نفى وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود، أن تكون محادثات الدوحة بشأن دارفور قد فشلت، مؤكدا ان بلاده ما زالت تكسب ثقة كل الأطراف للوصول الى حل. وجاءت تصريحات آل محمود خلال زيارته لمدينة نيويورك الأميركية، حيث يجري مشاورات مع الأمين العام للأمم المتحدة، وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، حول مسألة دارفور. وكان الوفد الحكومي السوداني غادر مفاوضات دارفور في الدوحة نهاية الشهر الماضي، لكنه عاد وأرجع ذلك الى انشغال السودانيين باستفتاء تقرير المصير للجنوب، نافيا أن يكون ذلك انسحابا من المفاوضات. وقال مسؤول الملف في الحكومة السودانية غازي صلاح الدين، انهم بانتظار وثيقة السلام النهائية لابداء الرأي بشأنها، موضحا ان الوفد أبلغ قطر بضرورة الانتقال الى المرحلة النهائية. وبدوره قال رئيس الوفد أمين حسن عمر، انه سيعود الى الدوحة «اذا كان هناك ما يستدعي، واذا كان هناك عمل يمكن أن يتم أو جاءت الوساطة بشيء فسنأتي لمناقشة كيفية تحويل الأفكار الى واقع، وليس وارداً الانتقال الى أي منبر آخر للتفاوض». وقبل توجهه الى نيويورك، التقى وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ، والوسيط المشترك للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة جبريل باسولي، حيث تم بحث الأوضاع في دارفور. وقدم آل محمود شرحا للمراحل المتقدمة التي وصلت اليها الوساطة القطرية بشأن دارفور، والجهود المبذولة في هذا الشأن من أجل اتمام العملية في القريب العاجل. من جانبه، عبر بينغ عن دعم الاتحاد الأفريقي لجهود الوساطة، وتسخير كل الامكانيات المتاحة من أجل الوصول الى سلام شامل ودائم وعادل للنزاع في دارفور. وكان آل محمود وجبريل باسولي الوسيط المشترك للاتحاد الافريقي والأممالمتحدة، التقيا مساء امس الاول بنيويورك، مع كل من المندوبين الدائمين للاتحاد الروسي وفرنسا والبوسنة والهرسك ،الذي ترأس بلاده مجلس الأمن في شهر يناير الحالي، والدول الافريقية الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن وهي الغابون ونيجيريا وجنوب افريقيا، كل على حدة. كما اجتمع الوسيطان مع مندوب السودان لدى الأممالمتحدة، حيث قدما شرحا تفصيليا لمرحلة استكمال عملية السلام في الدوحة ،والمفاوضات التي جرت بين الاطراف، والمشاورات المكثفة التي أجرتها الوساطة مع كافة أصحاب المصلحة داخل وخارج السودان. وقدما شرحا حول وثيقة السلام المقترحة، وجهود الوساطة من أجل استكمال الوثيقة في القريب العاجل، توطئة لعرضها على اللجنة الوزارية العربية - الافريقية ،ومن ثم على المؤتمر الموسع الذي يمثل أصحاب المصلحة في دارفور ،وعلى الشركاء الاقليميين والدوليين لاعتمادها. وأكد المندوبون دعمهم لعملية السلام في الدوحة، وعبروا عن ارتياحهم للتقدم الذي تم احرازه من أجل الوصول الى تسوية نهائية للنزاع في دارفور، وناشدوا كافة الحركات المسلحة الانضمام للعملية السلمية في أقرب وقت.