على حافة البحيرة جلست أتأمل مياهها التي كانت قبل زمان قريب زرقاء صافية ثم صارت بعد ذلك تميل إلى لون التراب والزرع.. أمسكت بيدي ثلاثة أحجار صغيرة.. رميت الأول.. بلوب.. فالثاني.. بلوب.. ثم الثالث.. بلوب، وفي الأخير كان الصوت خافتاً لأنني كنت حينها قد ذهبت بعيداً بذاكرتي.. إدفع أكثر هيا يا أخي هاهاها أسره هيييه.. شقشقشق.. شقشقشق.. رميت حجراً آخر.. بلوب.. بالقرب مني كان هناك سنجابان صغيران، كانا يتعاونان في إدخال حبوب الجوز إلى بيتهما، يالهما منجميلان، حبهما هو أجمل ما فيهما، حبهما لبعضهما هو الذي أظهرهما وسيمين كأبطال الأفلام السينمائية.. شقشقشق مرّة أخرى.. بلوب.. بلوب.. هيا يا أخي إدفع بسرعة هيه، صرت أدفع الدراجة التي يركبها، صرت أدفع بسرعة وأنا أستمتع بصوت ضحكاته العالية التي كنا قد إنحرمنا منها.. بلوب..أما زالت الحمّى تراودك ياأخي،، وااواا.. تناولت قطعة القماش المبللة بالماء البارد وأنا أحاول جاهداً إبعاد الحمى عنه.. بلوب.. ثم..بلوب.. تبقى للسنجابان ثلاث حبات من الجوز.. شقشقشق.. بلوب.. سيُصبح بخير ياأمي،، حقاً؟،، أجل لقد قال الطبيب أنه سيكون بخير،، الحمد لله.. بلوب.. هيا إدفع ياأخي هاهاهاهييييه أجل أسرع.. كنت أستمتع بتلك الضحكات .. أخيراً سمعنا ضحكاتك الجميلة يا صغيري.. بلوب.. بلوب.. هيا أيها السنجابان، لم يتبق لكما سوى جوزتين فقط، هيا أسرعا.. بلوب.. بلوب.. أخي أنظر ماذا أحضرت لك،، هيه دراجة؟ أشكرك ياأخي أنا أحبك كثيراً،، وأنا أحبك، ثم إرتمى في حضني، آه ياويلي إنك ساخن، حرارتك مرتفعة كثيراً،، لايهم سأركب الدراجة وسأكون بخير لاتقلق،، لاتركب الدراجة أنت مريض،، أرجوك ياأخي،، لا سنذهب للطبيب هيا بنا.. بلوب.. بلوب.. شقشقشق.. هيا تبقى فقط جوزة واحدة.. يمكنكما فعلها هيا.. هيا.. بلوب.. أخي هل يمكنني ركوب الدراجة؟ لقد قال الطبيب أنه يمكنني ذلك،، أجل يمكنك ذلك،، إذن هيا بنا،، في الحال؟!،، أجل في الحال،، حسن هيا،، نعم هيا.. بلوب.. يمكنكما فعلها هيا.. هيا..لوب.. أسرع ياأخي إدفع، إدفع هاهاها.. ولشدة فرحتي بسماعي لضحكاته نسيت وصية أمي لي بأن لا أبتعد كثيراً عن المنزل.. ثم.. أخي.. النجدة - مسك بي لاتتركني يا أخي.. الشاحنة سوف.. سوف..طش.. توقفت ذكرياتي بغتة وأحسست بقطرات مياه تبلل ملابسي، كانت هذه صخرة إنزلقت واقعة في البحيرة محدثة هذا الضجيج.. شقشقشق.. عاد السنجابان مرة أخرى للجوزة الأخيرة بعد أن تركاها بسبب إنزلاق الصخرة.. ثم رويداً رويداً.. أمي لا ترحلي، أمي أرجوك، لاتتركاني وحدي، أمي، أمي.. بلوب.. لافائدة من ذلك،، ماذا تقصد أيها الطبيب؟،، إن أمك قد.. شقشقشق.. شقشقشق.. أجل فعلتماها كنت أدرك أنكما ستفعلاها، والآن هاهي الجوزة الأخيرة وقد أتت إلى شقيقاتها، أجل لاتتعجلا ففي العجلة الندامة (أحياناً).. بوم.. آه يا إلهي السناجب، دفعت الصخرة اللعينة بكل قوتي عساي أن أُنقذهما.. آه لقد أتيت متأخراً.. جداً.. والآن إستريحا بسلام.. وقبل أن أُواري جسديهما بالتراب تذكرت الجوز، فأخذته ووضعته بجوارهما فإستلقت الجوزات وراح الجميع في سبات عميق.. أمسكت بيدي ثلاثة أحجار صغيرة.. رميت الأول.. بلوب.. فالثاني.. بلوب.. ثم الثالث.. بلوب.. وفي الأخير كان الصوت بعيداً لأنني كنت حينها في طريقي إلى سباتٍ عميق. [email protected]