المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون التاريخ17 /1/2010م النمرة: م ق ر ث ف / عمومي الأخ الاكرم /رئيس تحرير صحيفة الصحافة الغراء الس عليكم ورحمة الله وبركاته لام أرجو التكرم بنشر هذا المقال رداً على ما ورد في صحيفتكم ا 3-يناير-2011 العدد:6281 في الصفحة 3 التي يحررها طارق شريف بعنوان أوراق الورد في مقاله بعنوان المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون على مقاعد المتفرجين والذي أتى فيه بالكثير من المعلومات المغلوطة والإساءة إلى شخصنا دون أن يستطلع رأي الطرف الآخر ودون الحضور للمجلس حسب ما تقتضيه أدبيات وتقاليد المهنة وقد تعود هذا الكاتب شن الحملات الصحفية علينا في أكثر من مقال في صحيفتكم الغراء كلنا ثقة في استجابتكم إحقاقاً للحق وتحقيقاً للعدالة بما عرف عنكم من مهنية وحرص والتزام بأدبيات المهنة وشرفها وجزاكم الله خيراً صديق المجتبى الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون المجلس القومي للثقافة وافتراءات صاحب الأوراق صديق المجتبى لقد استقر في وجداننا جميعاً أن صحيفة ، تمثل أيقونة مهمة في تاريخ الصحافة السودانية ، بل وفي تاريخ بلادنا .... ويمتد أثرها في حياتنا السياسية والثقافية والاجتماعية ، لقد كانت سرحة لأفلام عمالقة الفكر والسياسة والأدب ... ولم يكن في صفحاتها موطئ قلمٍ لمهاتر أو متاجر بذمة قلم يذم هذا ويمدح ذاك بعلم او بغير علم ... فهي محل الاحترام لأنها تحمل اسم صاحبة الجلالة مباشرة « الصحافة « هذا الاختراع العبقري الذي أنتجته الإنسانية فكان علامة فارقة في حياتها ، ليكون مرآة للمجتمع وساحة لقيم الخير والحق والعدل والجمال ... فهي كتاب الحقيقة التي يرتجف أمامها الطغاة وتتهاوى العروش... أسفت غاية الأسف لإهدار هذه القيمة في صحيفة أحبها لأنني بدأت انشر فيها أعمالي ومقالاتي منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي وأنا بعد كاتب يافع يرسل أعماله على استحياء ... وينتظر أن يراها منشورة في صباح الغد ... كانت «الصحافة» الرحم الذي خرجنا منه وشببنا عن الطوق وذاع صيتنا في أوساط الثقافة والفكر والسياسة ولم نكن نستحق ذلك لولا أننا تعلمنا في مدرسة الصحافة ... أسفت لان الزمان ارتد بنا القهقرى فظهرت في صحافتنا ظواهر يتوجب علينا التنادي على كل المستويات لاحتوائها لتزكية العمل الصحفي والصحافة مما علق بصفحاتها من أوشاب ...ويتطلب ذلك تضافر جهود المؤسسات الصحفية واتحاد الصحفيين ومجلس الصحافة والمطبوعات ويتطلب أيضا أن تشمل الرقابة ضبط الجودة ومطابقة الأعمال التي تنشرها الصحف مع معايير وأخلاقيات المهنة . رغم علمي بان هناك متابعة ومحاسبة عند الطلب أي بعد تقديم الشكوى أو تظلم احد أو مؤسسة من أخبار غير صحيحة أو إساءة في صحيفة ما، اقصد لابد لنا من غرس القيم الرفيعة قبل القانون ولابد من الرقابة الذاتية التي تنظر فيها الصحيفة في كل ما يخل برصانتها ومستواها الرفيع للحد من استغلالها لتصفية الحسابات أو التشهير بالناس لمحاً أو إشارة أو جعلها ساحة للهذر والثرثرة ، ... فالسجل الصحفي أمانة في عنق كل صحفي نبيل يراعي شرف المهنة وأدبياتها وقوانينها والصحفي رسول الحقيقة إلى قرائه ، والصحفي الحر لا يُشرَى ولا يباع . أعلم أن لكل جنس من أجناس الكتابة الصحفية قراءً وعشاقاً حسب مستواهم