٭ قامت وزارة الاستعلامات والعمل بإدخال التلفزيون في السودان في اوائل الستينات من القرن الماضي عندما كانت الوزارة تحت قيادة الوزير اللواء محمد طلعت فريد ومدير الوزارة الاستاذ محمد عامر بشير (فوراوي) ولم يكن البث التلفزيوني يتجاوز حدود العاصمة المثلثة وكان يقوم بالعمل الفني في التلفزيون والاذاعة المهندسون والفنيون التابعون لمصلحة البريد والبرق والهاتف التابعة لوزارة المواصلات. وفي اوائل السبعينات رأت وزارة المواصلات- وزارة النقل والمواصلات فيما بعد- ان تقوم بتحسين خدمات الاتصال وقد بنت خطتها على محاور ثلاثة: - المحور الاول يعني بترقية وسائل الاتصال داخل المدن بتحديث الكبانيات وقد تم ذلك في الكثير من المدن. - المحور الثاني: هو تسهيل الاتصال بالخارج وقد تم ذلك بافتتاح محطة ام حراز للاتصالات عبر القمر الصناعي فوق المحيط الاطلنطي انتلسات في يوم 52/11/7791 وقد صادف ذلك يوم الاحتفال بليلة القدر وقد كان السودان من اوائل الدول العربية التي اقامت مثل هذا المشروع. - أما المحور الثالث فكان يهدف لربط مدن السودان بعضها ببعض عن طريق سبل الاتصالات الحديثة وقد عمدت وزارة المواصلات الى استخدام التقنيات وهى نظم المايكرويف وقد ربط العاصمة بمدني وسنار وكوستي والابيض والقضارف وكسلا وعطبرة وبورتسودان وقد وفرت شبكات المايكرويف الاتصال الآلي المباشر STD وخدمات البرق والتلكس بين تلك المدن وقد كان لامتداد المايكرويف الفضل في ان يخرج البث التلفزيوني من حيزه الضيق في العاصمة المثلثة ليغطي وسط وشرق السودان وقد تم في يوم السبت الموافق 03/21/2791 افتتاح اول محطة تلفزيون خارج العاصمة من مدينة ود مدني وبحضور الرئيس جعفر نميري وبصحبته ضيف البلاد السيد عبود جومبي نائب الرئيس التنزاني وقد خاطب الحفل وزير الثقافة والاعلام العميد عمر الحاج موسى بخطبة شهيرة قام فيها بسياحة ادبية رائعة شملت معالم الجزيرة ورموزها وشيوخها وقبابها- وقد تم بعد ذلك افتتاح ثاني محطة تلفزيون خارج العاصمة في مدينة عطبرة عاصمة الحديد والنار. وجدير بالذكر ان تقنية المايكرويف تعتمد على ارسال إشارات لاسلكية تنتقل بين هوائيات في شكل صحون متقابلة تواجه بعضها البعض دون ان يكون بينها أى حواجز ولابد ان تقوي الاشارات اللاسلكية المرسلة بواسطة محطات تقوية بعد كل مسافة حوالي الخمسين كيلومتر وقد كانت تقنية المايكرويف مع تقنية الألياف الضوئية هو اخر ما توصلت اليه تقنية الاتصال في ذلك الوقت وقد كان واضحاً لوزارة النقل والمواصلات ان تغطية أجزاء السودان بشبكات المايكرويف أمر يصعب تنفيذه ليس بسبب ارتفاع التكلفة فحسب بل لكثرة محطات التقوية المطلوبة وضرورة صيانتها وتوفير الطاقة الكهربائية لتشغيلها ، وعليه بدأت وزارة النقل والمواصلات في البحث عن وسيلة معتمدة وغير باهظة التكاليف لتأمين الاتصالات في بقية أجزاء القطر كبديل لتقنية المايكرويف وهنا برزت فكرة استئجار جزء من القمر الصناعي العالمي التابع لمنظمة انتلسات واستخدام هذا الجزء المستأجر بواسطة محطات ارضية قليلة التكاليف نسبياً وهوائيات صغيرة وقد تم تصميم مشروع سودسات على اساس توفير خدمات الهاتف والبرق والتلكس وخدمات التلفزيون لكل المدن الكبيرة التي لا تغطيها شبكات المايكرويف وعددها «13» مدينة بجانب الخرطوم وهى جوبا، ملكال، واو، رومبيك، دنقلا، كريمة، حلفا، نيالا، الفاشر، الجنينة، كادوقلي، الدمازين. وقد زودت هذه المدن بأجهزة استقبال الارسال التلفريوني ما عدا الخرطوموجوبا اللتين زودتا بأجهزة الارسال والاستقبال معاً. وقد تم افتتاح اول محطة تلفزيونية في مشروع سودسات في عيد العلم من مدينة نيالا يوم الخميس 42/2/7791م وقد خاطب حفل الافتتاح من الخرطوم النائب الاول لرئيس الجمهورية اللواء محمد الباقر أحمد- وقد تم افتتاح ثاني محطة في هذا المشروع في عيد الوحدة بين مدينة جوبا في يوم 3/3/7791م وقد خاطب الامة السودانية من جوبا الرئيس جعفر محمد نميري وبعد ذلك توالت الافتتاحات في بقية المدن وبذلك صار السودان ثالث دولة في العالم بعد الهند والجزائر تستعمل هذه الطريقة في الاتصال. وجدير بالذكر ان توفير خدمات التلفزيون سبق توفير خدمات الكهرباء في بعض المدن. ٭ وقد قامت وزارة النقل والمواصلات في عهد مايو بتحقيق كل تلك الانجازات تحت اشراف المهندسين والفنيين والمقتدرين ذوي الكفاءة العالية من المؤسسة العامة للمواصلات السلكية واللاسلكية وعلى رأسهم المهندس مصطفى عوض علام والمهندسين حسن حدربي/ عبد الله سراج الدين/ مامون زين العابدين/ ادريس يوسف/ محمد عثمان عبد الغفار/ والمهندس صفوت واني لارجو بمناسبة احتفالات البلاد بالعيد الخميس للتلفزيون أن يتم تكريم هؤلاء الاخوة لدورهم المتميز الذي قاموا به لتشمل التغطية التلفزيونية جميع أجزاء السودان. * وزير النقل والمواصلات الاسبق «1971-1977»