بعد إفتضاح حجم الثروات المليارية المنهوبة من دم وعرق المصريين و التي ظل يكتنزها رموز النظام المصري المغضوب عليه جماهيرياً ،تكشف للرأي العام العربي والدولي السبب الرئيسي في تشبث الحزب الحاكم في مصر بالسلطة حتى آخر لحظة ، نعم لم يريدوا مغادرة السلطة والبلاد لخوفهم الشديد من عاقبة جرائمهم إن هم غادروا السلطة ، فالاموال التي نهبوها ستسترد بجهود محلية ودولية وجرائم القتل والسحل التي ارتكبوها بدم بارد ضد ابناء مصر ستطاردهم فلماذا يغادرون السلطة ؟ انهم لن يغادروا الا مرغمين كما حدث أمس حتى عم الفرح أنحاء مصر بتنحي الرئيس حسني مبارك ،وهذا ما عمل عليه يومياً شباب مصر وشيبها رجالاً ونساءً ولذلك نحن ندعم هبة الشعب المصري وجميع شرفاء العالم تابعوا المسلسل الشعبي المصري الشيق يومياً كما فرحوا مع الشعب المصري البطل. ان ما حدث في مصر خلال نحو ثلاثة اسابيع سيهز بؤر الفساد في العالم وبما ان العالم اليوم يعيش الازمة المالية العالمية فإن الانظار ستتجه نحو أين ذهبت اموال الشعوب الفقيرة ؟ ولماذا يغالب الملايين من الناس الفقر والعوز والبطالة وانعدام الخدمات في الوقت الذي يتنعم فيه قلة من الناس وحفنة من السياسيين الانتهازيين بكل السلطة وكل الثروة والرفاه المبالغ فيه ومع ذلك يتبجحون بلا حياء بأن الجماهير معهم ؟. وحتى لا يتكرر ذات السيناريو في السودان نريد من السلطة والتي أقرت بضرورة ان يتغير نظام الحكم ليصبح حكومة قومية عريضة ..نريد منهم قبل الشروع في اشراك القوى السياسية ( المجوعة ايضاً ) ان يعيدوا للشعب كرامته واحداث تغيير والمحافظة على اموال الشعب السوداني واسترداد الاموال التي وثقتها تقارير المراجع العام او الاموال المستترة وتشديد التدقيق في التعامل مع المال العام وتفعيل قانون من اين لك هذا لمعرفة من يقف وراء غابات من الاسمنت التي ظهرت كالنبت الشيطاني قبل ان يستقبل الشعب السوداني حكومة عريضة تشارك فيها قوى جديدة. ان الحديث عن ضرورة الاتفاق على تكوين حكومة قومية عريضة يجب ان يسبقه ميثاق قومي لمحاربة ومكافحة كافة اشكال الفساد واسترداد مال الشعب باعتبار ان الحكومة القومية العريضة تحتاج الى موارد مالية واقتصادية لتسيير اعمالها وتقديم الخدمات للشعب السوداني واذا كانت الامور ستجري على النحو المعيب المراد تمريره، فإن الحكومة العريضة سيكتب لها الفشل منذ ميلادها وسيكون الفائزون بالغنيمة هم اولئك الاذكياء الذين افسحوا المجال للقوى السياسية للمشاركة بحيث يتحقق لهم طمس معالم التجاوزات. ان ما كشفته الفضائيات عن فساد رموز النظام المصري قطعاً سيسرع بخطوات الاصلاح في العالم العربي فالامور تقرأ بنظائرها خصوصاً اذا ادركنا ان الفساد الذي كان محمياً في مصر الشقيقة لم تنفع الحماية الموفرة له حينما هبت الجماهير المجوعة وقررت الخروج وصناعة التغيير بايديها بعد ان عجزت الاحزاب والقوى السياسية المصرية عن مقاومة استبداد الحزب الحاكم في مصر ، نعم سيكون المدخل لتغيير اي نظام مستبد ضرب مواطن الفساد فيه حتى تفر قططه السمان وفئرانه مذعورة من سوء المصير ولن يتأتى ذلك اذا تركت العقلية الجمعية للقوى الحية الممثلة للجماهير الغباء المفرط بحيث يفوت عليها الانتباه لحقائق الاشياء والمستجدات .