٭ هناك فرق بين الخبر والنبأ، فالخبر إنما يكون في الماضي ولكن النبأ يكون في المستقبل، وقديماً قالوا «أصبح خبراً بعد عين» بمعنى أصبح في الماضي بعد أن كان حاضراً تراه عياناً، أما النبأ فهو توقع أو تنبؤ بما سيحدث مستقبلاً، والمستقبل غيب، قال الشاعرك ما مضى فات والمومل غيب ولكن الساعة التي أنت فيها. ٭ إننا جميعا لا ريب دهشنا وأخذتنا الحيرة والعجب بما تفضل به علينا وعلى العالم أجمع الفتى الاسترالي الباسل السيد جوليان اسانغ صاحب موقع wikileakعلى الشبكة العنكوتية من أخبار، ويا لها من أخبار.! أخبار فضحت السياسة الأمريكية وكشفت مخبوءها وعرّت سودتها وعرضتها على الناس، لقد تبين مما نُشر من وثائق إن الإدارات الإمريكية المتعاقبة، قد حولت السفراء الإمريكان في كافة أنحاء المعمورة إلى جواسيس ومخبرين صغار ينقلون ما يدور في الحفلات ودعوات العشاء، فاحطت مهنة الدبلوماسية التي عرفها العالم منذ فجر التاريخ كأفضل وسيلة للتواصل بين الأمم. إن الفتى الاسترالى قد لطم الإدارة الإمريكية لطمة أدمت أنفها، فاسرعت تستنفر حلفاءها وخبراءها وازرعها ومخالبها التي تغطي وجه البسيطة للقضاء عليه ما هى إلا سويعات فقط إلا وكان في قبضة حليفتها الكبرى بريطانيا بينما حليفتها الأخرى السويد تنتظر في الصف لأخذ الثأر منه.. فيا لحظة التعس. ٭ وما إنكشف لنا، بفعل تسريت wikileaks عن بعض ساسة وقادة شرقنا العربي والإسلامي مشين، مشين، إنه يظهر بجلاء ان أولئك القادة الذين تسلموا القمة في بلادهم لا يكادون يفرقون بين العدو والصليح، ولله الأمر من قبل ومن بعد. ٭ إن بريطانيا العظمى التي يهيمون بها غراماً يتخذونها مستشاراً وحليفاً هى إحدى أعداء العالمين العربي والإسلامي، إن حقد بريطانيا الأعمى وكراهيتها للعرب لم تكن مستترة ولا مخبؤة عبر التاريخ ومنذ قيادة مليكها ريتشارد قلب الأسد لحملات أوربا الصليبية على بيت المقدس وإلى يوم الناس هذا. التاريخ يوثق ان بريطانيا هى التي حرضت شريف مكة علي خلع ولائه للخلافة الإسلامية بالاستانة في الحرب الكونية الأولى حين أوعزت له بوعد مكذوب إن العرب إذا نبذوا الخلافة وقاتلوا في صفوف تحالفهم ستكافأ دولهم بالاستقلال التام كما سيعهد للشريف وأبناءه أن يكونوا ملوكاً وأمراء في بلادهم، ولما وضعت الحرب أوزارها لم يقبض الشريف وأعوانه غير الريح، إن بريطانيا هى صويحبة وعد بلفور المشؤوم الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، والذي غرز دويلة إسرائيل خنجراً مسموماً في قلب الأمة العربية والإسلامية، إن بريطانيا هى التي ذودت مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي في النقب بالماء الثقيل، بعد أن أهدته فرنسا لإسرائيل، ليتمكن من إنتاج الرؤوس النووية ولتتربع إسرائيل مُرحباً بها كأحد الستة الكبار في النادي الذري. إن بريطانيا هى مصممة، ومنتجة، ومشرعة، قانون المناطق المقفولة أيام إحتلالها للسودان، بالشراكة مع مصر، فأقامت بذلك جداراً عازلاً بين الشمال والجنوب فوضعت بذلك اللبنات الأولي والأساس لانفصال الجنوب لاحقاً، إن بريطانيا بسياستها الإستعمارية الحاقدة