كشف وزير الخارجية علي أحمد كرتي، عن تحول في المواقف الغربية تجاه قضية المحكمة الجنائية الدولية والسودان، موضحا أن هناك تقدماً بطيئاً لاستكمال تطبيع العلاقات بين الخرطوموواشنطن،وتوقع أن تشطب الولاياتالمتحدة اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، لكن رفع العقوبات سيأخذ وقتا. وقال كرتي، الذي كان يتحدث في برنامج «مؤتمر إذاعي» أمس ، ان زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة ،أتاحت للسودان للمرة الأولى مخاطبة الرأي العام الأميركي،ووصف محادثاته مع المسؤولين هناك بأنها ايجابية وبناءة في شأن القضايا العالقة التي تعطل تطبيع علاقات البلدين، لكنه اقر أن التقدم في هذا الاتجاه لا يزال بطيئا. وذكر أن الولاياتالمتحدة كانت تحرك المحكمة الجنائية الدولية وتستخدمها ضد السودان ،لكنها نقلت لهم أن العدالة في السودان يمكن أن تتحقق من غير المحكمة الجنائية عبر آليات داخلية،وتوقع أن تشطب واشنطن اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب ،لكن رفع العقوبات الاقتصادية سيأخذ ستة أشهر،حتى يصدر قانون من الكونغرس بذلك. ودافع كرتي عن تعاون السودان مع الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب، موضحا أن الحكومة كانت تسعى إلى تبرئة نفسها من مزاعم الإرهاب ولم تكن تنتظر مكافأة من واشنطن،وقال ان الخرطوم أوفت بإجراء استفتاء الجنوب وستعترف بنتائجه التزاما بتعهدات السلام وليس تلبية لمطالب أميركية ولا ترجو منها شكرا في ذلك. وكشف كرتي ،ان جهات أميركية وغربية تسعى إلى مخرج للتعامل مع السودان وتجنب العقوبات،قبل رفعها،مشيرا إلى تراجع حملات مجموعات الضغط «اللوبيات» المناهضة للسودان في الولاياتالمتحدة،ورأى أن البيت الأبيض من أكثر المؤسسات الأميركية التي تتعامل بموضوعية وايجابية مع السودان. وأضاف وزير الخارجية ،ان الحكومة وجدت التعامل مع الدول الأوروبية كتلة واحدة غير مجدٍ بسبب سيطرة الناشطين على مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، واتجهت إلى التعامل مع الدول الأوروبية بطريقة منفردة مما حقق تقدما ايجابيا.مبينا أن فرنسا التي كانت تقف وراء المحكمة الجنائية الدولية ،أبلغه مسؤولون منها أخيرا أن الظروف التي تعاملت بها المحكمة مع السودان تغيرت حاليا،كما أعلنت ألمانيا أنها غير ملزمة بالعقوبات الأميركية على السودان،مشيرا إلى انه زار 12 دولة أوروبية.