يعتبر حي التكامل من اقدم الاحياء بمنطقة الشجرة، اذ يعود بروزه للحياة الى عام 1970م، غير ان الأوضاع الراهنة للحي تشير الى عدم خضوعه للتخطيط، وبالتالي افتقر للخدمات الاساسية، خاصة خدمات المياه والكهرباء والطرق والصرف السطحي لمياه الامطار، كما أن عدم وجود شبكة الطرق أدى لبروز مشكلات بيئية ناجمة عن تكدس النفايات وبالتالي انعكس الامر على الصحة العامة. «الصحافة» التي تلقت شكاوى سكان المنطقة، انتقلت الى حي التكامل ووقفت على آراء المواطنين الذين ناشدوا سلطات التخطيط العمراني والتدخل بوجه السرعة لتغيير واقعهم الراهن. وتحدثت المواطنة آمنة سالم قائلة إن منطقة التكامل كانت عبارة عن غابات قبل ان يقطنوها في بداية سبعينيات القرن الماضي، وبعد سكنهم بحقبة زمنية طويلة تعرضوا للازالة في عام 1990م، وتم ترحيل بعض السكان الى منطقة جبل اولياء، غير انهم رفضوا ذلك وتقدموا بشكوى الى وزير التخطيط العمراني الذي اوضح لهم ان الحي استثماري، فاشارت لجنة السكان الى انهم قادرون على الشراء، مع العلم ان الحي الذي كان امامهم تمت به معالجة مما دفع الاهالي للتساؤل لماذا لا تتم معالجة لسكان التكامل اسوة باشقائهم في الحي الامامي؟ وقالت آمنة إنها مقيمة بالتكامل لفترة زمنية طويلة، مستدلة على أنها انجبت كل اطفالها داخل الحي، علما بأن بعضهم تزوجوا وباتت لهم اسر. وطالبت آمنة سلطات ولاية الخرطوم بمعالجة حالتهم الراهنة باعادة تخطيط الحي. ومن جانبه تحدث المواطن خميس النور وهو عامل في احدى المصالح بالقطاع العام قائلاً: «عندما اتيت الي حي التكامل في معية اسرتي كان عمري عشر سنوات فيما انا ابلغ اليوم «40» عاما واعيش حياة بدائية بسبب عدم توفر أهم مقومات الحياة من مياه وكهرباء، وكل همي ان يكون لي منزل يأويني واسرتي، حتى تنعم حياتنا بالاستقرار». ويمضي خميس قائلاً انه يريد ان يعرف سر هذا التميز، وهل نحن قادمون من كوكب آخر؟ المواطنة فاطمة محمد يوسف تحدثت ل «الصحافة» عن بعض صور المعاناة الناجمة عن غياب التخطيط، وقالت إنهم يعتمدون على مياه «الكارو» طيلة الاربعين عاما الماضية، والمشكلة الحقيقية أن جميع الذين يسكنون الحي من شاغلي الوظائف العمالية سواء بالاجهزة الحكومية او غيرها، والفئة الثانية جنود بالقوات النظامية، مشيرة الى انها تعمل بوزارة الثروة الحيوانية «عاملة» منذ «28» عاما، وعندما تذهب للعمل تكون يدها على قلبها، لأنها تتوقع في اية لحظة أن تتم ازالة منزلها، واستحلفت السلطات بحل المشكل قائلة: «نحن مسلمون والاسلام اوصى بالتكافل والتراحم، وتلك رسالتي للمسؤولين». اما المواطنة حواء هارون الزائر فقد اشارت الى انها تعمل بوزارة التربية والتعليم منذ اكثر من عشرين عاما في وظيفة عمالية بمدرسة الشجرة الثانوية. وقالت حواء إنها ذهبت في احد الايام للعمل بالمدرسة، وعند حضورها بنهاية اليوم وجدت منزلها محاصرا بقوات الشرطة. وفي اقل من خمس دقائق تم هدم المنزل ولم يسمح لها باخراج الاثاث والعفش. وعندما سألت الذين يقومون بالازالة تحدث اليها احدهم قائلا إن هذا المنزل ملك له، وتم اقتياد حواء الى قسم الشرطة، وهناك ادخلوها الحراسة وتم استكتابها تعهداً بعدم الاقتراب من المنزل، علما بأنها تسكن في هذا المنزل منذ عام 1970م، وبعد عودتها قامت حواء باعادة تشييد المنزل مرة أخرى. وخلصت حواء الى انهم لن يتركوا منازلهم «الا على أرواحهم» على حد قولها. وتشير «الصحافة» إلى أن غالبية الذين تحدثوا للمحرر من عنصر النساء، وذلك لأن الرجال كانوا وقتها في أماكن أعمالهم.