مهددات الامن الغذائي كثيرة في السودان والدول الافريقية خاصة ارتفاع اسعار الغذاء ولكن على الرغم من ذلك كان القطاع الاقتصادي بمجلس الوزراء اعلن عن فتح صادر الذرة بحوالى 500 ألف طن كمرحلة اولى لمعالجة قضية التسويق وتحسبا لتدني أسعاره. قال وزير الدولة بالتجارة فضل عبدالله فضل للصحافة ان الصادر حتى الآن حوالي 57 ألف طن هذا المصدرفعليا وهناك 68 الف طن انتهت اجراءاتها وتمت اذونات الشحن كصادر في الموانئ المختلفة وجملة الصادر في حدود125 ألف طن الا انه قال ان جزءً كبيراً لم يكتمل حصاده تماما. وقال الامين العام لاتحاد المزارعين عبد الحميد آدم مختار للصحافة ان القراءات الاولية تشير الى فائض كبير في محصول الذرة الا انه دعا الى ضرورة معالجة قضية التسويق باسعار تشجع المنتجين لضمان استمرارية الانتاج وقائلا ان الاتحاد ينسق مع الجهاز التنفيذي للترويج للصادر واشار الى ان المخزون الاستراتيجي دخل كمشتري للمساهمة في معالجة قضية التسويق و قال اتحاد المزارعين ان الانتاجية في محصول الذرة هذا العام غير مسبوقة خلال العشرين سنة الماضية واشار ان متوسط الانتاجية في القطاع المطري يفوق الخمسة جوالات للفدان و واوضح ان هناك بعض المناطق المطرية التي استخدمت فيها التقاوي المحسنة يفوق انتاج الفدان عشرة جوالات ،مشيرا الى تجربة أقدي للزراعة الصفرية. وقال بعض المزارعين الذين استخدموا التقاوي الامريكية نتوقع ان تفوق انتاجية الفدان العشرين جوالاً وبصورة عامة فان انتاج الذرة في السودان لهذا الموسم اكثر من 6 مليون طن وهذه الانتاجية تفوق الاستهلاك المحلي الا ان اتحاد الفلاحين العرب اكد ان تحدي من تحديات الامن الغذائي استخدام الذرة ضمن عدد من المحاصيل لانتاج الوقود الحيوي خاصة ان هناك مساحات محدودة صالحة للزراعة بالاضافة الى محدودية الموارد المائية والآن الصراع على الاراضي الصالحة للزراعة بين الانتاج الزراعي وانتاج الوقود الحيوي. وقال منصور طبيقة الامين العام للاتحاد للصحافة نحن في افريقيا والوطن العربي نعي مخاطر استهداف الاراضي الزراعية لانتاج الوقود الحيوي من الذرة والقمح والنخيل وتوجه الشركات لذلك يؤثر رغم انه متصالح مع البيئة فيما يتعلق بقضية الطاقة الا انه معوق اساسي للحصول على الغذاء الكافي وهنا ادعو لزراعة محاصيل خاصة بالوقود الحيوي كالبقوليات والبذور كبديل للمحاصيل الاستراتيجية و كانت وزارة الزراعة قداكدت ان السودان يعول عليه كثيرا في سد فجوة الغذاء في العالم والتي تبلغ 30 مليار دولار واشارت الى السعي لفتح الفرص امام الشراكات الاستراتيجية وتشجيع الاستثمارات الخارجية لتأمين الغذاء واضعين في الاعتبار حسن استخدام الموارد حسب الميزات النسبية بالاضافة الى اتخاذ حزمة من الاجراءات المناسبة لمساندة البرامج الاقليمية داعية دول اقليم الشرق الادنى للدخول في شراكات استراتيجية سواء كانت استثماراً مباشراً او شراكات ثنائية اوعبر البوت مركزة على اهمية التعاون بين الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي والمنظمة العربية للزراعة ومنظمة الفاو لتحقيق الامن الغذائي وتفعيل التجارة الزراعية بين البلدان العربية. وعلى الرغم من ذلك تعتبر مسألة ارتفاع اسعار الحبوب مهدداً من مهددات الامن الغذائي واكد نائب رئيس اتحاد المزارعين غريق كمبال مسألة تراجع انتاج الحبوب في العالم واعتبر انتاج الوقود الحيوي من ضمن المستهلكين وبصورة كبيرة لانتاجية الحبوب في العالم الامر الذي ادى لارتفاع اسعارها بدرجة عالية وقال (للصحافة)ان هناك اتجاهاً عالمياً لزيادة الانتاج الرأسي للحبوب في الدول المنتجة للوفاء بالطلب العالمي المتزايد الا انه اشار الى ان الاتجاه لتصنيع الاعلاف من الحبوب يفاقم المشكلة و يؤدي لزيادة الطلب عليها ودعا الى وضع رؤية من قبل المهتمين بامر الغذاء في العالم تحقق استقرار اسعار الحبوب واشار الى ان التغيرات المناخية الكبيرة التي يشهدها العالم كفيلة ان تؤثر سلبا على خارطة انتاج الحبوب. وقال في السابق هناك دول مرشحة لتكون سلة غذاء العالم من ضمنها السودان الا انه قال ان تقانة انتاج الحبوب فيه ضعيفة ولاتسهم في الرقي بالانتاج الى درجة الاكتفاء الذاتي مؤكدا ان انتاج الحبوب الاساسية في العالم يواجه ازمة واقترح لحل هذه الاشكالية الاتجاه العلمي للانتاج ومكننة العمل الزراعي وايجاد صناديق داعمة لانتاج الغذاء بالاضافة لتخصيص هذه الصناديق للدول التي لديها امكانيات الانتاج وتحسين السلالات المستزرعة من الحبوب وتطويرها علميا حتى تقاوم الآفات والامراض. واكد على اهمية وجود نظام تسويقي عالمي للمنتج من الحبوب ليسهم في استقرار الاسعار ويحفز المنتجين على الاستمرار في العملية الانتاجية. وقال الخبير الاقتصادي بروفسير عصام بوب انه علميا تم التوصل الى امكانية تحويل الحبوب الغذائية الى مشتقات للطاقة الامر الذي يمكن من تعويض النقص في احتياجات الطاقة للدولة التي تنتجها الا انه قال ان هذا الامر يشكل كابوساً بالنسبة للدول النامية نظرا لموقف العالم الحالي من نقص انتاج الغذاء مقابل الموارد الطبيعية المتوفرة لانتاج الطاقة من النفط وغيرها من الطاقة النووية واستخدام المياه في انتاج الكهرباء بتركيز انتاج الحبوب في العالم في دول محددة وكلها دول متقدمة واشار الى ان معظم الدول النامية تستورد الحبوب من الخارج وتعتمد اعتماداً كبيراً في غذائها على الاستيراد واكد( للصحافة) ان تحويل الحبوب الغذائية الى مشتقات للطاقة يشكل تهديدا لامنها الغذائي يصل الى درجة المجاعة وقال في الوقت الحالي لا يوجد مبرر كافٍ لتحويل الحبوب الغذائية لمشتقات للطاقة و اضاف ان السودان ما زال يستورد كميات كبيرة من الحبوب وخاصة القمح من الخارج وكذلك باقي المنطقة العربية ودول افريقيا بكاملها ،واكد ان استخدام الوقود لانتاج الطاقة النظيفة للحد من التلوث لايمكن ان يحل المشكلة من ناحية اقتصادية او حتى بالنسبة لحجم انتاج الحبوب على نطاق العالم.