قلت في المرة السابقة على خلفية وصف ( إبنة) الإمام الصادق المهدي السيدة مريم الصادق لنظام الإنقاذ بأنه أسوأ من أي وقت مضى ان ابناء الزعماء أمثال الدكتورة مريم عليهم ان يبتعدوا عن الساحة السياسية لان الشعوب العربية لا تحب (الوراثة). ، حتى الأنصار الذين يقودهم والدها يرفضون ان تورث الزعامة وقالوا ذلك فعليا في أكثر من مناسبة وعبروا عن مواقفهم في أكثر من مؤتمر لكنهم واجهوا عنادا وإصرارا دفعهم للخروج وتكوين مجموعات اخرى خارج كيان حزب الأمة القومي وإنقسم الحزب الى (7) أجزاء. أنصار حزب الأمة الاصل تركوا للإمام وأسرته وأبنائه وأصهاره مهمة تكريس مفاهيم «الوراثة» واتجهوا الى منابر أخرى تؤمن بالعمل السياسي الذي يقدم الكفاءة على الإشارة. الإشارة التي قدمت مريم ومن معها الى قيادة حزب عريق وكبير هي ذاتها الإشارة التي تأسست عليها الأنظمة العربية التي ثار عليها «شعبها». ثورة الشعوب يقودها «الجمهور الغلبان» لا أبناء الذوات الذين تفتحت أعينهم على أحلام ومغانم وحقوق ورئاسة بشهادة بحث. إن أرادات مريم ومن معها تحريض الناس للخروج للشارع والتظاهر لتغيير النظام عليها أولا ان تعيدهم الى ذاكرة حكم « والدها» المليئة بالمعاناة والتي ماشهدت فشلا الا انتهى الى إنقلاب. وعليها ان تعدد مشاريع التنمية التي قادت آنذاك وعليها ان تقدم كشف حساب ميزانيات بالأرقام. وقبل ذلك عليها ان تلغي من ذاكرة مواطني ولاية الخرطوم كباري المنشية والانقاذ والمك نمر وتوتي والعزوزاب والشوارع الدائرية ومصفاة الجيلي وتحرق طلمبات الوقود المنتشرة في كل مكان وتعيد الطلاب من الجامعات التي تزحم «» الى المدارس «الثانوية» وتقطع الكهرباء المتصاعدة عن الأحياء وتعيدهم الى عهد «الظلام». وعليها أن تسد طريق شريان الشمال وتغلق ابواب سد مروي وتحجب مصانع الاسمنت التي تطاولت في نهر النيل وتحجب أعين الناس عن مصانع السيارات والأدوية في الجزيرة وعليها ان تقنع أهل رفاعة ان الكبري لا يخدم مصالح الناس وكذا الحال في الدويم وسنجة. ان ارادت مريم الاخرى ان تقنعنا بالخروج الى الشارع للتغيير عليها ان تلغي صفحات السلام وانتاج البترول ومشاريع التنمية وتوقف مسيرة التعليم العالي. إن فعلت ذلك سنخرج ونبحث عن حكم ضائع وتنمية غائبة وقانون جديد بديل لحكم الإنقاذ.