ينساب من المكان عبق الذكر والذاكرين وطهر شفيف غطى الأمكنة بضياء الحق ونور القرآن وصوت الحيران يعلو حينا وينخفض كل واحد فيهم يتلو سورة من القرآن تختلف عما يقرأه أخوه إلا أن صوتهم يخرج في تناغم بديع دون نشاز. الحيران هم حفظة القرآن مفردها حوار يتوافدون على خلاوي تحفيظ القرآن من داخل وخارج السودان والتقابة هي الدارة أو مساحة واسعة في المسجد أو الخلوة يوقد في وسطها النار عند المساء ليتدارس هؤلاء الحيران القرآن. المشهد هناك يشكل فيه الحيران دائرة واسعة ويلتفون حول اللهب المتصاعد والكل هناك ممسك بكلتا يديه بلوحه يتلو ويردد ويستذكر آياتٍ من الذكر الحكيم في ترتيب عالي الدقة والجمال. وتعتبر خلاوي تدريس القرآن الكريم بالسودان مؤسسات تعليمية وتكافلية رائدة وتنتشر في جميع انحاء البلاد اشهرها خلاوي الغبش ببربر فى شمال السودان وخلاوي همشكوريب فى الشرق، وخلاوي الشيخ عبدالرحيم البرعي فى غرب السودان، وخلاوى ودالفادنى بولاية الجزيرة. حيث لعبت الخلاوي دورا كبيرا في تحفيظ القرآن وتدريس علومه إضافة إلى تعليم الكتابة والقراءة للحفظة ورغم ان كل الخلاوي في السودان، تتم الدراسة بها بصورة تقليدية جدا إلا أن خلوة الشيخ الصادق خالد، الصائم ديمة بامبدة الحارة 15 ضاحية ام درمان عملت على تحديث فكرة الخلوة وذلك بادخال التقنيات الحديثة فى مجال تحفيظ القرآن بانشائها لاكبر مكتبة إلكترونية بالسودان. تقع مدينة الشيخ خالد الصائم القرآنية فى مساحة 8100 متر مربع بدأ تشييدها فى عام 1995وتشمل مسجداً وخلاوي تحفيظ القرآن وصوالين لاستقبال الضيوف وتكية لاعداد الطعام ومساكن للشيوخ وداخليات للطلاب. ويقول الشيخ خالد إن المسجد والذى تبلغ مساحته 495 متراً مربعا له خمس قباب (واحدة كبيرة واربع بحجم اصغر) تفاؤلا بالمسجد النبوي الشريف، وعن الخلاوي يشير الشيخ الصادق خالد بأنها كانت بعدد 12 طالباً في بداية 1995 م وتزايد عددهم حتى وصل الآن الى 600 طالب وهؤلاء مقيمون بصورة دائمة كما يوجد دارسون من الخارج عددهم 100 طالب وابان ان المسجد يقوم بتدريب الطلاب على بعض المهن الحرفية التى تصحبهم بعد التخرج من الخلاوي، كما يتم الاهتمام بالمرأة لدورها الواضح في الأسرة والمجتمع وذلك بإنشاء خلوة للنساء بها الآن 170 دارسة. وعن التوسعة والمستقبل يقول الشيخ الصادق انه يتم السعي لافتتاح عدد من الفروع الداخلية بولاية الخرطوم والخارجية بولايات السودان المختلفة.