تشهد الساحة السياسية بولاية البحر الاحمر هذه الايام سباقا تنافسيا محموما بين مختلف الاحزاب السياسية من اجل كسب ثقة الجماهير للتصويت لصالحهم فى الانتخابات القادمة، حيث اعلنت الاحزاب السياسية والتى بلغت فى مجملها 14 حزبا عن تكوين تحالف سياسى عريض واختيار المرشح المستقل عبدالله ابوفاطمة لخوض الانتخابات القادمة بغرض اسقاط مرشح المؤتمر الوطنى لمنصب والي البحر الاحمر محمد طاهر ايلا. وكبداية فعلية للحملات الانتخابية بالولاية دشن حزب المؤتمر الشعبى حملته الانتخابية من مدينة جبيت مسقط رأس مرشح المؤتمر الوطنى محمد طاهر ايلا ، ويود الحزب من اتخاذ هذه الخطوة ارسال رسالة قوية لحزب المؤتمر الوطنى بان هذه المدينة ليست كما كانت فى الماضى دائرة مغلقة للمؤتمر الوطنى يتصرف فيها كما يشاء وان قواعد المؤتمر الشعبى بهذه المدينة اكثر بكثير مقارنة بالمحليات الاخرى، الا ان حزب المؤتمر الوطنى لم يحتمل هذه الخطوة فسرعان ما اصدر توجيهات الى كوادره بافشال هذه الحملة بكافة الوسائل حيث قامت مجموعة من كوادر المؤتمر الوطنى بحملة منظمة بتمزيق شعارات وملصقات الحزب بسوق المدينة الرئيسى والاماكن العامة، ووفقا لافادات الامين العام للمؤتمر الشعبى د.بابكر عثمان عبد الرازق ل«الصحافة» بان مجموعة من كوادر المؤتمر الوطنى قامت بهذا التصرف الذى يتنافى مع روح التنافس الانتخابى الحر، والذى يعد بمثابة انتهاك صريح للقانون والاعراف السياسية، فما كان منا الا ابلاغ اللجنة العليا للانتخابات بالامر والتى امرت فورا باتخاذ الاجراءت القانونية فى مواجهة مرتكبى الجريمة، واعتبر عبد الرازق تصرف المؤتمر الوطنى بمثابة افلاس سياسى وخوف اولى من المنافسة السياسية، وماقمنا به من عمل ادخل الرعب فى دواخلهم واصبحوا غير واعين بمايفعلونه، ولكننا نؤكد بان مسيرة الحزب ماضية الى غاياتها وصناديق الاقتراح ستثبت من الاجدر بحكم الولاية. اما التحالف السياسى العريض والذى انتخب المرشح المستقل عبدالله ابوفاطمة لخوض الانتخابات لمنصب الوالي دشن حملته الانتخابية والتى فاق حضورها ال5 آلاف مواطن بنادى الخريجين بسوق مدينة بورتسودان الرئيسى وبحضور كافة القيادات السياسية للاحزاب بمن فيها بعض القيادات من حزب المؤتمر الوطنى ابرزهم الدكتور طه بامكار الخبير الاقتصادى الشهير واحد الناقمين على قيادة المؤتمر الوطنى، واحد المرشحين المستقلين لاحدى الدوائر القومية، علما بان المرشح طه بامكار شغل العديد من المواقع التنظيمية بحزب المؤتمر الوطنى وظل رئيسا للاتحاد الوطنى للشباب لعدة دورات ويعمل الان بوزارة المالية بولاية البحر الاحمر ووفقا لافادات بعض الذين كانوا حضورا لحملة ابوفاطمة اكدوا ل«الصحافة» ان حضورهم كان طواعية دون دعوة من احد وعلى نفقتهم الخاصة بل وذهبوا اكثر من ذلك بتنظيمهم حملة لاستقطاب الدعم المالى من قبل الحاضرين الذى فاق عددهم ال 5آلاف مواطن تدافعوا من كافة المحليات واحياء مدينة بورتسودان الطرفية حيث تبرع كل مواطن بمايستطيع من المال ومن المواقف اللافتة للانظار تبرع النساء بالذهب الخالص من اجل انجاح الحملة الانتخابية. وقد نظم حفل خطابى سياسى لكافة القيادات السياسية المشاركة فى التحالف حيث اجمعت هذه القيادات على دعمها اللامحدود للمرشح المستقل ابوفاطمة من اجل المزيد من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والعمل على محاربة الفقر وازالة الامية وتحقيق التنمية المتوازنة مابين الريف والمدينة والاهتمام بالتعليم وصحة المواطن والعمل على ايجاد الوظائف للخريجين واعادة الروح الى مشروع دلتا طوكر الزراعى اكبر المشاريع الزراعية بالولاية والذى تبلغ مساحتة قرابة ال406000 فدان ويعمل فيه قرابة ال1000 مزارع وظل هذا المشروع يعانى من الكثير من المشاكل اكبرها تأرجح ادارته مابين المركز والولاية منذ سنين الى جانب انتشار شجرة المسكيت والتى تغطى غالبية مساحة المشروع الى جانب تأخر صرف استحقاقات المعاشيين. وقال رئيس حزب الامة الفيدرالى بولاية البحر الاحمر عز الدين موسى جبريل ل«الصحافة»، منذ تعيين محمد طاهر ايلا واليا للبحر الاحمر ظلت المشاكل فى تزايد