ضمن أعمالها العلميّة أنجزت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بحثاً علمياً في فيزياء الليزر لنيل درجة الإجازة العليا «الدكتوراة» في موضوع دقيق يبحث في كيفيّة الحصول على الأفلام الرقيقة المنتجة بالليزر والمستخدمة في صناعة النانوتكنولوجيا من الحديد والنحاس والذهب والقصدير وغيرها ، بسماكات مختلفة. وأفاد بروفيسور نافع عبد اللطيف (المشرف علي البحث) أنّ الموضوع يعتبر من أهم أبحاث فيزياء النانوتكنولوجيا، لبحثه في اكتشافات جديدة تسهم في الارتقاء بصناعات واستخدامات الليزر، وأبان بأنّ الرسالة العلميّة التي أنجزها الدكتور الباحث محمّد عثمان عوض الله في هذا الخصوص تعتبر كسباً علمياً جديداً يضاف لرصيد البحث العلمي بالبلاد، سيما وهو أستاذ للفيزياء بجامعة البحر الأحمر، وأمضى عاماً في معامل جامعة ميلان بإيطاليا ومعهد بالاس بجمهورية الجيك ومعهد الليزر بجامعة القاهرة ضمن مجهود الدراسة التي أستغرقت أربع سنوات. من جانبه أبان الباحث محمّد عثمان عوض الله (36 عاماً) أنّه سعيد بالنتائج التي توصل إليها، وبالفترة التي أمضاها في إنجاز هذا المشروع العلمي، وقال إنّه ظلّ لثلاثة عشر سنة يدرس ويدرّس الفيزياء، واعتبرها المجال الحيوي الأهم في عالم اليوم. وحول بحثه العلمي في فيزياء الليزر، أبان أنّه غير الحصول على البلازما المنتجة بالليزر من الحديد والنحاس والذهب والقصدير، فإنّ الدراسة كذلك عمدت إلى حساب درجة حرارة البلازما الموافقة لكل هدف وباستخدام تقنيتين مختلفتين هما تقنية الأشعة السينية المنبعثة من البلازما وتقنية تستخدم الحركة الدنميكية لجزيئات البلازما وذلك للإستفادة من تمدد البلازما لترسيبها بشكل أفلام رقيقه علي قاعدتين الأولي من النحاس والثانية شبيكة الأقاتا. وأضاف الباحث أنّه لغرض تحقيق أهداف الدراسة فقد تم استخدام نفس منظومة الليزر لكلا التقنيتين وذلك باستخدام التوافقية الثانية لليزر (النيوديموم- ياق) ذي التشغيل المفتاحي النبضي ، بطاقة نبضة أعلي قيمة لها 30 مل جول و بتكرارية مقدارها 10 هيرتز وزمن نبضة مقداره 40 بيكو ثانية وبكثافة قدرها في حدود 1013 واط/سم2 لإنتاج بلازما داخل غرفة مفرغه من الهواء إلي 10-2 ملي بار. وأشار إلى أنّه بالنسبة لتجربة الأشعة السينية و غير مفرغة بالنسبة لتجربة LIFT. فقد تم استخدام مفتاح يدوي يتحرك علي المحورين الأفقي والرأسي ، في كلا التجربتين ، وذلك للتحكم في حركة مادة الهدف، بالتتابع مع نبضات الليزر حتى تسقط كل نبضة ليزر علي موقع جديد من سطح مادة الهدف.وتقدّم الباحث في ختام حديثه بالشكر لله على هذا التوفيق الكبير، وشكره وعرفانه لوالده ووالدته على مصابرتهما وتشجيعهما، وزوجته التي تحمل درجة الماجستير في ذات التخصص، وقال الباحث إنّه يعجز عن إيفاء الشكر للمشرف بروفيسور نافع عبد اللطيف على صبره ونصائحه العلميّة الغنيّة ولأسلوبه المتفرد في التفاني في الإشراف والإخلاص والإلتزام الصارم بتواقيت خطة العمل وروح الأبوة التي يتعامل بها مع جميع طلابه، وقال : أتقدّم بشكري العميق لأستاذي الجليل البروفسور ياس الحديثي (عراقي) الذي أشرف علي عملي في إيطاليا وتبني جميع أمور السكن ونحوها، وهيّأ لي فرص البحث مع مجموعات أوروبية أخري يعملون في نفس التجربة، وأشار الباحث إلى أنّ واحدة من أمنياته أن يعمل مع العالم الأمريكي المصري الأصل البروفيسور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في اكتشافه لجزء من الثانية. يذكر أنّ الدراسة التي أستغرق إنجازها أربع سنوات ستناقش الخميس المقبل بقاعة المؤتمرات بمعهد الليزر بالجناح الغربي بجامعة السودان، وتجاز علمياً بواسطة لجنة المناقشة المكوّنة من المشرف على البحث البروفيسور نافع عبد اللطيف والدكتور بابكر عثمان عميد معهد الليزر ممتحناً داخلياً و البروفيسور فتحي المنصوري (ليبي) نائب الأمين العام لإتحاد مجالس البحث العلمي العربية ممتحناً خارجياً. هذا وقد وزّعت أسرة الباحث رقاع الدعوة ، لحضور احتفال الكليّة بعد إجازة الدراسة التي ينتظر أن يكون لها صداها العلمي وسط المختصين داخل السودان وخارجه