(إستراتيجيتنا تستند إلى نتيجة الاستفتاء سواء كانت وحدة أم انفصالاً، فإذا كان خيار الجنوبيين الوحدة فإننا سنعمل على تحقيق التحوّل الديمقراطي ووضع دستور جديد في السودان بعد حوار شامل بشأن الأوضاع كلها، وعدم تكرار تجربة الشريكين في الحكم كما كان حادثاً من قبل، ولا بد من إشراك كل القوى السياسية في بناء السودان الجديد، أما إذا كان الخيار للانفصال فهذا يعني أن نعطي كل الأقاليم السودانية حقها في أن يتم استفتاء لها حتى لو أدى ذلك لانفصالها، وبعد الانفصال فإن الحكومة التي تحكم الرقعة المتبقية من السودان ستصبح فاقدة للشرعية الدستورية والهوية، وبالطبع ليست هناك دولة. إذن على كل القوى السياسية والحركات المسلحة أن تتوافق لصياغة برنامج جديد لإدارة الرقعة المتبقية من السودان على أسس ديمقراطية وتحديد شكل الحكم، وحل مشكلة دارفور ضمن إطار هذه القضايا). هكذا أجاب كبير مساعدي رئيس الجمهورية السابق رئيس حركة تحرير السودان الدارفورية «مني أركو مناوي» على سؤال مصطفى سري عن إستراتيجية فصيل مناوي حال انفصال الجنوب بعد الاستفتاء وكيفية تعامله مع الواقع الجديد في الحوار المنشور بجريدة الشرق الأوسط العدد (11735) ليوم الجمعة الموافق 14/1/2011م، ويبدو التناقض فيما طرحه كبير مساعدي الرئيس السابق واضحاً حين أجاب على سؤال حول تصريح الفريق سلفاكير رئيس حكومة الجنوب بإبعاد كل قيادات المعارضة الدارفورية فقال مناوي : (سلفاكير يقصد الحركات المسلحة غير الموقعة على اتفاق سلام مع الخرطوم، وأنت تعلم أن حركة تحرير السودان التي أقودها وقعت اتفاقاً مع الحكومة في مايو (أيار) 2006م، في أبوجا. ونحن وسلفاكير كنا نعمل في حكومة الوحدة الوطنية، وجوبا منطقة حرة، وحكومة الجنوب لديها مصداقية تجاه أفرادنا) . وإستراتيجية «مناوي» المستندة إلى نتيجة استفتاء الجنوب والتي تعطي كل الأقاليم السودانية حقها في الاستفتاء على تقرير المصير لم تجد ما يسندها في اتفاقية أبوجا للسلام التي وقعها فصيله، فلم توقع حكومة الخرطوم على اتفاق يعطي دارفور أو غيرها من أقاليم شرق السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق الحق في تقرير المصير مثلما أعطي للجنوبيين، وربما تقود بندقية مناوي لهذا المصير مستقبلاً . . أما ما يستند إليه من اتفاق سلام مع الخرطوم يسمح له بالبقاء في جوبا معارضاً فتلك تمنيات وآمال لا تبنى عليها وقائع السياسة، وربما يأمل البعض في أن يصدق حدث مناوي وتوقعه بقيام انقلاب في السلطة بالخرطوم وحدوث انشقاقات داخل المؤتمر الوطني تقود لتصفيات جسدية داخل صفوفه، إن صحت المعلومات التي تُسوّقها غرف الإعلام السوداء على لسان زعماء صنعتهم فوهة البندقية وامتهنوا التمرد ليحدثونا عن الخيارات الإستراتيجية وسيناريوهات الحرب ومن ثم المتاجرة بآلام النازحين واللاجئين والمشردين من أهل دارفور !! .