وانت تعبر امام مستشفى التجاني الماحي وامام الصينية تقابلك هذه العبارة ( فلتسقط الحكومة ) كتبت بخط ردئ يعبر عن استعجال من رسم حروفها قبل ان يوقع تحتها اسم الحزب المعارض . عادة الكتابة على الجدران سلوك سوداني عتيق اثبت نجاحه في ايصال الرسائل المختلفة فكل يكتب لليلاه ويعبر عما يجيش في دواخله ،جدران اسقطت حكومات ليست وحدها وانما شاركتها في المهمة البيانات التحريضية والمنشورات التي يتم توزيعها في اماكن التجمعات البشرية الكثيفة واتت اكلها في فترات سابقة من تاريخ البلاد الا أن العبارات المرسومة بالفحم تجاوزها الزمن واصبحت غير ذات جدوي في عالم ما بعد الثورة التكنولوجية وصارت الجدران مطلية بالاصباغ الجميلة التي لا تستوعب مثل هذا النوع من الافعال لكن في المقابل لم ينتهِ بعد عهد الثورات والاعتراض على الاوضاع عند الشعوب المحتجة على حكامها وطرق ادارة شؤون بلدانها مع استمرار البحث عن جدار يحتمل مثل هذا النوع. الجدار الجديد كان هو حائط الفيسبوك او حائط الثورة الجديد الذي اثبت فاعليته في تونس واجبر السلطات في مصر على قطع الخدمة وهو الجدار الذي تم اختياره اخيرا من قبل الشباب السوداني المولع بالجلوس من خلف كيبوردات الكمبيوتر او عبر شاشات الموبايلات لارسال رسالته ولقيادة خط الثورة الجديد، خط دعوا لتدشينه يوم الاحد القادم عبر رسائل متبادلة او عبر الكتابة والتعبير عن الذي يخطر في بالهم فاجدهم كتبوا هذه العبارة مستعيرين اياها من الحجاج بن يوسف (اني ارى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها وانكم لاصحابها ) قبل ان يطالب الجميع بالخروج من اجل تحقيق غايات الوطن الدعوة التي وجدت قبولا منقطع النظير عند مجموعة ورفض من آخرين استخدموا نفس الحائط عبر تعليقاتهم المتباينة قبولا ورفضا للفكرة الا ان الحراك الاسفيري نفسه في هذا الجانب يعبر عن ان الفيسبوك صار احد ادوات الثورة في العالم الجديد وان حائطه يمكن ان يسقط جدار الحكومة او ان الحكومة نفسها يمكنها رمي هذا الجدار على رؤوس من رسموا فيه مطالبين بسقوطها. البعض اعتبر جدار الثورة الجديد بانه الذي سيوصلهم الى آخر المحطات بينما اعتبره الآخرون بانه محاولة للهروب فقط من الواقع لان الثورة في الشارع وليست من خلف المكاتب المكندشة (والدائر الثورة بمرق ليها الشارع) تعليق كتبه احد المتشككين في جدوى هذا النوع من الثورات شرارة هي احد اسماء المجموعات السودانية التي اختارت حائط الفيسبوك حائطا للمواجهة وهي اختصار للمجموعة الشبابية للتغيير وهي تأكيد على ان مجمل من يستخدموا الفيسبوك هم من فئة الشباب فهل تتخطى شرارتهم شاشات الكميبوتر ام انها ستخمد في مهدها بعد ان اخمدت حوائط الفيسبوك حوائط الثورة التقليدية ؟؟