كشفت البرقيات التي سربها موقع «ويكيليكس» أن تعليمات قد صدرت من واشنطن لكل المسؤولين المختصين بملف السودان بأن يقدموا تحذيرات قوية و بوضوح لا لبس فيه إلى المسؤولين في الخرطوم، بأن لا يسمحوا إطلاقا بتمرير أسلحة إيرانية إلى حماس في غزة ، لأن هناك معلومات استخباراتية بأن إيران تسعى لتنفيذ مثل هذه الخطط. وقالت صحيفة الغارديان» البريطانية انه تم إبلاغ دبلوماسيين أمريكيين بأن يعبروا عن «قلق غير عادي» للسلطات السودانية، و كان رد الخارجية السودانية أن الرد الرسمي هو أن السودان لا يسمح بمثل هذه الأعمال ، لكن التحذير الذي تلقاه كان سافرا و مباشرا:» أن إجترار النفي الذي دأب عليه السودان في مثل هذه الحالات سيكون أمرا مؤسفا». و أبلغت واشنطن في مارس 2009 كلا من السعودية و الإمارات و الأردن و تشاد بخطط إيرانية جديدة لإرسال شحنة من «معدات عسكرية فتاكة» إلى سوريا، على إن تنقل بعد ذلك إلى السودان ثم إلى حماس. وأضافت الصحيفة انه في ابريل 2009 أشارت برقيات أمريكية إلى أن وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي كان وراء تفكيكك خلية لحزب الله في سيناء، وكذلك «خطوات لوقف تدفق أسلحة إيرانية من السودان عبر مصر إلى غزة.» وقال السودان انه لم يتعامل قط مع أية شحنات سلاح لإيران أو لأية دولة أخرى أو أية منظمة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية معاوية عثمان خالد «لا نسمح بنقل أي نوع من السلاح عبر السودان إلى أية جهة.» وتسجل وثائق وزارة الخارجية الأمريكية أن الخرطوم اتهمت بعد ذلك واشنطن بشكل غير رسمي بشن هجومين جويين في شرق السودان احدهما في يناير 2009 أودى بحياة 43 شخصا ودمر 17 مركبة، والآخر في العشرين من فبراير وقتل فيه 45 شخصا ودمرت 14 مركبة.