بدأت امس عمليات نقل كبيرة لمعدات اجراء الاستفتاء «صناديق وبطاقات الاقتراع» لجميع المدن والقرى في ولايات الجنوب العشر، على متن الطائرات والسيارات وحتى الدواب في بعض المناطق الوعرة. وشهدت مدينة جوبا امس عرضا عسكريا لقوات الشرطة المكلفة بتأمين العملية، وتعهدت وزارة الداخلية في الجنوب بردع أية جهة تخطط لزعزعة الأمن، واضافت ان الشرطة ستبدأ انتشارا مكثفا منذ اليوم وحتى الفراغ من عملية الاستفتاء. وعمدت مفوضية الاستفتاء الى نقل المعدات مبكرا عن الوقت المحدد للاقتراع المقرر في التاسع من يناير، وهو قبل ثلاثة ايام من العملية، وذلك للتغلب على صعوبات لوجستية وأمنية، بجانب ظروف الطبيعة ورداءة الطرق في بعض المناطق. وفي الاثناء، تبدت مخاوف في جوبا من تعطل عملية الاستفتاء بسبب انتشار وباء الحمى الصفراء الذي انتقل من يوغندا. واكد رئيس مكتب مفوضية الاستفتاء بجوبا شان ريدج، شروع ادارة العمليات بمكتب جوبا فى ارسال بطاقات الاقتراع لكافة الولاياتالجنوبية. وقال ل«الصحافة»،ان هناك طائرات عمودية تتبع للامم المتحدة تساعد فى نقل البطاقات للمناطق النائية، فضلا عن استخدام السيارات والدواب للتغلب على بعض الصعوبات بسبب الامطار، لافتا الى ان عملية التأمين من صميم حكومة الجنوب التى تعمل على ذلك. واشار الى انه بحلول التاسع من يناير ستكون جميع مراكز الاقتراع جاهزة لاستقبال الناخبين مهما كانت فى المناطق النائية. وستبدأ المفوضية في توزيع البطاقات والصناديق بالولايات الشمالية بعد غد الاثنين. وعلمت «الصحافة» من مصدر مطلع بالمفوضية، انها تعمل على ترحيل البطاقات بواسطة مروحيات تتبع للامم المتحدة، ونقلها بشكل مباشر لبعض المراكز التى تقع فى المناطق النائية للتغلب على ضيق الوقت والمشاكل اللوجستية والامنية في مناطق جونقلي والاستوائية. واستبعد المصدر، وجود مهددات امنية من جيش الرب فى مناطق الاستوائية، نسبة لاعتماد المليشيا اليوغندية على شن عمليات متفرقة اشبه بحرب العصابات للحصول على المؤن والعتاد، نافيا ان تكون مراكز الاقتراع هدفا لها. واشار المصدر الى ان اكثر الاشياء التى تقلق المفوضية هى معيقات بسبب الامطار والسيول، خاصة فى مناطق جونقلي، وقال ان حكومة الجنوب «احكمت السيطرة على كل المداخل والمخارج، ولديها تقارير ميدانية تؤكد هدوء الاحوال الامنية». وقال ان بعض الاشارات المطمئنة بدرت من بعض المسؤولين من السلطات بسيطرتها على الاوضاع خاصة فى غرب بحر الغزال والاستوائية. من جانبه،حذر وزير داخلية الجنوب قير شوانق، اي شخص او جهة تفكر في تخريب عملية الاستفتاء، وقال ل«الصحافة»ان قوات الشرطة ستردع كل من يحاول زعزعة الامن. واستعرضت قوات الشرطة في جوبا قواتها وآلياتها، وافاد وزير الداخلية بان هذه القوات ستبدأ الانتشار منذ الساعة الثانية عشرة من صباح اليوم وحتى الفراغ من الاستفتاء. في سياق متصل، رصد ائتلاف «مراقبون بلا حدود» قيام مفوضية استفتاء جنوب السودان بعملية تصحيح لأسماء ما يزيد عن 6 آلاف ناخب داخل مراكز التسجيل. ورصد «مراقبون بلا حدود» موافقة مفوضية الاستفتاء على السماح بوجود 3 مراقبين للمؤتمر الوطني ومثلهم للحركة الشعبية داخل كل محطة اقتراع، بجانب 3 سلاطين للتعرف على الناخبين. الى ذلك، تخوفت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية، من أن أغلب الجنود بالجنوب لا يزالون مسلحين، ما يشكل تهديدا للاستفتاء، خاصة ان بعضهم تربى وهو في أرض المعركة. وقال رئيس مفوضية نزع السلاح والتسريح واعادة الدمج بالجنوب وليم دينق، انه منذ بدأ برنامج التسريح واعادة الادماج فى السودان، قبل حوالى أربع سنوات، فان حوالى 400 جندى فقط هم من أكمل الرحلة، وتم اعادة ادماجهم فى الحياة المدنية، وهو ما يمثل أقل من 1% من العدد المتفق عليه. وسرح 10 آلاف جندى فقط في الجنوب، و20 ألفا فى الشمال، بحسب ما يشير دينق للصحيفة. وقالت الأممالمتحدة، ان أكثر من 100 ألف جنوبي عادوا من الشمال الى الجنوب خلال الشهرين الماضيين. وتوقعت أن يعود المزيد من الجنوبيين خلال الأيام المقبلة. ويقول عادل محجوب ، موفد بي بي سي الى الجنوب، ان الأجواء في مدينة جوبا مهيأة للانفصال، حيث يتحدث الجميع عن قرب تحقيق «الاستقلال». واشار الى مخاوف في جوبا من انتشار وباء الحمى الصفراء الذي انتقل من يوغندا المجاورة، وأضاف ان الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية تعملان على ألا يؤثر هذا الوباء على سير عمليات الاستفتاء المرتقبة.