والمنافقين والخوالف والأعراب والمعارضين والطابور الخامس حتى تحدث عنهم القرآن الكريم في سورة (براءة).. لكن هنا يتم الاجماع للحزب الحاكم بصورة لم يشهد لها السودان مثيلاً ولم تتحقق حتى للإمام المهدي عليه السلام ولا لخليفته ود تورشين.. يحدث هذا في السودان الذي تشتعل الحرب في أطرافه وينتشر الفقر والمرض والعطالة واللجؤ والفصل من الخدمة والإحالة للصالح العام ومعارضة الأحزاب الكبيرة لكن الحزب الحاكم يحرز 95% من دوائر المجلس القومي والمجالس التشريعية، ويقول (يا لها من عقلية سياسية بدائية متخلفة).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.