على كثرة المرشحين في الانتخابات في ابريل المقبل الا ان فئة محدودة ستكون هي صاحبة الفرح وقد تكون شخصية واحدة في تلك المنافسات لأن المقعد واحد ولا يقبل اثنين مثل منصب رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب ومنصب الوالي. ويبقى صندوق الانتخابات هو المكان الوحيد والقادر على حمل واحد من المرشحين الى المناصب المذكورة أو يحمل عدة مرشحين الى المجالس التشريعية اذا كان على المستوى القومي او المستوى الولائي. وصندوق الانتخابات تطور مثل بقية الاشياء التي لازمها التطور ولم يعد هو ذاك الصندوق المصنوع من حديد والمقفول ب (طبلة) بل تطور وأصبح شفافاً وتعددت طريقة قفله حتى لا تتسرب منه (بطاقات) ولا تدخل اليه (بطاقات) التي دخلت بحضور المراقبين واصبح الصندوق يغلف بالشمح الاحمر والاختام لكل القوى المنافسة، ولم تعد القوات النظامية هي المكان الوحيد لحفظ الصناديق لحين ساعات الفرز وانما هي تبقى امانة او وديعة بحراسة القوى السياسية والأمر بالتأكيد لمزيد من الشفافية. والصندوق له مكانة في الوجدان الاجتماعي السوداني ولعل من أبرز الصناديق ذلك (الصندوق) الكبير الذي يوجد في بيوت زمان توضع فيه الاشياء الثمينة ويسمى (بالسحارة) حتى لا يقترب منه الاطفال ومحاولة فتحه والعبث بالاشياء الثمينة التي بداخله حتى لا تضيع وثم اشهر الصناديق وسط النساء العاملات او في البيوت او ما يعرف (بالختة) تجمع الفلوس بمبلغ معين وتدفع كل مرة لواحدة حسب القرعة او حسب ظروف الواحدة اذا كان عندها مناسبة ولظروف اخرى مثل المرض وغيره. ودواوين الحكومة يوجد اشهر صندوقين هما «الصندوق القومي للمعاشات» و«الصندوق القومي للتأمين الاجتماعي» وهما متعلقان بالعامل اثناء وبعد الخدمة. ثم جاء الصندوق الأشهر وسط الطلاب وهو (الصندوق القومي لدعم الطلاب) والذي جاء نتيجة طبيعية لثورة التعليم العالي التي انتظمت البلاد واصبح الصندوق القومي لدعم الطلاب معنيا بتوفير السكن لطلاب الجامعات من كل انحاء السودان، وساهم حتى الآن في زيادة المباني الجديدة في كل انحاء السودان وادخل رجال الاعمال مثل حجار، ابراهيم مالك اسامة داوود، وغيرهم. لكن الصندوق الذي قام من اجل مهمة معينة ولم يقم بدوره حتى الآن هو الصندوق القومي لرعاية المبدعين، فقد ظل هذا الصندوق اسماً وظل المبدعون يتخاطفهم المرض والاعياء والعوز، وقد تسمع من حين لآخر تصريحات للباشمهندس السعيد عثمان محجوب أو الشاعر الخير عبد الجليل المشرف عن برامج أو زيارات باسم هذا الصندوق. وعلى مستوى الدول توجد العديد من الصناديق للمنظمة الدولية ولعل أبرزها «صندوق النقد الدولي». ولكن (صندوق الانتخابات) وهو سيد هذه الصناديق لأنه الوسيلة الوحيدة للتداول السلمي للسلطة وهو الوسيلة الوحيدة المتعارف عليها والتي يقبلها الجميع، وهو ايضا صندوق الصناديق لأنه ينقل الفائز من مقاعد المعارضة أو المتفرجين الى مراكز القرار لينفذ برنامجه الانتخابي. وتبقى مهمة مفوضية الانتخابات هي تقديم نماذج لهذه الصناديق وكيفية تأمينها وتقدم عمليات صورية للانتخابات مثلما فعلت الولاية الشمالية في تقديم نموذج للعملية الانتخابية ولكن عملتها بصناديق الحديد القديمة.