*يومان فقط وتنطلق فعاليات الحدث الأفريقى الكبير الذى تستضيفه بلادنا وهو نهائيات بطولة أفريقيا للاعبين المحليين حيث ستبدأ المباريات يوم الجمعة فيما تعتبر البطولة قد بدأت فعليا بوصول رئيس الإتحاد الأفريقى لكرة القدم ( كاف ) السيد عيسى حياتو ( كميرونى الجنسية ) و ضيوف البطولة وحكامها ومراقبيها و بعثات المنتخبات المشاركة . *إستضافتنا لهذه النهائيات تعتبر حدثا وطنيا كبيرا يتطلب من كل الشعب السودانى العمل على إنجاحه و الإهتمام به ومتابعته وتوفير كافة المقومات والعناصر التى تجعله يخرج بالشكل المطلوب والأكثر أهمية هو أن نتكاتف جميعا من أجل حمايته ونكرر هذه المفردة ( الحماية ) ونقصد هنا أن يؤجل أصحاب الأجندة الأخرى أفكارهم ومخططاتهم إذ أن الوضع العام يجب أن يكون مستقرا ومهيأ وأن يكون همنا الأكبر ومبدأنا الذى لا يقبل النقاش هو الكيفية التى سننجح بها فى صناعة وخلق إنطباع جيد لدى الأفارقة بأننا كنا عند حسن ظنهم بنا عندما قرروا منحنا تنظيم هذا المحفل القاري الضخم وأن نكسب رضاءهم ونؤكد لهم أننا شعب ناجح وهذا لا يتأتى إلا بتضافر كل الجهود رسمية وشعبية وتتجه كافة الأنظار صوب الحصول ونيل ( كأس الجودة ) . *فى إعتقادنا الخاص أنه ليس هناك من هو أهم من هذا الحدث القارى الكبير ويجب أن ينال الأولوية ويتصدر قائمة إهتمامات الدولة وكل الشعب . صحيح أن الأحداث الرياضية لا تحظى ( هنا ) بالإهتمام الكافى خاصة من الرسميين والذين مازال بعضهم يتعامل مع الرياضة على أساس أنها مجرد ( لعب ولهو ) وبالطبع فهذه مفاهيم متخلفة وغير صحيحة وإعتقادات لا تواكب العصر فالرياضة أصبحت جسرا للتواصل بين الشعوب وتطلق عليها صفة الدبلوماسية الشعبية وباتت منفذاً تطل من خلاله الدول على بعضها البعض فضلا عن كل ذلك فهى تشغل القطاع الأكبر من الشعب وأصبحت وجبة أساسية للغالبية غير ذلك كله فهى عندنا بمثابة برنامج ترفيهى وتحظى بإهتمام كبير من المواطن السودانى ويكفى الإشارة إلى عدد الصحف المتخصصة فى الرياضة والصفحات الرياضية فى الصحف السياسية وإن عقدنا مقارنة فسنجد أن عدد الصفحات الرياضية التى تصدر فى اليوم الواحد يساوى أضعاف الصفحات المهتمة بالشئون الأخرى بما فيها السياسة وهذا دليل على قوة وإنتشار الوعى الرياضى وعظمة تأثيره الشئ الذى يلزم الجهات الرسمية ( الدولة ) بأن تعطى الرياضة والرياضيين إهتماما أكبر من الإحترام والتقدير والإعتبار نقول ذلك حتى يعى الجالسون على مقاعد المسئولية الدور الهام والمؤثر والإستراتيجى للرياضة والرياضيين. وليس هناك دليل أبلغ من علو الحدث الرياضى الآن على الحدث السياسى المرتقب والمتمثل فى إعلان الإنفصال وإنشطار السودان لدولتين إذ أن الواقع يقول إن الإهتمام الشعبى بنهائيات بطولة الأمم الأفريقية سيفوق ردود أفعال الإنفصال والذى بات أمرا واقعا *نتمنى أن يجئ التعامل مع تفاصيل البطولة كحدث كبير شامل ومتكامل حتى نثبت به جدارتنا ونجسد عبره علاقتنا بكرة القدم الأفريقية خصوصا وأن فكرة تأسيس الإتحاد الأفريقى لكرة القدم أنتجها عقل سودانى عملاق إسمه ( الراحل المقيم ) الدكتور عبدالحليم محمد ( أبو الطب والرياضة السودانية ) ونكرر من جديد أن نهائيات البطولة الأفريقية هى ليست مجرد حدث عادى ولا هى مباريات تلعب وتنتهى بل هى برنامج عام وتحدى كبير لنا وإمتحان لقدراتنا وإمكانياتنا فهل سننجح فى الإمتحان ونكون عند حسن الظن بنا . نتمنى ذلك *أمنية وإن كنت أملك القرار لوجهت كافة الصحف الرياضية بأن تجد أخبار النهائيات الأفريقية الأولوية وأن تكون هى العناوين الرئيسية.