بمشاركة أكثر من عشرين دولة، شهد رئيس الجمهورية عمر البشير بقاعة الصداقة بالخرطوم أمس، إفتتاح لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الافريقية «السيسا» للقمة المصغرة حول الاوضاع الأمنية في الصومال، والتي خصصت لمناقشة الاوضاع الامنية في الصومال وتقديم الحلول اللازمة للخروج من الازمة الراهنة، ويشارك في القمة فليب اوبارا رئيس جهاز «السيسا» مدير جهاز الامن البرازفيلي. وقد ثمن المتحدثون في الجلسة الافتتاحية الدور الذي يطلع به «السيسا» في تحقيق الأمن والاستقرار في القارة الأفريقيه، وأهميته في تزويد مفوضية السلم والأمن الافريقي بالمعلومات لمواجهة القضايا الافريقية المختلفة، مشيرين الى التحديات التي تواجه القارة الافريقية من حروب وازمات وتدخلات خارجيه تهدف الى زعزعة استقرار القارة وأمنها. رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، الذي شرف الجلسة الافتتاحية، أثنى في كلمته على انعقاد قمة «السيسا» حول الوضع الامني في الصومال بالخرطوم، وقال إن الامن الافريقي في ظل المتغيرات الدولية الراهنة يستوجب مثل هذه اللقاء، ويستلزم دول القارة مواجهة هذه التحديات الماثلة، مشيداً بدور «السيسا» في تحقيق الأمن والاستقرار في القارة الافريقية، وادارة جذور الازمات التي تعصف بافريقيا، واضاف «نتابع الجهود التي تبذلها «السيسا» نحو المخاطر التي تتناوش افريقيا خاصة في وقف الحروب ومحاربة مثيري الفتن» وأكد رغبة الحكومة السودانية الجادة ومسعاها الحثيث لتحقيق الامن في افريقيا، وإنهاء كافة الصراعات التي تؤثر على استقرار الدول، وتعزيز العلاقات بدول الجوار، مضيفاً «ان جهودنا مستمرة مع كل دول الاقليم حتى تنعم بالأمن والاستقرار، وقال البشير، رغم التحديات التي يمر بها السودان ومحاولات خلق التوترات لن يتخلى عن جهوده ومساعيه الايجابية، التي اثمرت في توقيع اتفاقية السلام الشامل 2005م، واضاف «رغم العقبات التي تضعها الدوائر لعرقلة الاستقرار سنكمل سلام دارفور مع كافة الشركاء، مشيدا في ذلك بقوات «اليوناميد» وقال انها أثبتت ان الافارقه قادرون على حل قضاياهم بأنفسهم، داعياً «السيسا» للاسهام والتعاون مع مفوضية السلم بمدها بالمعلومات ومعاونتها في وضع السياسات لحل القضايا، والعمل على وحدة الصف الافريقي، مشيرا الى ان الاوضاع الأمنية في الصومال أضحت امراً مزعجاً ومؤرقاً، لما يمثله من أهمية للقرن الافريقي والتجارة العالمية، وقال ان السودان ظل مهموماً بأمن الصومال لأن امنها من الأمن الافريقي، واضاف انه يتطلب جهداً افريقياً خالصاً عبر منظمتهم لتعيد الأمن والاستقرار للصومال وتوقف الحرب والاقتتال وحقن الدماء، ووصف حرص قادة الاجهزة الامنية الافريقية بالمشاركة في المؤتمر بأنه يتجاوب مع تطلعات الشعب الصومالي، وقال ان الوضع في الصومال يتطلب تفكيراً وعملاً دؤوباً. مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني محمد عطا فضل المولى، قال في كلمته ان الخرطوم تستعد لاحتضان هذه القمة وهي تتهيأ للاحتفال بعيد الاستقلال الذي جاء باكراً نسبياً، ولم تبخل حينها بل مدت يد العون لإفريقيا لدحر الاستعمار، مشيرا الى ان الخرطوم الآن تتهيأ كذلك للوفاء بآخر استحقاقات اتفاقية السلام الشامل الموقعة مع الحركة الشعبية في العام 2005م، وقال عطا، ان اجتماع لجنة «السيسا» هذا يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التخصصية