اختار الرئيس المصري حسني مبارك أمس أحمد شفيق، وهو قائد سابق للقوات الجوية رئيسا للوزراء ليضمن بذلك أن يشغل المناصب السياسية الثلاثة الارفع في البلاد، أشخاص لديهم خلفية عسكرية،وجاء تعيين شفيق عقب الاعلان في وقت سابق عن تعيين عمر سليمان مدير المخابرات العامة نائباً للرئيس، وهو المرشح الابرز لشغل الرئاسة اذا لم يترشح مبارك للمنصب في سبتمبر،وظهر سليمان «74 عاما»على التلفزيون الرسمي وهو يؤدي اليمين القانونية أمام مبارك. وفي اول رد فعل اميركي،رأت وزارة الخارجية الامريكية ،ان الحكومة المصرية لا يمكنها الاكتفاء بمجرد «اعادة ترتيب الاوراق» مطالبة باجراء اصلاحات سياسية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي. جيه. كراولي ،انه لا يمكن للحكومة المصرية الاكتفاء «بإعادة ترتيب الاوراق.» وأضاف، «كلمات الرئيس مبارك التي تعهد فيها بالاصلاح يجب ان يعقبها عمل» ، مرددا دعوة الرئيس باراك اوباما لاجراء اصلاحات. وفي السياق قال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله أمس، ان المانيا هددت بخفض مساعداتها لمصر اذا لم تخفف السلطات من اجراءاتها الصارمة ضد المحتجين،ومصر واحدة من أكبر الدول المتلقية للمساعدات التنموية الالمانية حيث حصلت مصر على حوالي 5.5 مليار يورو منذ الستينات . وقال الوزير الالماني «مطلبنا من الحكومة المصرية واضح، دعوا كل أشكال العنف و/ادعموا/ الحق في التظاهر، ألمانيا تقف في صف حرية التعبير والديمقراطية.» كما دعا زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا مبارك للعمل على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة ودعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي،الرئيس مبارك إلى الرحيل،على رجليه مختارا قبل أن يرحل اضطرارا، وليكن له في الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عبرة، واصفا النظام المصري بأنه لا يعي ولا يعقل فهو أعمى لا يبصر وأصم لا يسمع وغبي لا يفهم. وخاطب القرضاوي مبارك عبر الجزيرة قائلا «ارحل يا مبارك إن كان في قلبك مثقال ذرة من رحمة أو في رأسك ذرة من تفكير»، طالبا منه أن يرحم نفسه وأهله، فالحكم إن كان غنما فتكفيه الثلاثين سنة، وإن كان غرما فتكفيه الثلاثين كذلك. ونصح القرضاوي مبارك بالتخلي عن الرئاسة والرحيل عن مصر ، فالبلد خسر المليارات «فلا تخربها وتقعد على تلتها، ارحل يا مبارك» ، وأضاف ،ان العشرات من الشبان قتلوا في يوم واحد وهم يطالبون بحقهم «ولكنك وجنودك قابلتهم بالرصاص الحي». كما دعا محمد البرادعي، أحد أقطاب الجمعية الوطنية للتغيير في مصر، الرئيس مبارك إلى التنحي لتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق إلى الفوضى، وبالتالي إفساح المجال أمام مرحلة انتقالية تُعنى بإعادة بناء البلاد على أسس ديمقراطية ، تلبي مطالب الشعب بالحرية والكرامة، على حد تعبيره. وقال، إن المظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها محافظات الجمهورية تأتي تعبيرا لكافة شرائح الشعب المنادي بتغيير شامل ،وليس بإصلاحات جزئية تتصل باستقالة الحكومة أو ما شابه ذلك. وأضاف ،ان خطاب الرئيس حسني مبارك أمس الجمعة، جاء مخيبا للآمال، ولا يلبي طموح المحتجين الساعين للتخلص «من نظام قمعي يحكم البلاد منذ أكثر من ثلاثين عاما». ونفى البرادعي التلميحات التي تشير إلى خروج المظاهرات عن طبيعتها السلمية والانزلاق نحو أعمال الشغب، مؤكدا أن المظاهرات كانت سلمية 100% ، إلا أن قوات الأمن هي التي بادرت باستخدام العنف. الى ذلك أبدت بعض الزعامات العربية تضامنها مع الرئيس مبارك ، فمن الرياض إلى طرابلس إلى رام الله، تلقى مبارك مكالمات هاتفية من الرؤساء والملوك، وجاء أول موقف من ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز الذي أجرى اتصالا هاتفيا امس مع الرئيس المصري أعرب فيه عن مساندته له وانتقد الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ الثلاثاء الماضي. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الملك عبد الله قوله «إن مصر العروبة والإسلام لا يتحمل الإنسان العربي والمسلم أن يعبث بأمنها واستقرارها بعض المندسين باسم حرية التعبير بين جماهير مصر الشقيقة واستغلالهم لنفث أحقادهم تخريباً وترويعاً وحرقاً ونهباً ومحاولة إشعال الفتنة الخبيثة». وذكرت الوكالة أن مبارك طمأن الملك السعودي بأن «الأوضاع مستقرة في مصر». كما تلقى مبارك أمس أيضا مكالمة هاتفية من العقيد الليبي معمر القذافي، أعرب له فيها عن ثقته فى «استقرار المجتمع المصرى وحفاظه على ما حققه من مكتسبات». وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن القذافي أعرب خلال الاتصال «عن تمنياته باستكمال مصر مسيرتها نحو المزيد من الخير والتقدم لأبناء شعبها ومواصلة دورها الرئيسي في الدفاع عن قضايا أمتها». ومن جهة أخرى تلقى مبارك اتصالا أيضا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد خلاله «تضامن الشعب الفلسطينى مع مصر قيادة وشعبا فى الظرف الراهن بما يطرحه من تحديات»،كما أكد عباس ثقته فى اجتياز مصر لهذه الظروف الدقيقة واستعادتها للهدوء والاستقرار.