مستمر وتدنى مريع فى الخدمات وارتفاع معدلات العطالة واهمال المشاريع ذات الفائدة للمواطن وذات الجدوى الاقتصادية وبالرغم من كل هذه المشاكل ظللنا نقاتل من اجل تغيير هذا الواقع المرير والحل الوحيد هو مساندة المرشح ابوفاطمة حيث طرحنا هذا الامر الى قيادتنا وقاعدتنا فى آن واحد ووافقت بالاجماع على الوقوف خلف ابوفاطمة. اما الامين العام للحزب الاتحادى بالولاية ابراهيم ابوفاطمة اكد ل»الصحافة» ان تأييدهم ومساندتهم للمرشح ابوفاطمة لم تأت من فراغ لانه الاجدر والافضل لخوض هذه المعركة الشرسة، وانه ذو خبرات وتجارب سياسية سابقة، ونحن فى الحزب قررنا سحب مرشحنا الفريق شرطة متقاعد عثمان فقراى لمنصب الوالي من اجل الخوض بمرشح واحد واننا على ثقة كافية باكتساح الانتخابات القادمة ولدينا مايؤهلنا لذلك علما بان قواعد الحزب الاتحادى الاصل موجودة فى كافة محليات الولاية. من جانب اخر ظل المرشح المستقل شيبة ضرار يلتزم الصمت من بعد ترشحه لمنصب الوالي ويعد مناصريه بمفاجآت سارة باكتساح الانتخابات، الا انه اعلن فى خلال اليومين الماضيين تجميد ترشيحه ودعم ومساندة مرشح المؤتمر الوطنى محمد طاهر ايلا، وقد قوبلت هذه الخطوة بعدم ارتياح من قبل مناصريه الذين يعتبرون ايلا خصمهم اللدود، فى الوقت الذى اعتبر بعض المراقبين خطوة شيبة بالعادية وكانت متوقعة وظل شيبة يعمل بتنسيق غير معلن مع المؤتمر الوطنى منذ ما قبل ترشحه. ومن جانب اخر دشن حزب المؤتمر الوطنى بالولاية حملته الانتخابية باستاد بورتسودان وبحضور جماهيرى حاشد من قواعده من مختلف محليات الولاية الذين اتوا خصيصا لحضور هذه المناسبة، ووفقا لافادات الامين السياسى للمؤتمر الوطنى بالولاية محمد حامد ادريس ل«الصحافة» ان الحشد الجماهيرى لبداية الحملة الانتخابية لحزبه لم تشهده الولاية من قبل مما يؤكد ذلك علي قوة الحزب واقناعه للمواطنين وقد تجاوز الحضور الذى اكتظت به جنبات استاد بورتسودان الخمسةآلاف مواطن تدافعوا من كل حدب وصوب من اجل مشاهدة هذه الملحمة الوطنية التاريخية، واننا نؤكد بان حزب المؤتمر الوطنى مازال قويا وقادرا على الدفاع عن حقوق المواطنين وان هذا الحشد رد بليغ لكل المتشككين والمرجفين فى المدينة والذين يسعون من اجل تشويه صورة الحزب للرأي العام، وقال ان ردنا لهؤلاء ان صناديق الاقتراع هى الفيصل وستحدد من الاجدر بقيادة الولاية. وبالرغم من تطمينات الامين السياسى للمؤتمر الوطنى محمد حامد ادريس بتماسك حزبه الا ان الواقع يعكس خلاف ذلك، فقد ظل الحزب وطيلة الايام الماضية يشهد صراعات داخلية عنيفة دفعت العديد من القيادات النافذة والمؤثرة بالانسلاخ من المؤتمر الوطنى وانضمامها الى احزاب اخرى، أمثال رئيس المجلس التشريعى والامين العام للمؤتمر الوطنى السابق كجر على موسى الذى قام بتأسيس حزب جديد باسم «حزب الرحمن» شعارة لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانضم الى التحالف المعارض بقيادة ابو فاطمة، وايضا امين امانة العدل بالمؤتمر الوطنى بالولاية السابق أحمد اوسن الذى انضم الى مؤتمر البجا بصحبة وزير الشباب والرياضة بالولاية السابق طاهر أحمد موسى الذى انضم الى حزب مؤتمر البجا ورئيس قطاع حلايب بالمؤتمر الوطنى السابق عثمان الحسن اوكير الذى انضم الى الحزب الاتحادى الاصل وتم ترشيحه لدائرة حلايب القومية. ووفقا لافادات المراقبين للساحة السياسية بالولاية فان فرص فوز المؤتمر الوطنى فى الانتخابات القادمة تظل صعبة جدا فكل الدلائل والمؤشرات تؤكد على ذلك، وان موجة الانسلاخات الجماعية للعديد من القيادات المؤثرة والنافذة فى هذا التوقيت تحديدا، الى جانب اعلان قيادات ذات ثقل جماهيرى ستعمل ضد مرشح المؤتمر الوطنى لمنصب الوالى محمد طاهر ايلا، وعلى رأسهم عضو المكتب القيادى للحزب ومرشد الطريقة الختمية بشرق البلاد محمد سر الختم الميرغنى والذى اعلنها بصراحة بالعمل على اسقاط ايلا داخل اجتماعات الحزب بالخرطوم وكخطوة فعلية لما هدد به اعلن الميرغنى مساندته لمرشح التحالف المعارض عبدالله ابوفاطمة ووجه كافة محبيه ومريديه من اجل التصويت للمرشح ابوفاطمة. [email protected]