السابقة والناجحة لمناقشة وتوحيد الرؤى حول القضايا التي تهدد افريقيا، ومنها مؤتمر «السيسا» في اديس ابابا العام 2006، الذي ناقش المهددات الامنية في افريقيا، ومؤتمر كيجالي2004م، ومؤتمر الخرطوم الذي ناقش موضوع المحكمة الجنائية الدولية، ومؤتمر انقولا 2009م الذي تناول وحدة واستقرار القارة الافريقية، مشيرا الى ان هذا الاجتماع يأتي حول الاوضاع في الصومال، وقال عطا ان القارة الافريقية عانت في تاريخها الطويل من قوى الاستعمار التي استنزفت مواردها واستعمرت شعوبها وعمدت لزرع الفتن، وقال ان مايجري في السودان خير دليل على ذلك، مضيفاً «ان كان المستعمر يسعى للتمهيد للعودة بزرع الفتن بين الافارقة نقول لهم هيهات، لأن هنا في افريقيا وعي جديد وارادة جديدة تتكسر عندها المؤامرات» واشار الى انهم ظلوا يراقبون عن كثب الصراع في الصومال مما يحتم على الحكومات الافريقية والمنظمات الاقليمية تجديد دعمها للحكومة الصومالية وبناء القدرات وتشجيع المؤسسات في الصومال، ودعا عطا، للتعاون والعمل المشترك للوحدة بين الصوماليين. وابدى عطا، اعتزاز السودان بدوره في تعزيز الأمن والسلم الافريقي، وقال ان هذا الاجتماع يأتي والسودان يحتفل بعام السلم والأمن الافريقي، وان الرئيس البشير كون لجنة له ستستمر احتفالاتها الى نهاية العام، وقال انهم ظلوا يعملون على اطفاء النيران بالحوار والتوافق، مشيرا الى الدعم الذي قدمه السودان ليوغندا لدحر جيش الرب، وكذلك مع تشاد في تفكيك المعارضة التشادية حتى تنعم تشاد بالامن والاستقرار، واثنى على اهتمام رئيس الجمهورية ودعمه «للسيسا» الذي قال انه ليس بجديد، وقال ان «السيسا» الآن شبت عن طوقها واصبحت راسخة لمد مجلس السلم والامن الافريقي بالمعلومات مما يمكنه من القيام بعمله في القضايا الافريقية، مشيرا الى ان هذا الاجتماع يبحث واحده من أهم واعقد قضايا الاقليم، واضاف «سنبلغ اهدافنا من هذه القمة بالصبر، ونؤكد للعالم بأننا قادرون على ادارة بيتنا ولننافس على ريادة العالم، تلك الادارة في الشأن السياسي بوعينا بقضايا وحدة افريقيا، والريادة كذلك التي ظهرت في الشأن الاجتماعي والرياضي». من ناحيته عبر رئيس «السيسا» فليب أوبارا، مدير جهاز الأمن البرازفيلي، عن عميق تقديره للحكومة السودانية لإستقبالها وضيافتها للقمة المصغرة حول الوضع الامني في الصومال، وقال ان مشاركة البشير تعكس اهتمامه الذي يوليه للوضع المتدهور الذي تعاني منه الصومال، وكذلك الوجود الكثيف للسادة مديري المخابرات في شرق افريقيا ومساهماتهم التي بعثوا بها لبحث الازمة في الصومال، وقال ان الاجتماع السابق «للسيسا» التي انعقد في برازفيل اتخذ اجراءات في البيان الذي قدمه مدير الجهاز الصومالي حول الوضع الامني في بلاده، وان هذه القمة سوف تدرس رئاسة السيسا الحالية عن بحث صريح للتحديات الامنية الافريقية وتدعيم مجهودات الاتحاد الافريقي، واضاف «هذه القمة الافريقية تنعقد في اطار التحديات التي تواجهنا، في الكنغو وغينيا والوضع المتدهور في ساحل العاج الذي يمكن ان يؤثر على الانتخابات المقبلة في بعض الدول الافريقية، وقال فليب، ان افريقيا تواجه تدخلاً خارجياً غير مقبول يهدف الى تهديد الاستقرار في عدد من الدول، واضاف «ان ما يجمعنا اليوم هو الصومال، وارجو ان تناقشوا بصراحة وعمق ما يمكن ان يؤدي الى حلول يمكن ان تخرج الصومال من أزمته».
