بدأت بحوث استخدام البقاس فى صناعة الورق منذ العام 1939م الا ان بداية الاربعينيات تعتبر الفترة الناجحة لاستخدام البقاس لانتاج الورق حيث اصبحت التكنولوجيا متاحة لكل بلدان العالم التى تنتج البقاس مثل اليابان وانجلترا والفلبين والارجنتين وعدد من ولايات اميركا ،كما مكن ذلك استخدام طرق كيميائية مثل السولفيت والصودا والطرق الكيميائية ، ذلك انه بالاضافة الى نسبة الرطوبة فانه يحتوى على 5.2 % سكروز و5.2 مواد ذائبة بالاضافة الى 10 % ماء ومواد دقيقة وطينية . وفى السودان بقدر ما انه يمتاز بصناعة السكر وانتاج القصب فان مصانع السكر السودانية اضحت تنتج انتاجا جانبيا من البقاس واضحى متوفرا بكميات كبيرة حيث انتجت مصانع السكر الاربعة المملوكة للدولة خلال عام واحد خلال الفترة الماصية ما يقارب مليون ومائة الف طن من البقاس الذى يحتوى على رطوبة عالية تصل نسبتها الى 50 % علما بان خمسة اطنان من البقاس الرطب يعنى طنا واحدا من الورق فاذا استخدمنا هذه الكمية كلها تحصلنا على 200 ألف طن من الورق . ولكن حتى الآن لايوجد فى البلاد اى مصنع للورق ويظل استخدام البقاس كله فى انتاج الطاقة البخارية لتكرير السكر . وعلى الرغم من ان مصانعنا المحلية الاربعة لانتاج السكر ذات مقدرة كبيرة فى انتاج البقاس الا اننا لم نستفد من هذه الميزة النسبية التى نمتلكها، كما ان صناعة الورق بدأت منذ الاربعينيات ايضا ونحن الآن فى 2011 م لم نجد احدا يفكر ايضا فى الاستفادة من هذه الميزة بعمل مصنع للورق فى السودان ،مع العلم ان مصانع السكر بدأت تتزايد فى الآونة الاخيرة بالبلاد خاصة فى ولاية النيل الأبيض وفق خطة السكر الكبرى التى يرجى منها الكثير فى توفير موارد اضافية للدولة . ونرجو كذلك ان تتضاعف هذه الموارد بالاستخدام الامثل للبقاس واضافة موارد جديدة ومتجددة اذا علمنا ان للبقاس صفات فيزيائية تعتمد على زراعة القصب من منطقة الى اخرى، وعلى التربة التى ينمو فيها وايضا على طول او قصر مدة النمو وطريقة قطع القصب اضافة الى المكونات الكيميائية التى تعتمد على نوعية القصب ومكان التربة التى ينمو فيها والمناخ وطول او قصر فترة النمو. وعملية صناعة الورق تتم عبر مراحل بفصل الماء والمواد الطينية توطئة للحصول على عجينة الورق المبيضة ومنها تتم عملية التبييض ثم الى عمليات تجهيز العجينة التى يتم فيها الخلط مع مواد اخرى ثم ترسل الى ماكينة تكوين صفائح الورق ، ونحن اليوم قد وصلنا الى مراتب عليا فى صناعة السكر ولذا علينا الاستفادة من المنتجات الجانبية فى ظل ارتفاع أسعار كل المنتجات العالمية. [email protected]