الحقيقة والنصيحة (لي الله) وبكل أمانة، حكاية لحسة الكوع هذه التي ظلت تتردد باستمرار عند كل منحنى ومحك وطني، حكاية صعبة للغاية، بل هي من المستحيلات التي يمكن إضافتها بإرتياح للغول والعنقاء والخل الوفي، فلا أحد مهما فعل ومهما أجرى من محاولات يستطيع أن (يلحس كوعه) أو على رواية (إخواتنا) المصريين أن يرى (حلمة ودانه) فكلاهما في الاستحالة سواء، وقمة التحدي أن تقول لمن تتحداه انك لن تنال كذا إلا إذا استطعت أن (تلحس كوعك)، وهيهات، إلى أن (تتلحس) أنت سيبقى (كوعك) بعيداً وفي مأمن من اللحس، وقد حقّ لمن يتباهون بهذه العبارة أن يطلقوها بقوة كلما عنّ لهم ما يستدعيها، فالحق يُقال أن إزاحة (الإنقاذ) أو اسقاطها يبدو حتى الآن أمراً عصي المنال وبعيد التحقق على الأقل في المدى المنظور وذلك رغم علاتها وعللها وضعفها البائن، فالانقاذ تستمد قوتها من ضعف الآخرين، وهي بهذا المقياس أقوى الضعفاء، وستظل كذلك طالما أن خصومها ومعارضيها ظلوا على ضعفهم الذي جعلها سيدة قومها الضعفاء، وتلك هي واحدة من أقوى النقائص التي تقعد بالشعوب والأوطان، فالقادة الضعفاء هم أولئك الذين يتسيدون شعباً ضعيفاً، فقوة الحكم من قوة الشعوب والعكس صحيح، هكذا تقول عبر التاريخ، ولهذا لن يكون الاستئساد على الضعفاء أمراً جالباً للفخر والتباهي بقدر ما أنه يدعو للحزن والأسى.. أما حكاية (العياط والكواريك)، فتلك حكاية فيها قولان، فالكل بلا استثناء ظل (يعيّط ويكورك)، فالشعب يعيط ويكورك من الغلاء وتردي الخدمات والمعيشة التي أصبحت جحيماً لا يطاق، والمعارضة تعيط وتكورك من تهميشها والزراية بها والتضييق عليها وكأنها تنتظر أن تأتيها استحقاقاتها التي تتباكى عليها تفضلاً ومنّة ومكرمة من الحكومة، والحكومة وحزبها لم يكفا عن العياط والكواريك (أرورووووك البلد مستهدفة، واك ويك الطابور الخامس يتربص، وهلمجرا من عياط وكواريك)، الكل يعيط، ولكن كل واحد يعيط على ليلاه، فالعياط خشوم بيوت، ولكن إذا وجدنا العذر للشعب والمعارضة في عياطهم وكواريكهم، فمن أين لنا بعذر يبرر عياط الحكومة، أليست هي من بيدها كل شيء، فلماذا إذن تعيط مع العايطين، تفعل الشيء وعندما يضر بها وبشعبها تبادر هي بالعياط، هذا السؤال أجاب عليه استاذ جامعي يحمل درجة الدكتوراة في الآثار، فقال ان عياط الحكومة مثل عياط الصقور، وبالمناسبة الاسم العربي الفصيح لصوت الصقر هو (الغقنقة)، وهذا لعناية العرب المستعربة، وصوت النسر يسمى (زعاق أو صفير)، والنعامة (زمار)، والعقرب (صيء)، وابن آوي (وعوعة)، والنمر (خرخرة)، والفيل (نهيم أو صبيء)... ما علينا وإنما على العرب المستعربة (تحسين لغتهم) حتى لا يطعن أحد في عروبتهم الخالصة، نعود لعياط الصقور فنقول إن الاستاذ الذي شبّه عياط الحكومة بعياط الصقور شرح وجه الشبه بينهما في أن الصقور عندما تختصم على شيء ما وتتصارع عليه ويتمكن أحدها من صرع الآخر وبعد أن يجثم على ظهره فهو على غير المعتاد الذي يصرخ ويعيط أو بالأصح (يغقنق)، وهذا بالضبط ما تفعله الحكومة (تغقنق) و(تنقنق) علي ما كسبت يداها وجرّته أفعالها وسياساتها، هذه الإجابة لم تشف غليل السؤال الذي مازال منتصباً ولماذا (تغقنق) الحكومة كل مرة وهي تثق في أن لا أحد يستطيع أن يطالها إلا إذا طال كوعه ولحسه....