بعد يوم من تصريحات الرئيس عمر البشير في جوبا بأنه سيعترف بنتيجة الاستفتاء مهما جاءت ، وبعد تصريحات الخارجية الأميركية بأنها متفائلة وأن المؤشرات جميعها إيجابية، خرجت منظمات أميركية تناصب الحكومة السودانية العداء بلغة جديدة، تعبر عن قلقها لما بعد الاستفتاء، ودعت هذه المنظمات إلى استمرار سياسة العصا، وحذرت من عودة الحرب و«رواندا أخرى». وقال جون برندرغاست، مدير مركز «ايناف» في واشنطن، وهو من قادة اللوبيات التي ظلت تناصب الخرطوم العداء، إن الشهور الستة بين الاستفتاء وإعلان الدولة المستقلة ستكون «الأكثر خطورة»، ودعا الرئيس باراك أوباما إلى الحذر من «رواندا ثانية»،وأضاف برندرغاست «الولاياتالمتحدة ستلعب دورا رئيسيا أيا كانت نتيجة الاستفتاء، ومع استعمال أساليب سياسية وذكاء والمشاركة الشخصية، يقدر الرئيس أوباما على أن يحسم الفرق بين الحرب والسلام في السودان». وقال مايكل أبراموفيتش، مدير لجنة الضمير في متحف «هولوكوست» اليهودي في واشنطن، إن الرئيس أوباما اتخذ إجراءات مكثفة خلال الشهور القليلة الماضية لمنع عودة الحرب، وأشار إلى إرسال السفير برنستون ليمان إلى السودان، بالإضافة إلى الجنرال المتقاعد سكوت غريشن، وقال إن أوباما يرى أن «هذه المساعي ستمنع عودة عنف سيكون كبيرا ومكلفا». وقالت جنيفر كوك، مديرة برنامج أفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) في واشنطن، إن الرئيس أوباما «يواجه تحديات كبيرة في سد الفجوات المتبقية بين الجانبين» في السودان. لكنها قالت «هناك اتجاه في بعض الدوائر فيه مبالغة على قدرة الولاياتالمتحدة في التأثير على الوضع، وتزعم هذه الدوائر أن الحرب القادمة في السودان ستكون (رواندا أوباما)، وإن أوباما سيكون الخاسر في النهاية». من ناحيته، رأى ريتشارد ويليامسون، السفير الأميركي السابق لدى السودان «سيكون هناك اتجاه في وسائل الإعلام إلى أن الاستفتاء كان ناجحا، لكن سيكون هذا أمرا مؤسفا وغير صحيح، وذلك لأن المهمة الحقيقية والصعبة ستبدأ بعد الاستفتاء، وخلال الشهور الستة القادمة».