هى المسؤول الأول عن تمزيق وحدة السودان وإنشطاره لدولتين في بواكير العام 1102م، بريطانيا هى توني بلير، أكذب سياسي في العصر الحديث. فهو صاحب فرية إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وهو حليف جورج بوش سفاح العراق وصديقه ورفيق سلاحه في حملة تدمير العراق وإعادته لما قبل الثورة الصناعية، ورفيق سلاحه في الحملة على أفغانستان، البلد المسلم المعذب الذي هرب من هجير الرؤوس، ليقع في جحيم بوش وبلير وأعجب الأعاجيب المذهلة حقاً إن السفاح توني بلير عندما ضاقت به الجزيرة البريطانية بما رحبت، حين أشعل البريطانيون الأحرار في وجهه النار جراء أشتراكه في تدمير العراق، كافأه صديقه السفاح بوش بأن عينه مندوب الأممالمتحدة في ما اسموه الرباعية الخاصة بفلسطين، وقبلت الدول العربية والجامعة العربية ذلك التعين وهو الرجل نفسه الوالغ في دماء العراقيين، هذا السفاح المثقل بدماء الأطفال والنساء، لم يحتجوا ولم يرفضوه، يجتمعوا معه ويصافحونه وكأنه لم يرتكب جرماً وكأنه لم يهدد يوماً بضرب العراق بقنبلة ذرية تكتيكية لينهي اسطورة أسلحة الدمار الشامل، وحين زار توني بلير مندوب الرباعية غزة بعد أن دمرتها إسرائيل، طلب من البحرية الفرنسية أن تسيّر دوريات بحرية على طول شواطيء غزة ولتفتش السفن والزوارق حتى لا يصل سلاح لغزة. ٭ ولقد كشفت تسريبات wikileaks أيضاً ان قادة عرباً مسلمين كبار اسدوا النصيحة والمشورة لحليفتهم أمريكا وأشاروا عليها أن تعجل بضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل أن تتمكن من إكمال مشروعها النووي وقبل أن يستفحل خطرها، ويصعب كبحها، لقد قالوا للحيف الأمريكي إن الخطر الأكبر والحقيقي على المنطقة وعلى الأمن والسلم الدوليين هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية وليس إسرائيل التي في حوزتها مائة وثمانية وثمانين رأ ساً نووياً معّداً للإنطلاق بحسب شهادة الرئيس الأمريكي الأسبق السيد جيمي كارتر، إن العدو الحقيقي هو إسرائيل وهو تحت أرنبة انوفهم، ولكنهم لا يروه، لأن أنظارهم مشدودة فقط نحو الجمهورية الإسلامية الأيرانية الجارة المسلمة المجاهرة بالوقوف مع الحق العربي الفلسطيني والمستعدة للدفاع عن ذلك الحق بالناب والمخلب، صارت عند هؤلاء هى العدو الذي يحذرونه والتي من أجلها يدفعون للحليف الأمريكي مقدماً سبعة وتسعين بليوناً من الدولار ثمناً لاسلحة تُسلم لهم خلال خمسة سنوات وبشرط أن لا يستخدم ذلك السلاح ضد إسرائيل! سبعة وتسعين بليوناً لتبقى المصانع الأمريكية تدور والمهندسون والعمال الأمريكا يعملون وليزداد الرفاه على الشعب الأمريكي بينما نسبة العاطلين في العالم العربي بحسب تقرير منظمة العمل الدولية في العام 3002م هو 2ر21% وتزيد سنوياً 3%. وتتنبأ منظمة العمل الدولية ان يبلغ عدد العاطلين في العالم العربي عام 0102 م خمسة وعشرين مليوناً- علماً بأن 06% من سكان العالم العربي دون سن الخامسة وعشرين عاماً. تُرى ماذا كان سيكون شكل العالم العربي لو صرفت تلك السبعة وتسعين بليوناً فيه؟ «إعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير».