تشرفت بالمشاركة في الندوة التي أقامتها جمعية الصحافيين السودانيين في المملكة العربية السعودية بفندق القصر الأبيض بالرياض تحت عنوان : (الدور الوطني للإعلام في مرحلة الانتخابات المصيرية) التي تحدث فيها الخبيران الإعلاميان الدكتور/ صلاح محي الدين والدكتور/ عثمان أبو زيد المستشار الإعلامي لرابطة العالم الإسلامي ورئيس تحرير مجلة الرابطة، حيث تناول الدكتور صلاح محي الدين الدور السالب للميديا الغربية المتربصة بالسودان وأهله والتي أججت الصراع في دارفور بشكل غير مسبوق في محاولة للسيطرة على خيرات البلاد في حين تطرق الدكتور/ عثمان أبو زيد لأهمية الإعلام في بسط المعرفة وترسيخ مفاهيم الحوار وقبول الآخر ونبذ أشكال العنف منادياً بضرورة التدريب والتأهيل والارتقاء بالقواعد المهنية للإعلام . وقد وضعت المفوضية القومية للانتخابات قواعد وضوابط للسلوك المهني لأجهزة الإعلام والصحافة خلال الانتخابات تؤمن على القواعد المهنية والأخلاقية والسلوكية التي تلتزم بها أجهزة الإعلام الرسمية وغير الرسمية فضلاً عن الصحافة المطبوعة عند القيام بتغطية الأنشطة المتعلقة بالانتخابات وبنشاطات الأحزاب المشاركة فيها وحملاتها الانتخابية لجمهور الناخبين، وفق قانون الانتخابات والذي أجمعت عليه القوى السياسية خاصة فيما يتعلق بكفالة حقوق المرشحين، في استخدام جميع وسائل الاتصال الإعلامية بكافة أشكالها والاستفادة منها لأغراض الحملة الانتخابية وغيرها من واجبات الاتزان والحيادية للأجهزة الإعلامية ودورها في تثقيف الناخبين وتخصيص وقت البث للأحزاب والمرشحين وضمان الممارسة المهنية وفق معايير أساسية عادلة ومتوازنة . . ومع استناد نصوص القانون إلى مجموعة من القيم والمعايير المهنية إلا أن التقييم لدور الأجهزة الإعلامية سيكون مثار جدل وتجاذب كبير بين القوى السياسية فمهما بلغت الصياغة الخبرية من حيادية ومهنية وتوازن إلا أن بث الصورة في الفضائيات سيكسر حاجز التوازن وربما يوحي للناخبين بأكثر مما يسطره محررو نشرات الأخبار وقُراء التقارير الصحافية من صياغات عالية المهنية، وهنا تدخل مزاجية الجمهور في تلقي الرسالة وتحديد مدى تقبله للمرشحين وتفاعله لتعزيز شعبيتهم . . ولهذا كان العسكر أكثر كاريزما لدى الشعب السوداني لتجسيدهم للبطولة والشجاعة ونبل الفرسان بخلاف ما يعكسه المثقفون للعامة من خطاب الأبراج العاجية وما يتضمنه رؤى فكرية وفلسفية عميقة . ولعل مزاجية الشعب السوداني التواقة لمعاني الرجولة والشهامة والإقدام هي التي أكسبت الرئيس السابق جعفر نميري يرحمه الله كاريزما شعبية منقطعة النظير في بداية عهده وقد كانت بزته العسكرية وتشميره عن سواعده وإظهاره لقدر من الفتوة وخفة الحركة مع البنية الجسمية الرياضية تأثير بالغ في النفوس خاصة عند النساء حتى كُني «بأبي عاج» ولهذا ربما تكون الصورة أصدق أنباء من الخطب .