الثقافي والفكري ... فمنهم من يكتب للعامة والدهماء ومنهم من يكتب للخاصة والعلماء ومنهم من هو بين هؤلاء وأولئك يصدع بالقول الحق ... وكلٌ يعمل على شاكلته ولكل ساقطة لاقطة .... ويمكن للصحيفة ان تحقق عائدات كبيرة اذا جنحت للإثارة وافتعال المعارك التي لا طائل من ورائها ( لا قصد المعارك والمساجلات الفكرية والأدبية ) ويمكن ان تحقق عائدات قليلة جداً إذا اختارت أن تخاطب الخاصة لان خطابها لا يجذب عامة الناس ، ولكن يمكن ان تكون جاذبة إذا قدمت خطاباً صحفيا معتدلاً فيه الإبداع والمتعة والفائدة المعرفية والفكرية ... لا أقصد من ذلك القول الإساءة لصحيفتكم الغراء التي لا نزال نكن لها الاحترام ، فهي الأكثر حضوراً في الساحة الثقافية والفكرية ، ويكفينا فخراً أن بانو راما العام 2010 قد حملت نسبة مقدرة من المناشط التي أقامها المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون ، وان كثيراً من أقلامها حضور في منتدياتنا ، بل هم القوة المحركة لهذا النشاط ... ولكنني أسفت بعد هذه المقارنة البسيطة أن تناقض ذات الصحيفة نفسها وتنشر في صفحة أخرى بعنوان « أوراق الورد « والتي لا أكثرت لما يكتب فيها لان الرائحة التي يفوح منها تصدني لأول وهلة ولان كاتب هذه الصفحة تعود الهجوم على الآخرين دون سبب ، ولان أسلوب خطابه يخلو من الأدب والتهذيب مع الذين يفترسهم في كل مرة ليشهر بهم ليشفي صدور قوم حاقدين أو أحيانا أحسب انه يدير معركة في غير معترك وكثيراً ما ينشر روايات منسوبة إلى مجاهيل ويتجلى ذلك في زعمه أنني « توعدته بالويل والثبور وأنني صبرت عليه كثيراً « فليطمئن إن توهم ذلك وهذا أرجح لأن هذا لم يحدث ولن يحدث لأنه هاجمني مرات كثيرة في ذات الصفحة ولم أرد فليس هنالك ما يجمع بيننا على كل الأصعدة .. ولأنني لم أره إلا مراتٍ معدودة أكاد أتذكر بعضها وبعضها لا أذكره ليطمئن لان مثلي لن ينحدر الى هذا المستوى من المعارك فلدى ما يشغلني ... وليعلم أيضا أنني غير قابل للابتزاز أو الاهتزاز لهرطقات قلم يافع غرير في طور المراهقة الصحفية ... ونحن جيل قضى أمثال عمره عملاً في بلاط صاحبة الجلالة وغيرها ... ولكن المسئولية التي تقع على عواتقنا هي أننا في مواجهة جيل بلا ذاكرة لا يرعى إلاّ ولا ذمة في صغير أو كبير... هذا الجيل « إلا من رحم ربي « نشأ في عصرٍ غابت فيه المعالم وأصبحت الأطباق الطائرة والفضاءات المفتوحة تشكل عنده عالماً افتراضيا بعيداً عن التراث وقيم الاعتداد بالذات وبالهوية مما يجعل بعض هذا الجيل ينحو منحى إطاحياً بكل شيء في سبيل تحقيق النجومية بالسرعة الفائقة وبأي ثمن ... هذا ما أفكر في أن هذا الشاب هو احد ضحايا آفات هذا العصر وهو أيضاً ضحية لما يشيع هذه الأيام من ظاهرة خطيرة وهي أن يكون الصحفي مستقطبا للعمل في مؤسسة ما أو صديقاً لأحد المسئولين أو عاملاً ضمن إدارة مهرجان أو منشط مما يفقده صفة الحياد ويجعله بوقاً أو أداة للهجوم أو المدح وهنا تسقط عنه صفة الصحفي وتنتفي المهنية . لم أكتب هذه الكلمات دفاعاً عن نفسي ، لأنني أعتدت على هجومه واجترائه عليَّ وربما يكون هذا هو المقال العاشر عن المجلس رغم انه لم يزره مرة واحدة ولم يحضر أياً من مناشطه الكثيرة المتنوعة أوالسؤال عما يعن له عن كثب ، وأعلم أن حملته قد بدأت في هذا الوقت لحاجة في نفسه قضاها مقابل أن يغتال