٭٭ أربعة يام فقط تبقت لانطلاقة نهائيات بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، هذا الحدث القارى الكبير الذى تستضيفه بلادنا هذه المرة ،والذى يمثل فى مجمله تحديا كبيرا لقدراتنا فى التنظيم والادارة والتخطيط، لا سيما واننا قد كنا من المؤسسين الرئيسيين للاتحاد الأفريقى لكرة القدم « كاف » قبل 54 عاما من الأن، وقد سبق لنا وأن أستضفنا النهائيات الأفريقية الأولى والتى ضمت الى جانب منتخبنا الوطنى « الأهلى السودانى فى ذاك الوقت » المنتخبين المصرى والاثيوبى، وقد نلنا شرف تنظيم النهائيات الأفريقية للمرة الثانية عام 1970 ،وها نحن نستضيفها للمرة الثالثة « مع اختلاف التسمية ». ٭٭ وكما قلنا من قبل فان النهائيات الأفريقية هى ليست مجرد مباريات تبدأ وتنتهى، بل هى حدث رياضى قارى عظيم وضخم حيث يتعامل معه الشعب الأفريقى أجمع من منظور أنه عيد كروى وفرصة لتلاقى الثقافات وتقوية العلائق و للتعارف، كما أنه يعتبر عند الأفارقة برنامجا ترفيهيا ،وعادة ما يحظى باهتمامهم ومتابعتهم ،وهذا ما يجعلنا نصفه بالحدث الضخم والتحدى الكبير، بل أنه امتحان صعب، ويستوجب علينا ن نكون على قدره وفى قمة الجاهزية له لأن النجاح فى تنظيم مثل هذه المناسبات يعنى الكثير وله ما بعده ،و بالضرورة أن نكون على قدر التحدى ونبذل قصارى جهودنا حتى ننال الدرجة الكاملة، ولا توجد هناك أية نسبة للفشل لأن ذلك سيترك انطباعا سيئا عنا لدى كل شعوب القارة الأفريقية . ٭٭ شاءت الأقدار أن تأتى هذه المناسبة الكروية القارية الكبيرة متزامنة مع حدث سياسى واجتماعى ضخم عندنا وهو انشطار دولتنا الى قطرين « هذا بحساب مؤشرات نتيجة الاستفتاء » الشئ الذى يجعلنا نطالب الدولة بأن تتعامل مع هذا الحدث من منطلق أنه غطاء لنتيجة الاستفتاء بعد اعلانها وماعون يستوعب ردود افعالها أيا كانت النتيجة، ومن الأهمية أن نسوقه اعلاميا بالشكل الذى يجعله هو الأكبر والطاغى والأكثر تأثيرا، وأرى أنه من حسن حظنا أن يتزامن هذان الحدثان، وفى ذلك تقليل من تأثيرات الانفصال وردود أفعاله، وكل ما نتمناه أن يجئ تعامل أهل السياسة مع النهائيات وافرازاتها وبما تقدمه من خدمة بقدر كبير من الفهم العميق. ٭٭ التحدى الأكبر هو قدرتنا على التعامل مع ضيوف النهائيات بالشكل اللائق والراقى والمنظم « الاقامة - الاعاشة - الفقرات المصاحبة - تسهيل حركتهم - وثبات ووضوح وشمولية البرنامج فيما خص التدريبات وتوقيتها ،وتوفير القدر الأكبر من وسائل الاتصال للاعلاميين، بما يسهل عليهم الاتصال بمؤسساتهم الاعلامية فى بلدانهم، خصوصا وأن هذه الناحية هى التى ستحدد نجاح أو فشل البطولة، لا سيما ونحن فى قارة يشكل فيها الاعلام عنصرا هاما ومؤثرا، بل هو الذى يقرر ويحدد النجاح والفشل. ٭٭ معلوم أن الاتحاد الأفريقى لكرة القدم « كاف » هو المسؤول عن البرنامج الفنى والادارى للبطولة « المباريات وما يتبعها من اجراءات وترتيبات »، وعلينا نحن تكميل التنظيم ذلك فيما خص التجهيزات الخاصة بالضيوف « ضيوف الكاف - رؤساء الاتحادات الوطنية الأفريقية - بعثات المنتخبات المشاركة - الحكام والمراقبين - الاعلاميين الأفارقة » ، ومن واقع متابعتنا للجهود الكبيرة التى تبذل فنعلن عن تفاؤلنا ، أما الجزئية الهامة « جدا » والتى لا تقبل أي اهتزاز فهى تتمثل فى انجاح البطولة جماهيريا وهذه مسؤولية الاعلام الرياضى السودانى، ولا أقول اللجنة الاعلامية التى تم تكوينها بطريقة تعتبر مجهولة وفيها كثير من الغموض، ولا نود الخوض فى هذا الموضوع الأن، ولكن من واقع الأحداث وطبقا لما نراه فى الشارع ويقوله الواقع فنقول ان البطولة لا وجود لها فى الشارع السودانى ولا تزال الأغلبية بعيدة عن مسرح الأحداث، ونرى أن اللجنة الاعلامية قد فشلت فى التبليغ وتنوير الشعب بهذا الحدث القاري الكبير، وظلت تكتفى باجتماعات تنعقد وتنفض يكثر فيها التنظير والفلسفة « أعتقد وأفتكر وأقترح وأرى و بما أنه والى أى مدى - كلام يقال فقط داخل المكاتب المغلقة لا يشبع ولا يروى لا أثر له ولا قيمة » ، ويكفى أن الأجهزة الاعلامية المرئية والمسموعة بعيدة عن موقع الحدث، ولم تبث حتى الأن أى برنامج عن هذه النهائيات، ولم يتكرم أى منهم بتقديم معلومة أو برنامج تعريفى ناهيك عن التبصير بأهمية الحدث. ٭٭ والحديث عن النهائيات الأفريقية يحلو ويمتد.