من المهم ان يدرك الجميع بأن مراقبة عمليات الإستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان تمضي بحسب الاستطلاعات بشكل جيد ومقبول وبمعايير دولية ومحلية متقنة وهذا يعني ان نتيجة الاستفتاء المقرر إظهارها بعد اكتمال العملية يجب الا يتطرق اليها الشك من قبل كافة الأطراف مالم تظهر خروقات خلال الايام المقبلة ، وبحسب جولة على عدد من مراكز الإقتراع بالشمال قامت بها منظمة جسور التواصل العالمية المراقبة للإستفتاء شملت مركز مدرسة زينب الشيخ بالسوق العربي ومركز الساحة الشعبية بمنطقة الديوم الشرقية تبين ان عملية الإقتراع تسير بشكل جيد حيث سجل حضور الإخوة الجنوبيين لممارسة حقهم في الإقتراع نسبة مقبولة فقد صوت خلال اليوم الاول والثاني عدد مائة وستين ناخباً جنوبياً من اصل ثلاثمائة ستة وتسعين مسجلاً في كشوفات مركز مدرسة زينب الشيخ بوسط الخرطوم اي بنسبة تصويت بلغت اربعين بالمائة من جملة المسجلين وقد لوحظ ان معظم المقترعين من منسوبي القوات النظامية من ابناء الجنوب ، كما صوت بالديوم عدد كبير من المسجلين . وكذا الحال بالولايات الجنوبية فقد افاد منسوبو منظمة جسور التواصل العالمية بأن العملية تسير بانتظام وهدوء وشفافية ، وجسور التواصل العالمية منظمة طوعية سودانية لها الصفة الإستشارية لدى المجلس الإقتصادي الإجتماعي للأمم المتحدة وتقود تحالفاً دولياً لمنظمات ومجموعات تنشط في مراقبة الإستفتاء على مصير الجنوب وفق المعايير المطبقة دولياً في هذه الحالات ويسمى ( التحالف الدولي لمراقبة استفتاء جنوب السودان ) يغطي معظم قارات العالم بمافيها اوربا وامريكا ويضم عدداً من المنظمات الوطنية والعالمية مثل الأكاديمية الامريكية للسلام Academy for Peace US ومنظمة الضمير العالمي (Conscious International) وغيرها من المنظمات ، بحسب إفادات ورصد وجولات ومراقبة منظمة جسور التواصل العالمية والمنظمات المنضوية تحت التحالف مما سنتطرق اليه بالتفصيل لاحقاً يمكننا التكهن بأن طرفي اتفاقية السلام الشامل سوف لن يطعنا في النتيجة النهائية للإستفتاء باعتبار انه لم تسجل بعد حالات خروقات واضحة في عملية الإقتراع في اي مركز من المراكز وان مسؤولي المفوضية القومية للإستفتاء والاتيام التابعة لهم والمنظمات الناشطة في عمليات المراقبة لم يسجلوا خلال اليومين الاولين لعملية الإقتراع اي حادثة تذكر . اذن عملية استفتاء الجنوب بدأت بصورة موفقة ونشاط جماعات المراقبين يزداد مع كل يوم من ايام العملية ومن الواضح ان التحالف الدولي لمراقبة استفتاء جنوب السودان يحرص على القيام بواجبات المراقبة اللصيقة والمتابعة عن كثب والطواف على كافة مراكز الإقتراع بالجنوب والشمال وجمع البيانات والمعلومات عن سير العملية تمهيداً لإصدار التقرير النهائي للتحالف عن عملية الإستفتاء لجنوب السودان بعد انتهاء كافة مراحل الاستفتاء واعلان النتيجة على غرار التقارير التي اصدرتها الجهات الدولية التي كانت قد راقبت الانتخابات السودانية السابقة . بقي ان نذكر ان عملية المراقبة التي تقوم بها منظمة جسور التواصل العالمية والمنظمات المنضوية تحت راية التحالف تبقى مهمة بالنسبة للسودانيين كيما يتحققوا بشكل جيد من مصداقية رغبة سكان جنوب السودان في العيش ضمن منظومة الوطن الواحد ( الوطن الام ) ام يرغبون بشدة في الإنفصال عن شمال السودان ويفضلون تكوين دولتهم المستقلة ، انها مسألة مهمة وقاسية فرضتها علينا جميعاً إتفاقية نيفاشا ولا مناص من التسليم بحكم المنطق المستند على الارقام والحيثيات والحقائق حول مجريات مراحل عملية استفتاء الجنوب .