٭ أو بالأحرى، مجلس المؤتمر (الوطني).. (الوطني).. ٭ فحاله يمكن تشبيهه بمفردتين من مفردات جدنا عويس الشهيرة اللتين أشرنا إليهما من قبل.. ٭ والمفردتان هاتان هما: (فِرفِر) و(فَرفَرة).. ٭ وأما (الفرفرة) معروفة.. ٭ وأما (الفِرفِر) فهو المسدس حسب لهجة أهل الصعيد بشمال الوادي.. ٭ فمجلسنا المسكين هذا (قدرما يفرفر يفرفر) - بإسلوب جدنا عويس - يُضطَّر إلى أن (ينكتم) أخيراً حين يُصوَّب نحو رأسه (الفرفر) الحكومي.. ٭ فهو من الحكومة وإليها.. ٭ أو؛ (مِنُّو لُو) حسبما يُوصف لا مؤاخذة دود المِش (القديم).. ٭ وآخر (فرفرة) من تلقاء المجلس كانت قبل يومين بسبب ديوان الزكاة.. ٭ أي نعم؛ ديوان الزكاة.... (تخيّل؟!).. ٭ وحقّ لكم أن تصيحوا بعد معرفة أسباب (الفرفرة) - : (حتى أنت يا ديوان؟!... يا بتاع الشريعة؟!).. ٭ فقد ذُهِل نواب المجلس كما تُذهلون أنتم الآن حين رأوا أمامهم تقريراً يتحدث عن تجاوزات (مخيفة!!) في ديوان الزكاة بلغت (138.887.59) من الجنيهات (الجديدة!!).. ٭ تجاوزات في المصارف (الشرعية!!) الموحدة للديوان المناط به الصرف على الفقراء والمساكين والغارمين.. ٭ ويبدو أن (العاملين عليها!!) حسب التقرير المذكور يستأثر نفرٌ منهم بالنصيب الأكبر مما (يجمعه!!) ديوانهم عوضاً عن الذين هم (أحق!!) بمال الله هذا.. ٭ ونقول (يبدو) ولا نتهم أحداً بما أن التقرير أشار إلى (تجاوزات!!) هي ليست بالتأكيد بفعل فاعل (خارجي!!).. ٭ ونحن إذ نشير إلى ذلك فإنما نتحسب ل (جرجرةٍ) من تلقاء الديوان لنا نحو ساحات المحاكم بدلاً من أن (يجرجر) الذين كانوا السبب في هذه التجاوزات.. ٭ الذين كانوا السبب في أن (يفرفر) هذه الأيام نوَّابٌ بالمجلس الوطني.. ٭ وكانوا السبب كذلك في أن (نفرفر) نحن.. ٭ ومن قبل حين أُتهم عبد الله بن عباس بتجاوزات في بيت مال المسلمين إبان ولايته على البصرة لم يدرأ عنه المساءلة لكونه حبر الأمة وإمام المفسرين وترجمان القرآن وصحابياً جليلاً.. ٭ لم تدرأ عنه الاعتبارات (الدينية!!) هذه كلها المساءلة من تلقاء خليفة المسلمين آنذاك علي بن أبي طالب.. ٭ ثم لم يستنكف ابن عباس أن يرد على مساءلة أمير المؤمنين هذه دفاعاً عن نفسه في وجه الاتهامات تلك.. ٭ ولكن بعض رافعي (شعارات الدين!!) في زماننا هذا يستنكفون.. ٭ يستنكفون مساءلة لهم في تجاوزات مالية.. ٭ ويستنكفون كذلك أن يردوا على التساؤلات هذه.. ٭ يفعلون ذلك رغم أنهم دون ابن عباس علماً وفقهاً وورعاً وتقوى.. ٭ وللسبب هذا فعبثاً (يفرفر) نواب المجلس الوطني إزاء تجاوزات من تلقاء جهات ترفع شعارات الدين.. ٭ فحيثما تلفت فثمّ جهات ترفع الشعارات هذه وليس ديوان الزكاة وحده في زمان يُقال لنا فيه: (لا بديل لشرع الله).. ٭ ولكن الجهات هذه حسب تقرير المراجع العام (تبتلع) في جوفها مبالغ مهولة من (مال المسلمين!!) ولا يُقال لها: (عيب كده، نحنا بتاعين الشريعة).. ٭ وكأنما الشريعة هذه عند هؤلاء هي فقط جلد الفتيات بسياط العنج حتى يُثير صراخهن (ضحك الجالدين!!).. ٭ ولو كان هذا هو (سقف) شريعة الله لما قال نبيُّنا الكريم من قبل: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق).. ٭ فعبثاً إذاً (يفرفر) نواب المجلس، ثم يصمتون حين يُصوَّب نحو رؤوسهم (الفرفر).. ٭ فالتجاوزات ليست مشكلة (كبيرة!!) في ذاتها لدى (المصوّبين) هؤلاء.. ٭ وإنما المشكلة هي في فضح (المتجاوزين!!).. ٭ سيما إذا كان (المتجاوِزون) هؤلاء يتبعون لجهة تقول إنها (قيِّمة) على المصارف (الشرعية!!) للزكاة.. ٭ ثم لا يجد الفقراء والمساكين والغارمون ما أوصت (الشريعة!!) بصرفه عليهم.. ٭ لا يجدون إلا ما سمَّاه التقرير المذكور (انخفاض نسبة التوزيع لمصرف الفقراء والمساكين).. ٭ أي لا يجدون - باختصار - إلا (الفتات).. ٭ فالديوان فيما يبدو أولى بلحم (تور»هم»!!).. ٭ وبما أنه أي الديوان هذا هو مثل المجلس تماماً من الحكومة وإليها فهو أيضاً (مِنُّو لُو).. ٭ ويبقى( المُفرفِر)و (المُفرفَر) وصاحب (الفِرفِر) يصيحون جميعهم: (هي لله).. ٭ أما ما نصيح به نحن فهو: حتى أنت يا ديوان؟!!!