شخصيتي ويدمغني بالفشل ظناً منه ومن الذين يقفون وراءه أنني أتهافت مع المتهافتين على منصب الوزارة في التشكيل القادم . هذا ما قاله صراحة احد الذين يشاركون في هذه الحملة في صحيفة أخرى فقال في نهاية حملته قبل إعلان التشكيل الوزاري السابق «لا لن تكون وزيراً ولو في موزنبيق « تجاهلت تلك الحملة التي كانت تدار بسذاجة على صفحات ثلاث صحف ويشارك فيها ثلاثة كتاب وهناك الكثير من المعلومات عن هذه الشبكة احتفظ بها في نفسي وهي مؤلمة جداً كظمتها ليقيني أن العفو عنها خيرُ لي ثواباً وأحسن عملاً ... ولأنني على يقين أن « المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله « ولأنني أكاد اسمع قول رسول الله (ص) يجلجل في أعماقي « وأعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك « وأعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك جفت الأقلام ورفعت الصحف « على كل .... ليس القصد من هذا المقال الرد على ما ورد في مقال صاحب أوراق الورد .... لان ما قاله يغاير الحقيقة : وهو ليس بالحكم التراضي حكومته « ولكن أردت أن أنبه إلى هذه الظاهرة الخطيرة التي تفشت في بعض صحفنا وهي التعريض بالناس - الابتزاز - والافتراء وهذه أدواء لا يعالجها القانون ... ولا أريد أن أكون مثل من ينتهز الفرصة للوقوف أمام المحاكم طلباً للتعويضات ورد الاعتبار ولكن علينا أن نعمل معاً لإصلاح ممارستنا الصحفية ، وتظهيرها من هذه الظواهر السالبة والتقاليد الذميمة وتنقيتها من كل الأوشاب التي علقت بها لكي لا تكون ساحة لتصفية حسابات البعض على البعض ، وإدارة المعارك بالوكالة ... أما بالنسبة لادعائه بان المجلس يجلس في مقاعد المتفرجين ... هذا غير صحيح لأنه لم يحضر منشطاً واحداً في المجلس وقد أقام المجلس أكثر من مائتين وخمسين فعالية ثقافية ، ودعم العديد من المبدعين من ميزانيته أو باستقطاب أموال من الخارج ، وقد أهل بنيته التحتية في العامين الماضيين بمبلغ 131.000 جنية طرحت في عطاءِ عبر المؤسسة العامة للعقارات ، وقد كانت مبانيه كئيبة ومتهالكة ولم تحظ بصيانة لأكثر من ثلاثين عاماً ، وكانت المكتبة تسكن فيها القطط والطيور وتتوالد وقد أتت دابة الأرض على كتبها وأثاثها القديم وقد قمنا بشراء كتب جديدة لتغذيتها فبلغ عدد كتبها 18000 كتاب وقمنا أيضاً باستقدام خبراء واستشاريين لتحديث وتأهيل البنية التحتية للمجلس والآن لدينا دراسات وخطط قدمناها لوزارة المالية ولعلمه أن المجلس لم يناقش خطة ميزانية متكاملة تشمل الفصل الثالث وقد كان التخطيط ينحصر في المناشط فقط ولعلمه أيضاً أن المجلس في عهدنا وضع في خطته مشروع الموسوعة الثقافية السودانية والتي استجلب معداتها بتمويل خارجي عن طريق شراكة ذكية مع شركة طومسون وهي شركة سعودية مسجلة في جمهورية السودان وقد بدأ العمل في وضع الأطر الفنية والعلمية بالفعل وسيتم إطلاق المشروع في شهر مارس القادم إن شاء الله وهو لا يعلم أن المجلس قد تحصل ولأول مرة في تاريخه على قطعة أرض مساحتها ثلاثة آلاف وسبعمائة متر مربع لإنشاء مركز للفنون والمعارض وقاعة للمؤتمرات ومسرح حديث ومتحف للفنون التشكيلية المعاصرة ومتحف للآلات الموسيقية السودانية ومقهى ثقافي وقد قامت شركة نيوتك وهي إحدى الشركات المعتمدة في دليل مجلس الوزراء بوضع التصميمات الهندسية والمعمارية والعرض المالي