٭ نسي هذا اللون.. اللون الاساسي له - وهو الآن لا يعرف ما لونه بالضبط.. فأخذته التساؤلات الكثيرة والتي خلعت غطاءه واستبدلته بآخر.... ثم كشفت عن ساقيه.. اول ما بدا له من تساؤلات هو -- (ما لوني انا؟!) هل انا اللون الذي تميّز عن سواه..من الالوان...؟! ام انني ذلك اللون الذي ظن الناس انه اللون الذي يوصف لهم باسم محدد؟! وان كان ذلك صحيحا فكيف قدروا ذلك؟! فهل كالوا تلك الالوان.. وكالوني... وحسبوا لي وزنا معينا؟! .. فكم هو وزن ذلك اللون... الذي ظنّوا انه الاصفر مثلا...؟!! كيف فطنوا لي اولا... هل اتفقوا جيدا مع بعضهم لتسميتي.. حسب سيرتي الذاتية..؟! ام كتبوا على كل لون عددا كبيرا من الاسماء ثم حسموا اسمه بالقرعة... او التصويت على ذلك ؟! ثم ماذا عن الكائنات الاخرى...؟! هل تعرفني ما يعرفني الجن والانس..؟! ام ان الجن ايضا يوهم الانس باتفاقه معه على حجم وشكل وكيله ووزن اللون.. فهل اتفقوا على معايير تناسب حقيقة اللون، ام أشيع الامر صدفة..؟!! ٭ هل عرفوا ذلك وحسبوه كاحتسابهم للحب والكراهية..؟! وقدرتهما على تحمل درجات الحرارة والرطوبة؟! واحتملا في ذلك كثافة.. ومقاومة الاتربة والرياح وغيرها - ام ان الكائنات غير الجن والانس تراني خلاف ما يراني هؤلاء...؟! اي الانس والجن؟! لماذا ظن الناس انني الاحمر مثلا.. ؟! ولو انني ارى نفسي غير ذلك.. فقد نسيت لوني الحقيقي..!! كيف تدلّ الحشرات بعضها البعض بأمر اللون وتحديده - وكيف اتفقت ايضا مع بعضها ذلك.. وقدرت القواعد العلمية لذلك..؟!! هل تناقش الناس مع الحشرات واتفقوا معها على ذات الخصائص التي تحسم امر اللون، اهو حيز مثلا أم فراغ...!! هل تأكدوا مثلا ان الحشرات ترى الاصفر.. اصفرَ كما يعرفه الناس..! ام تراه اسودَ كالذي اقسم الناس أنه الاسود وليس غير ذلك !! هل اللون الجديد هو نفسه القديم الذي عرف وشوهد قبل آلاف بل ملايين السنين...! ربما حرى بهم ان يكتبوا على اللوحات المرسومة.. الالوان ايضا حتى تعرف انهم قصدوا بذلك غير اللون الذي نراه الآن بعينيّنا .. ونتحسسه - بأيدينا..!! ٭ ثم ما هي قضية اللون الذي يراه النائمون....؟! ولم تحدده نفس المعايير التي اتفق عليها المستيقظون..؟! هل ما يُرى في النوم من لونٍ طبيعي مائة بالمائة..؟! وكذلك الذي لم يزل بالمخيلة! من تأكد انه تطابق تماما مع ما هو في غير المخيلة..! اما قصة ظاهر اللون وباطنه، فهي على ما ارى امر مختلف تماما.. وربما قالوا ان ذلك خرافة..! من قال ان ذلك خرافة..؟!! فأنا متأكد تماما ان للوني الظاهر لونا باطنا آخر ..! والدليل على ذلك ان شكل الانسان الخارجي او النبات لا يحدد قطعيا باطنه - فالرجل الاسود ربما كان ضميره ابيض.. وذلك امر مألوف وشائع - ان يقال لأحدٍ ان ضميره ابضُ... ولا نجد في خارج هيئته ولا شيئاً واحداً ترى فيه الابيض.. حسب ما وصفه الناس، وغيرهم.. فهل يكون للرجل الموصوف بالاخضر ضمير احمر مثلا ..؟! هل فتحوا ذلك الضمير وتأكدوا من انه احمر.. او ابيض.. او اسود..؟!! أتحدى الجميع.. قال اللون في مواجهة الألوان الأخرى: لا يوجد تفسير منطقي تقسمون فيه على صحة ما يقولون... ثم قال: «ما لوني أنا..؟!»..