يغضب الشاعر صديق المجتبى ويتوعدنا بالويل والثبور ويقول لأحد أصدقائه (طارق شريف ده أنا سكت ليه كتير) وكل ذنبي الذي يجعل الشاعر صديق المجتبى الأمين العام للمجلس القومي للثقافة والفنون يرغي ويزبد أنني كتبت عن خمول هذا المجلس وقدمت استقالتي من عضويته على الهواء مباشرة ،وكان الدكتور أمين حسن عمر وزير الدولة للثقافة السابق قد اختارني لعضوية المجلس مع عدد مقدر من المبدعين والاعلاميين من بينهم د. سعد يوسف وآمال عباس وشول دينق وعشرات من المبدعين، وانفضت الاجتماعات في المجلس بعد انتقادات عاصفة لسياسة الأمين العام، من بينها انتقادات وجهها المخرج الدكتور وجدي كامل ، وكان وجدي قد وجه انتقادات موضوعية لتجاهل مجلس الثقافة لفن السينما، وطالب بحلول سريعة وكانت الحلول مزيداً من التجاهل وانفض سامر الاجتماعات وتحول مجلس الثقافة والفنون الذي كان ملء السمع والبصر إلى مجلس يجلس على مقاعد المتفرجين!! ولأنني لا أستطيع أن أتحمل المسؤولية الأخلاقية وأنا عضو في هذا المجلس، قدمت استقالتي وأوضحت أسباب تقديم الاستقالة للرأي العام وتفهم الناس موقفي، وبينت أوجه القصور في المجلس وهذا لم يعجب صديق المجتبى واعتبره استهدافاً وأرجو أن يفهم الأخ صديق المجتبى أنه ليس بينا (صراع في أطيان) أو (ورثة عقارات) حتى استهدفه وأنا أقوم بدوري كصحفي ينتقد موظفا عاما قصر في أداء عمله وهو من حقه أن يرد إذا كانت هناك معلومات يرى انها غير صحيحة أما التهديد والوعيد فهو لن يزيدني إلا قوة في توجيه النقد وأوجه الاسئلة التالية للأخ صديق وأرجو الاجابة عليها: لماذا توقفت أنشطة وبرامج المجلس الثقافية.. ما هو دور المجلس في رعاية المبدعين.. وما هي المبادرات التي قام بها حتى الآن لتكريم المبدعين.. ما هي خطة عمل المجلس للعام الجديد.. وهل تمت اجازتها بواسطة لجان المجلس.. أم أن لجانه مازالت بعيدة عن الاجتماعات وهي مجرد أسماء على ورق!! والسؤال المهم أين تذهب ميزانية المجلس.. وما هي بنود صرفها..؟!! ان المجلس الذي تحول إلى أرض جرداء لا يزوره المبدعون ولا تقام فيه أنشطة ولا برامج... يدعونا إلى طرح الاسئلة وعلامات الاستفهام لأن هذا وضع لا يرضي أحدا والمسؤولية الأخلاقية والوطنية وأمانة التكليف تقتضي أن يرتفع الأخ صديق لتقديم ما ينفع الناس أو الانسحاب ليتولى الوظيفة رجل أقدر منه على تحمل المسؤولية أما أن يعمل مجلس الثقافة بعيداً عن القضايا الوطنية من السلام والاستقرار وبعيداً عن هموم المثقفين ورعاية المبدعين هذا تراجع مخيف لدور المجلس وفي كل الدول العربية الجهات التي تحرك العمل الثقافي وترعى المثقفين هي مجالس الثقافة والفنون وهذا مجلس ثقافي سوداني بلا علاقات دولية واجتماعاته لا تنعقد، وبرامجه معطلة... الثقافة في الوطن أصبحت مسألة لا تحتمل المزاح بعد الاشراقات الثقافية التي حدثت في الفترة الماضية من وزارة الثقافة الاتحادية، وأكدت ان الثقافة تتقدم ركب القضايا الوطنية والايقاع سريع لا يحتمل البطء ولا يقبل المجاملة ، واشعار صديق المجتبى على العين والرأس وهو له احترام خاص أقول له (يا صديق سكتنا ليك كتير وانت تقود مجلس الثقافة إلى مرافئ الفشل)!! وسنعود لنتناقش ونتحاسب (شدو حيلكم) كما قال الراحل حسن ساتي.