وصفت بعثات مركز كارتر والاتحاد الأوربي والجامعة العربية لمراقبة استفتاء جنوب السودان الاستفتاء بأنه مقبول دولياً رغم وجود بعض الخروقات التي لا تقدح في مصداقيته وشفافيته.وتوقعت أن يعترف المجتمع الدولي بنتائجه.وأبدى شان فان ديير عضو مركز كارتر بعض الملاحظات حول عملية الاقتراع التي قال إنها لا تقوض شرعية الاستفتاء وحصرها في مساعدة موظفي الاقتراع للناخبين في الانتخابات لأنها تهدد سرية الاقتراع وتسبب بعض الارتباك، إلا انه أكد أنها تمت بنيّة حسنة ومرغوب فيها من قبل الناخبين، مبيناً أن المناخ لدعاة الوحدة كان غير ملائم للتبشير بها، عكس المناداة بالانفصال من قبل الحركة الشعبية بجانب ضعف التثقيف بعملية الاستفتاء مما قلص من قدرة الناخبين على اتخاذ قرارات متبصرة حول تأثيرات الوحدة مقابل الانفصال. وفي السياق أكدت فيرونيك دي كيسر كبيرة مراقبي بعثة الاتحاد الأوربي أن مراقبي البعثة بلّغوا عن عدد من الخروقات، ولكنها وصفتها بالمعزولة ولا تؤثر على تقييم العملية مشيرة إلى أن البعثة أرجأت تقريرها النهائي حول «أن العملية تتسق مع المعايير الدولية» إلى ما بعد إعلان النتائج النهائية.وقالت كيسر في المؤتمر الصحفي للبعثة ببرج الفاتح أمس إن الانتخابات في بلجيكا ما كانت تنظم بشكل جيد مثل هذا الاستفتاء.إلى ذلك قال السفير محمد الحمليشي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس بعثة المراقبة خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته البعثة بفندق السلام روتانا أمس: بالرغم من حسن تنظيم العملية وسلاسة أدائها، رصدت بعثة المراقبة بعض السلبيات من بعض المقترعين والتباين في عدد المسجلين في بعض مراكز الاقتراع عن العدد المسجل في قوائم المفوضية من قبل بعض موظفي المراكز والمراقبين المحليين بجانب غياب الرسوم التوضيحية التي ترشد المقترعين بتفاصيل خطوات العملية وعدم وجود قوائم معلنة للمقترعين خارج بعض مراكز الاقتراع بولايات الجنوب.إلا أنه أكد أن هذه السلبيات لا تؤثر على سلامة العملية التي اتسمت بالشفافية والنزاهة مشيراً إلى أنها اتسقت مع المعايير الدولية.إلى ذلك أكد بنجامين ماكايا رئيس لجنة الأمين العام للأمم المتحدة لمراقبة الاستفتاء خلال لقائه برئيس المفوضية بروفيسور محمد إبراهيم خليل أمس: أن الاستفتاء تم بكل شفافية ونزاهة مما يجعل نتائجه مقبولة.وأشاد غرايشون المبعوث الأمريكي للسودان بسلامة العملية ونزاهتها وهنأ المفوضية على ذلك. وكشفت الشبكة الوطنية لمراقبة الانتخابات عن جملة من الخروقات والتجاوزات صاحبت عملية الاستفتاء في مرحلتي التسجيل والاقتراع بمعظم المراكز في الجنوب والشمال، وأشارت إلى أنها رصدت أكثر من 50 خرقاً من بينها تسجيل أجانب من بعض دول الجوار الأفريقي وقُصًَّر دون السن القانونية، بجانب استمرار الحملة الدعائية أثناء سير عملية الاقتراع وإتاحة الفرصة لأطفال قصر بالتصويت، فضلاً عن إدلاء غير المسجلين في السجل بالمراكز المعنية بأصواتهم خارجها، وأكدت أن معظم الخروقات تقف وراءها استخبارات الحركة الشعبية والجيش الشعبي.. مشيراً إلى تضييق الخناق أمام دعاة الوحدة.