والفني كما قامت أيضاً بوضع التصور لتأهيل وتوسعة الصالة القومية للفنون ولم يعلم صاحب الأوراق أيضاً أن المجلس قام بدعم أكثر من خمسين كتاباً رأى النور وأصدر كتابه الأول في سلسلة آفاق ثقافية وكذلك أصدر ولأول مرة في تاريخه العدد التجريبي الأول لصحيفته الثقافية الأسبوعية وستنتظم خلال هذا العام ولها إدارة متخصصة ويتم تمويلها من خارج ميزانية المجلس التي لا تتجاوز الثماني وثلاثين ألف جنيه في أحسن حالاتها تصرف حسب نظام ال ( GFS) وفقاً لدورة مستندية معلومة ومراجعة داخلية تراعي الإجراءات المالية والمحاسبية لجمهورية السودان كما أن صاحب الأوراق لا يعلم أن المجلس قد دعم عدداً من الاتحادات والروابط والجمعيات في المركز والولايات وقام بإنتاج أعمال مسرحية وفنية وعقد العديد من ورش العمل الفنية والثقافية واستضاف العديد من المنتديات تنشر أخبارها الصحف أسبوعيا كما أنه قدم منحاً دراسية لعدد من المثقفين والمبدعين منهم من أكمل ومنهم من ينتظر وهنالك منح جديدة ننظر في فتحها وتمويلها هذا العام. أما بالنسبة لأن المجلس لا يملك خطة يمكن أن نهديه نسخاً من الخطط الطموحة التي وضعناها وفقاً لقانون المجلس وطبيعة عمله كما سنهديه نسخة من كتاب حصاد العام 2010 حال صدوره . كل أنشطة المجلس تقوم بها الدوائر ويشارك فيها مبدعون وناشطون ثقافيون من المجتمع المدني وعجبي أن صاحب الأوراق وهو ينفس على كل صاحب نجاح نجاحه لم يشر إلى أن المجلس لم يعقد أي إجتماع منذ تعيينه وكان مجلساً شرعياً وذلك منذ العام1999 وحتى عام 2008 حين أصبح هو فيه عضوا علماً بأن رئيس الجمهورية هو الذي يصدر قراراً جمهورياً بتعيين المجلس وليس الوزير حسب القانون وقد رفعنا كشفاً بالأسماء للسيد وزير الثقافة السابق والحالي ولم يصدر قرار التعيين حتى الآن ،ولقد اتضح لي أن صاحب الأوراق لا يقرأ حتى الصحيفة التي يكتب فيها والتمس له العذر فليس لديه وقت للقراءة فهو متابع دقيق لكل ليالي المدينة ، وبرامج المنوعات .. وأخبار النجوم ... وتداول القيل والقال كما برز في مقدمة مقاله الأخير بقول منسوب لي من شخص مجهول أغلب الظن أنه غير موجود وللصحفي أن يتمتع بحقه في الاحتفاظ بمصادره حتى ولو كانت نفسه. وأتوقع ان تستمر هذه الحملة حتى تضع أوزارها بنهاية موسم التشكيل الوزاري المرتقب ، وأتوقع أيضا أن يتواصل سيل الهجوم علينا في عمود آخر يتحدث بنفس لهجة صاحب الأنفاس الذي جاء مقاله الأخير بنفس الأفكار ونفس الاتهامات ونفس الأسلوب لكاتب صديق له في صحيفة أخرى ، و لكن عزاءنا ما تكتبه صحيفة «الصحافة» والصحف الأخرى عن أعمالنا ومناشطنا وغيرها من الصحف ، ونشكر كل الأقلام الرصينة التي تناولت ما حدث للمجلس من طفرة نوعية فأصبح قبلة للمثقفين والعلماء والباحثين والفنانين والأدباء ومنظماتهم كل ذلك حدث وصاحب الأوراق لم يجلس حتى في مقاعد المتفرجين في المجلس لان في الفرجة اكتساباً للمعرفة وطلباً للعلم ، له العذر في ذلك لأن فعالياتنا ثقيلة وظروفنا غير حسنة كظروف المحافل الأخرى التي تروق له ، وأؤكد له ولغيره أن أبوابنا مفتوحة وقلوبنا مفتوحة وأوراقنا مكشوفة وليس لدينا ما نخشى عليه ... فمرحباً به وبغيره ومرحباً بالنقد البناء فالصورة لا تكتمل إلا به هذا ومع تقديري وشكري .... صديق المجتبى الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون