يعتبر الشيخ حسن محمد نور الشهير بحسن بجه من الرواد الأوائل الذين تخرجوا في خلوة الشيخ هارون بجزيرة مقاصر و يعد الشيخ بجه من أشهر خريجي الخلوة ذكراً وأعلاهم أثرا واطولهم يدا في حفظ كتاب الله تعالي ،ولد الشيخ بجه بقرية الترعة بالولاية الشمالية في عام 1902 م ونشأ في أسرة عملت على نشر التعليم الديني منذ مجيئهم لتلك القرية من غرب السودان، اذ عمل جده على نشر كتاب الله تعالى وإستمر أبناؤه من بعده إلى أن وصل ترتيب شيخنا في المشيخة إلى رقم (15) . تفتحت عينا الشيخ على أصوات الحيران التي كانت تملأ أرجاء المسيد ، كما نشط في إعداد اللوح والتقابة والشرافة والدواة وهي أبرز معالمه، ليبدأ الفتى الصغير اندفاعه في حفظ القرآن الكريم وكان ضمن الطلاب النابغين المبرزين اذ أكمل الحفظ في فترة وجيزة ،ساعده على ذلك أدبه الجم وخلقه القويم ليعود إلى خلوة والده ثم ذهب إلى القاهرة لزيارة شقيقه أنور الذي كان يتلقى العلوم في الأزهر الشريف واستغل فرصة وجوده هناك وصار يحضر المجالس والحلقات العلمية ودروس الفقه والتجويد والعلوم الشرعية، ليعود ومعه حصيلة وافرة من العلم ، وبعد عودته من القاهرة بفترة وجيزة توفي والده عام 1953 م ليتحمل العبء بعد رحيل والده ، فلم يصعب عليه الأمر بعد أن أعد نفسه إعداداً جيداً وشهد ذلك الوقت توافد مواكب الطلاب نحو الخلوة من داخل السودان وخارجه، كما التحق الشيخ بدورات دراسية وتدريبية بالدامر وعاد أكثر إدراكاً ونضجاً الى تلك الخلوة العريقة التي زارها الرئيس جعفر نميري ، فأعجب بمجاهدات الرجل وأعلن تبنيه للخلوة وتقديم العون والمساعدة لها ليقترح عليه الشيخ بجه إقامة معهد ديني فرحب الرئيس بالفكرة وبعد فترة وجيزة تم بناء المعهد الديني وانتدبت إليه كوكبة من المعلمين لتدريس العلوم الدينية والعلوم الأخرى لتكتمل بذلك دائرة العلم . لقد ظل أهل الولاية يتبركون بيد الشيخ الطاهرة والتي طالما قامت بوضع حجر الأساس وتشييد المساجد كما ان الخلوة العريقة خرجت أعداداً ضخمة من الطلاب وخاصة دول الجوار مثل (تشاد - نيجيريا - الصومال - أثيوبيا وارتريا ). توفي الشيخ بجه عام 1995 م بعد قضاء تسعين عاماً مكثها في عمل ما يفيد المجتمع ،كما كان منافحاً في سبيل نشر كتاب الله عبر تلك الخلوة العريقة التي مازالت تقوم بمهامها على أكمل وجه، فأبناء الشيخ الجليل سائرون على نهج آبائهم ما يدفعنا لمناشدة حكومة الشمالية وأخص والي الولاية ووزارة التخطيط الاجتماعي والمالية للإهتمام بدعم تلك الخلاوي العريقة.