بالطبع يمكن ليَّ ان اتوقع بان العواصف لن تهدأ بعد هذا الحوار الذي أجريته مع الشيخ الدكتور يوسف الكودة القيادي السابق في جماعة انصار السنة المحمدية الرئيس العام الحالي لحزب الوسط الاسلامي. ومبعث الثقة هذا لان الرجل اجاب بكل جرأة على القضايا في المناطق المحظورة وطرق على المسائل الساخنة التي تناولت موقفه من أمور شرعية كانت لا تقبل الجدل والنقاش عند جمهور السلفيين مثل الاستماع الى الغناء والموسيقى وحرمة مصافحة المرأة الاجنبية.. وعدم خروج المرأة للعمل أو مخالطتها للرجال.. وهلمجرا. فلم يبدِ الكودة أية ممانعة في القول ان هذه القضايا تحتمل اكثر من رأي ووجهة نظر.. ولم يتوقف الامر عند اجتهادات الرجل الفقهية بل تناولت المقابلة تسليط الاضواء على افكار الدكتور الترابي التجديدية حول امامة المرأة للرجال في الصلاة وانكاره للغيبيات مثل الايمان باليوم الآخر وعذاب القبر. ومع انتقاد الدكتور الكودة لتوجهات الشيخ الترابي الا انه اعتبر ان تكفير الترابي يشكل غلواً وتطرفاً في اطلاق الاحكام. فإلى تفاصيل المقابلة. ٭ بعض السلفيين يرون أن الكودة طرح منهج الوسطية والاعتدال وهذا نفسه يصنفك بأنك من دعاة الإسلام الأمريكي لمحاربة تنظيم القاعدة والأفكار المتطرفة بالوكالة عن أمريكا.. و...؟ - (مقاطعاً) هل تعتقدين أن قوله سبحانه وتعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) هذا قول بوش أو أوباما؟!! اذا كان هذا موجوداً في القرآن و«كذلك جعلناكم أمة وسطاً» فكيف يكون مشروعاً امريكياً؟!. اما اذا كانت امريكا اتفقت معنا في طرحنا والله نحن نعتبر ان هذا توفيق ودعم من الله سبحانه وتعالى.. ٭ موقفك من إدانة تنظيم القاعدة وأنصارها في العالم العربي والإسلامي هل ينطلق من موقف شرعي أم هو مجرد غيرة؟!. - غيرة من ماذا.. وبسبب ماذا؟! ٭ لأنهم سحبوا منكم البساط وكسبوا جماهيرية وقاعدة وسط الشباب و...؟ - «مقاطعاً مرة ثانية» هل تيار القاعدة يمتلك جماهيرية اكثر من تيار غير القاعدة؟! (لا ينتظر اجابة على السؤال).. - هذا كلام عجيب والله.. تيار القاعدة لا يساوي واحد على مليون من التيار الآخر - ولهذا فلا مكان للغيرة او غيره فنحن ننتقد التفجيرات.. وننتقد قتل المسلم بغير حق و... و.. الخ ولذلك لدينا رأي في القاعدة.. ٭ الشارع العام يرى أن حزب الوسط مجرد لافتة باسم يوسف الكودة.. فلا قيادات ولا كوادر معروفة.. ماذا ترى أنت؟! - كل دعوى ليس عليها برهان وليس عليها بينة صاحبها دعي.. يمكن لأي انسان ان يطلق القول جزافا.. لكن أين الدليل؟!.. مجرد كلام.. ٭ ظللت على الدوام توصف بأنك قناة الوصل بين انصار السنة والمؤتمر الوطني.. الآن كيف تسير علاقتك بالمؤتمر الوطني؟! - الآن لدي تعاون مع حزب المؤتمر الوطني ولكن هذا لا يمنع ابداً ان يكون المؤتمر الوطني يختلف معي في بعض القضايا او ان اختلف معه في بعض القضايا لكن لدينا تعاون.. أنا الآن تم اختياري في لجنة مختصة بالاعلام كرئيس مناوب لرئيس لجنة الاعلام مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد لدعم الوحدة والاستفتاء، وانا جاهز للتعاون مع كل جهة كانت مؤتمرا وطنيا او غيره لكن هذا ابداً لا يمنعني من ان أقول رأيي وبصراحة في أي محفل وفي أية قضية.. ٭ إبان فترة الانتخابات العامة دعوت رئيس الجمهورية البشير للتنحي وعدم الترشح لمنصب الرئاسة بحجة انه مطالب من قبل ما يعرف بالجنائية.. وقلت ان الافضل ترشيح بديل له من المؤتمر الوطني.. ماذا كنت تقصد من وراء تلك التصريحات والمطالبة؟! - فهمي وقصدي انا ذكرته في وقتها وهذا الامر انقضى والآن لا معنى للحديث فيه ولا مبرر.. كان يمكن ان تسألي في وقتها عن هذا الكلام.. لأن هذا الكلام كان قبل فترة طويلة.. ٭ يلاحظ أنك كثير السفر داخل وخارج السودان.. من أين تحصل على تكاليف ومنصرفات هذه الرحلات المتعددة؟ - كل الدعوات التي ترد الي يتكفل اصحابها بالنفقات.. من سفر واقامة واعاشة وغيره. ٭ يتردد ان المستشارية الثقافية الإيرانية تقوم بتقديم الدعم المالي لكم ما مدى صحة هذه المزاعم؟! (يرد بسرعة) - كل من يدعي ذلك عليه الاثبات.. ٭ على غير رؤية السلفيين تتمتعون بعلاقة وطيدة مع إيران وسافرت الى طهران أكثر من مرة.. بالضبط ما هي طبيعة هذه العلاقة؟! - ليست علاقة مريبة او عجيبة انما هي علاقة على الهواء الطلق.. نحن ناس اهل حوار وأهل قبلة وندعو الى ذلك.. ٭ حذر كثير من دعاة السلفية من خطورة تمدد وتغلغل النشاط الشيعي في السودان.. هل لديكم أي فكرة عن هذا الاختراق؟! - هذا مسؤولة عنه الدولة.. الدولة السنية هي المسؤولة عن ذلك.. أنا لست في مباحث ولا في أمن ولا في استخبارات ولا في الشرطة.. ولا اعرف شيئا عن ذلك.. ومن يعرف أي شيء عن ذلك فهو المسؤول عن مقاومته.. هذا من مسؤولية الدولة وليس من مسؤولية حزب الوسط الإسلامي.. ٭ طيب.. هل ترون خطراً على المجتمع السني السوداني من قبل المد الشيعي؟! - المجتمع السني الخطر عليه من كل الجهات.. ليس من الشيعة وحدهم.. انما الخطر عليه حتى من شر نفسه.. ٭ الآن.. دعني أسألك كيف تنظر الى الوضع السياسي الراهن.. هل انت متشائم حيال الغد أم متفائل؟! - إذا كنا نحن ننظر بالعين المتشائمة ولا نعرف ما يخبئه لنا القدر من تخفيف ورحمة فنحن نقول ان الامور في تقديرنا تسير الى الأسوأ وربما كان هناك غير الانفصال حروب وربما تحركت جهات اخرى في السودان متمردة وتطالب بالانفصال.. فالقراءة بكل صراحة غير مطمئنة. ٭ وأنت عضو بلجنة لدعم الوحدة.. هل تظن ان ما تبقى من وقت كاف لخلق نوع من الوحدة ام اننا نلعب في الزمن الضائع؟! - الوقت ضيق للغاية لكن الناس لابد ان يقاتلوا وهم على حافة الهاوية.. لابد من القتال ولو كانوا على حافة الهاوية «يكرر العبارة الاخيرة عدة مرات». ٭ الآن.. كيف تنظر للدور الأمريكي في الشأن السوداني.. وهل انت مرتاح لهذا الدور؟!. - من يرتاح لدور غربي في أي ساحة من الساحات العربية؟! هذا امر معروف حتى ولو لم يكن هناك دور متحرك لكن النوايا معروفة.. النوايا هي تقسيم البلاد وضرب الإسلام.. النوايا هي ضرب العقيدة الخ.. فلا احد يرتاح لدور امريكي أو لنية امريكية. ٭ وما هو المطلوب برأيك لتفادي هذا الامر؟! (يرد بسرعة) - هذا السؤال جاء متأخرا.. فاذا كان الوقت بدري الشيء المطلوب هو ان يعظم الناس وحدة الصف اكثر من تعظيمهم لوحدة الرأي.. فنحن اشتغلنا لايجاد وحدة رأي اكثر من عملنا لايجاد وحدة صف. ٭ الدعاة لم يلعبوا دورا ايجابيا في الحياة السياسية من اجل دعم الوحدة والاستقرار.. هل تتفق معي في هذا؟! - الدعاة ليسوا سياسيين.. فكل عملهم دعوي يجيء في العقيدة والصلاة.. هذا دور السياسيين وليس الدعاة.. ٭ هل تعتقد ان المشاكل التي يعاني منها السودان سببها السياسيون؟! - يمكن السياسيين على التاريخ الطويل.. أي مشكلة في البلاد.. سياسية كانت ام اقتصادية ام اجتماعية هي بسبب السياسيين الذين تعاقبوا على البلاد..